تؤثر السمنة بشكل كبير على صحة البشرة، حيث تتسبب في ظهور مشاكل متعددة تتجاوز مجرد الشكل الخارجي للجسم. من المعروف أن الوزن الزائد يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب، السكري، والتهابات المفاصل، إلا أن الأثر على الجلد لا يقتصر على ذلك فقط، بل يمتد إلى تغييرات واضحة مثل العدوى الفطرية وتغيرات في لون البشرة.
كيف تؤثر السمنة على البشرة؟
يظهر داء الشواك الأسود كعلامة واضحة، حيث تتكون مناطق داكنة وسميكة من الجلد غالبًا على المفاصل أو الإبطين أو الفخذين، وهو يشير إلى مقاومة الجسم للأنسولين المرتبطة بالسمنة. كما تظهر علامات الجلد الصغيرة المعروفة بالأكروكوردونات على الرقبة والجفون، وتُعتبر غير ضارة عادة، لكنها قد تثير الإزعاج عند الاحتكاك أو الخدش. تتكون طيات الجلد نتيجة للزيادة في الحجم، وتحت هذه الطيات تتراكم العرق، وتحدث حالات التهاب الجلد نتيجة للاحتكاك المستمر، مما يسبب الاحمرار والألم، وهو ما يستدعي العناية والنظافة المنتظمة واستخدام كريمات مضادة للفطريات لمنع المضاعفات.
تزداد فرصة الإصابة بالعدوى الفطرية، خاصة في المناطق الدافئة والرطبة التي تكثر مع التعرق، حيث تفضل فطريات المبيضات العيش، وتظهر بشكل خاص في الثديين أو بين الفخذين، مع زيادة احتمالية الإصابة بها لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد. كما تضع السمنة ضغطًا على الغدد العرقية، مما يسبب التهابها المزمن المعروف بالتهاب الغدد العرقية القيحي، الذي يتميز بظهور ندوب وخراجات في مناطق الاحتكاك، خاصة الإبطين والفخذ.
علامات التمدد وضعف التئام الجروح
يؤدي التغيير السريع في وزن الجسم إلى تمدد الجلد، مما يسبب علامات التمدد التي تظهر غالبًا على البطن، الفخذين، الأرداف، أو أعلى الذراعين، وتعد غير ضارة من الناحية الصحية، لكنها تؤثر على مظهر الشخص. كما يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة من ضعف في التئام الجروح نتيجة لانخفاض الدورة الدموية وزيادة الالتهابات، مما يجعل الشفاء يستغرق وقتًا أطول ويزيد من خطر المضاعفات، خاصة لدى مرضى السكري.
كيفية إدارة مشاكل البشرة المرتبطة بالسمنة
لابد من الالتزام بالنظافة الشخصية، خاصة في المناطق التي تتراكم فيها الطيات، مع الحفاظ على جفاف الجلد من خلال استخدام بودرة التلك أو الأقمشة الماصة. ترطيب البشرة مهم لمنع الجفاف والتهيج، ويجب مراجعة الطبيب المختص في حال ظهور أعراض متكررة أو غير مفسرة. يعد فقدان الوزن التدريجي وسيلة فعالة لتخفيف العديد من مشاكل البشرة المرتبطة بالسمنة، مع ضرورة الاهتمام بالرعاية الطبية المبكرة والعناية بالنظافة للمساعدة على تحسين الحالة الصحية للبشرة وتقليل المضاعفات المحتملة.