| السبايلة: تصريحات ترمب فاجأت نتنياهو.. والماضي: واشنطن وجهت رسالة مهمة لتل أبيب

- الماضي والسبايلة: التحولات الإقليمية تعيد ترتيب التحالفات في الشرق الأوسط
- السبايلة: تركيا غير معنية بالصدام في سوريا وليست مؤهلة له
- الماضي: إيران أصبحت مضطرة لتغيير سلوكها الإقليمي
علق الخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة على التصريحات المشتركة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي صدرت عقب لقائهما في البيت الأبيض.
وأوضح السبايلة، خلال استضافته في برنامج “نبض البلد” على شاشة “رؤيا”، أن التصريحات الأمريكية تناولت ملفي قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تزال تتبنى فكرة “إعادة السيطرة” على غزة.
وأشار إلى أن ترمب تطرق إلى الملف السوري عبر بوابة العلاقة بين تركيا والاحتلال، محذرًا من خطر الاصطدام بين الجانبين، لكنه أكد أن هذا الموضوع يمكن احتواؤه من خلال علاقاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونتنياهو.
كما لفت إلى أن ترمب تحدث عن إعادة رسم مناطق النفوذ في سوريا، حيث يتمركز الاحتلال جنوبًا وتركيا شمالًا.
وأضاف السبايلة أن المفاجئ في تصريحات ترمب كان إعلانه عن مفاوضات مباشرة مع إيران، وهو ما قد يكون غير مريح لنتنياهو، الذي سارع في اليوم التالي لتوضيح موقف الاحتلال، مؤكدًا أن “تل أبيب” لن تقبل بإيران نووية.
وبيّن السبايلة أن هذه المفاوضات جاءت بعد تحركات عسكرية أمريكية مكثفة في المنطقة.
واشنطن أرسلت رسالة لتل أبيب بأنها ليست اللاعب الوحيد
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر الماضي إن ترمب شدد على ضرورة إنهاء الحرب في غزة دون تحديد آلية لذلك، لكنه يدعم إنهاءها وفقًا للرؤية الإسرائيلية.
وأشار الماضي، خلال حديثه في “نبض البلد”، إلى أن الملف التركي السوري يشكل أولوية مهمة، إذ سعت واشنطن إلى إيصال رسالة للاحتلال مفادها أنه ليس القوة الوحيدة المؤثرة في المنطقة، بل هناك قوى إقليمية أخرى.
وأضاف أن إيران تراجعت كقوة إقليمية بعد فقدانها لحزب الله ونظام بشار الأسد الذي كان يمثل لها مركز التأثير في المنطقة، مما فتح المجال للاحتلال والولايات المتحدة للبحث عن مفاوضات مع طهران عبر سلطنة عمان.
وأوضح أن نتنياهو كان يأمل في الحصول على ضوء أخضر أمريكي لمواجهة إيران، إلا أن هناك تباينًا بين الرؤية الأمريكية والإسرائيلية، حيث يطالب الاحتلال بتوجيه ضربة قاسية لطهران قبل التفاوض، بينما يفضل ترمب بدء المفاوضات أولًا.
وأشار الماضي إلى أن إيران أصبحت مضطرة لتغيير سلوكها الإقليمي، سواء في العراق أو مع الحوثيين، لتفادي تصعيد عسكري ضدها.
تركيا خارج المواجهة والاحتلال يرفض نفوذها
وفي السياق ذاته، أكد الخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة أن تركيا غير معنية بالصدام في سوريا وليست مؤهلة له، على عكس الاحتلال، الذي يرى أن خروج إيران يجب أن يتبعه إنهاء أي وجود تركي مؤثر في المناطق التي يعتبرها الاحتلال جزءًا من أمنه الاستراتيجي.
وأضاف أن الاحتلال وجه منذ البداية رسائل صدامية ترفض أي نفوذ تركي في المنطقة، موضحًا أن علاقة “تل أبيب” بتركيا تختلف عن علاقتها بأردوغان ونظامه.
وشدد السبايلة على أن توقيت استدعاء إيران إلى طاولة المفاوضات يجب أن يُدرس جيدًا، مشيرًا إلى أن طهران اضطرت للتراجع بعد نسف مفهوم “وحدة الساحات” على مدار عام ونصف، وهو ما قلل من قدرتها على شن حرب متعددة الجبهات ضد الاحتلال، سواء من غزة أو لبنان أو سوريا.
وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني، الذي يعتمد على هذه الفصائل لتعزيز نفوذه داخل إيران، سيواجه انعكاسات كبيرة نتيجة هذه الخسائر.
تحولات إقليمية وإعادة ترتيب التحالفات
من جانبه، أشار الدكتور بدر الماضي إلى أن المنطقة تشهد تحولات كبرى، خصوصًا في الملف الفلسطيني، في ظل تمسك الاحتلال برؤية أمنية عقائدية تسعى إلى إبقاء “تل أبيب” القوة العسكرية والاستراتيجية الوحيدة القادرة على إدارة الملفات بما يخدم مصالحها.
وأوضح أن تركيا قد تتبنى الملف السوري مستقبلاً، نظرًا لكونها تفضل استخدام قوتها الناعمة بدلًا من التدخل العسكري المباشر، على عكس الاحتلال وإيران.
وأكد أن الأردن والمملكة العربية السعودية سيكونان شريكين في جهود التهدئة وإعادة بناء سوريا، مما يجعلها مدخلًا لاستقرار الشرق الأوسط في المستقبل.