اخبار الإمارات
الـ FOMO العكسي: هوس الابتعاد عن التواصل الاجتماعي

فهم الظاهرة النفسية الجديدة في عالم التواصل الرقمي
في عصر تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية، برزت ظاهرة نفسية جديدة تتمثل في شعور عكسي إزاء الاستخدام المفرط لهذه المنصات، حيث يصاب البعض بما يمكن تسميته “الخوف من التواصل” أو الحذر المفرط من الانخراط الإلكتروني. هذه الظاهرة تدفع الأفراد إلى الانسحاب والتقليل من مشاركتهم الاجتماعية عبر الإنترنت رغم إدراكهم لأهميتها في العصر الحديث.
ما هي أسباب هذه الحالة النفسية؟
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى هذا الشعور، ومنها:
- الإرهاق الرقمي: الاستخدام المتواصل للهواتف ووسائل التواصل يسبب إجهادًا ذهنياً وعاطفيًا يدفع البعض للابتعاد لتجنب المزيد من الضغط.
- الخصوصية والقلق: تخوف الأفراد من التعرض للمراقبة أو التقييم السلبي يجعلهم يقللون من التفاعل الاجتماعي على الإنترنت.
- الضغط الاجتماعي: الشعور بأنه يجب تقديم صورة مثالية عبر السوشيال ميديا يخلق توترًا ويحفز الرغبة في الابتعاد.
- الإغراق بالمعلومات: كثرة المحتوى المتدفق بشكل مستمر تسبب الإحساس بالضياع وعدم القدرة على مواكبة كل جديد.
كيف يؤثر هذا النوع من الفومو على حياتنا اليومية؟
تعكس هذه الظاهرة تغيرًا في طريقة تعامل الأفراد مع التكنولوجيا، وتأتي نتائجها على عدة مستويات منها:
- العزلة الاجتماعية: رغم توافر وسائل الاتصال، يعاني البعض من شعور بالوحدة بسبب الانسحاب المتعمد.
- تدهور الصحة النفسية: التوتر والقلق المرتبطان بهذا الشعور قد يؤديان إلى مشاكل في النوم والاكتئاب.
- انخفاض التفاعل المهني والاجتماعي: يقلل الابتعاد من فرص التواصل الفعّال والمشاركة في النقاشات المهمة.
نصائح للتوازن بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والحفاظ على الصحة النفسية
- حدد أوقاتًا محددة لاستخدام وسائل التواصل وابتعد عن الأجهزة الإلكترونية في أوقات الراحة.
- مارس أنشطة ترفيهية خارج الإنترنت مثل الرياضة والهوايات لتخفيف التوتر.
- اطلب الدعم النفسي إذا شعرت بأن القلق أو التوتر يؤثران على حياتك اليومية.
- كن صادقًا مع نفسك حول مقدار التواصل الذي يناسبك ولا تشعر بالضغط للمشاركة المستمرة.
الخلاصة
مع تزايد التداخل بين حياتنا الشخصية والتواصل الرقمي تظهر تحديات نفسية جديدة تستوجب منا وعيًا وحكمة في التعامل مع هذه الوسائل. ليس الهدف هو الابتعاد الكامل، بل إيجاد التوازن الذي يحافظ على صحتنا النفسية والاجتماعية لتحقيق تجربة رقمية إيجابية ومستدامة.