الجلوس لفترات طويلة على المرحاض.. مؤشرات غير ظاهرة على صحة الأمعاء

يعد الجلوس لفترة طويلة في الحمام أمرًا يمكن أن يكون طبيعيًا في بعض الحالات، لكنه قد يدل على وجود مشاكل صحية أو نفسية عند تكراره أو ازدياد مدته. عند مراجعة العوامل المرتبطة بهذا السلوك، تظهر دلائل مهمة على وجود اضطرابات في الجهاز الهضمي أو تأثيرات غير مرئية للتوتر والضغوط النفسية.
أظهر استطلاع أمريكي أن حوالي نصف الأشخاص من جيل الألفية وثلث الجيل Z يقضون أكثر من ست دقائق خلال عملية التبرز، بينما الأجيال الأكبر سنًا يمضون وقتًا أقل. رغم أنه لا توجد مدة محددة مثالية، إلا أن خمس دقائق تعتبر زمنًا مقبولًا، وإذا استغرقت العملية وقتًا أطول، يُفضل تأجيلها وعدم الضغط المفرط على الجسم، مع محاولة العودة إليها لاحقًا.
المشكلة الأكبر ليست فقط في طول المدة، بل في وجود عوامل مصاحبة مثل عدم إتمام التبرز بشكل كامل، أو الحاجة إلى جهد غير طبيعي، أو الاعتماد على الضغط يدويًا لإنهاء العملية، وهي علامات تستدعي مراجعة الطبيب. من السلوكيات الشائعة أيضًا استخدام الهاتف أثناء التبرز، حيث يستخدمه ما يقرب من نصف جيل Z، وهو ما قد يتحول إلى عادة يصعب التخلص منها، ويؤثر على تنظيم الوقت والتركيز لاحقًا.
ارتباط الجلوس المفرط في الحمام بالإمساك والضغوط النفسية
تشير البيانات إلى أن حوالي ثلث جيل الألفية يعاني من الإمساك بشكل دوري، مع وجود نسبة تصل إلى 12٪ منهم يعانون من اضطراب القولون العصبي المرتبط بالإمساك المزمن. الأسباب النفسية تؤدي دورًا كبيرًا، حيث أبلغ العديد من الشباب أن التوتر والضغوط النفسية تؤثر على انتظام عملية الإخراج لديهم، مع ارتفاع نسبة ذلك لدى جيل Z والألفية مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا.
التأثيرات الصحية والجسدية للتدخيل المفرط في الحمام
الجلوس المستمر يمكن أن يسبب تفاقم مشاكل البواسير، ويضغط على عضلات الحوض، مما قد يؤدي إلى آلام في أسفل الظهر والأرجل بسبب الوضعية الثابتة. بالإضافة إلى ذلك، وجود الهاتف في الحمام يزيد من خطر انتقال الميكروبات إلى اليدين، حيث يختزن الهاتف بكتيريا قد تؤدي إلى مشاكل صحية.
نصائح عملية لتقليل المدة في الحمام
للمساعدة على تقليل وقت التواجد في الحمام، يُنصح بتناول كمية كافية من الألياف التي تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتعمل كغذاء للبكتيريا المفيدة في القولون. توصي الخبراء بإضافة الألياف تدريجيًا مع كميات مناسبة من الماء، وعدم تجاهل إشارات الجسم الراغبة في التبرز، إذ أن الانتظار المتكرر يؤدي إلى تصلب البراز وصعوبة إخراجه.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
عند ملاحظة تغيرات في نمط التبرز، مثل زيادة الوقت أو ظهور أعراض جديدة كالألم المستمر، أو خروج دم مع البراز، أو فقدان غير مبرر للوزن، من المهم استشارة الطبيب المختص فورًا. فهذه العلامات قد تشير إلى حالات صحية تتطلب متابعة دقيقة وعناية طبية مختصة.