بعد 10 سنوات من انتشاره في البرازيل.. كيف يعيش الأطفال المصابون بفيروس زيكا

أخبر الطبيب أن ابنتها تامارا، وهي لطفلة حديثة الولادة، تعاني من صغر غير طبيعي في حجم الرأس، مما يشير إلى احتمالية عدم استمرار حياتها لفترة طويلة. هذا الحالة نتيجة لإصابتها بفيروس زيكا أثناء الحمل، وهو ما يتسبب في تلف الدماغ وصغر حجم الرأس، وهو أحد الأعراض الشائعة لمتلازمة زيكا الخلقية.
حول متلازمة زيكا الخلقية وتأثيرها على الأطفال
تُعد تامارا من بين الأطفال الذين وُلدوا بمتلازمة زيكا، وهي حالة تتسبب في ظهور مشاكل صحية مزمنة مثل مشاكل في القلب، وتيبس وتقلص اليدين، وصعوبة في تنسيق الحركات مثل المضغ والبلع، وغالبًا لا يتمكن الأطفال من الزحف أو المشي أو الكلام بشكل طبيعي. تعيش تامارا حالياً في ماسايو، وهي منطقة سجلت نسبة عالية من حالات الإصابة بسبب انتشار الفيروس في هذه المنطقة.
دور فيروس زيكا في الإصابة والمتابعة الطبية
انتشرت حالات إصابة بالأطفال حديثي الولادة نتيجة لانتشار فيروس زيكا بين النساء الحوامل، حيث كانت البلاد على وشك استضافة الألعاب الأولمبية وأصبحت القضية محل قلق دولي. بعد تفشي المرض، تبنت منظمة الصحة العالمية والسلطات البرازيلية إجراءات طارئة، وظل التحذير قائمًا حتى عام 2017. وعلى الرغم من انخفاض الحالات، فإن أسباب ذلك غير واضحة تمامًا، ولا تزال هناك مخاوف من احتمالية عودة المرض مجددًا.
تأثير الحالة الاجتماعية والدعم الأسري
تعاونت روت مع أمهات أخريات في تشكيل مجموعة دعم للتعامل مع التحديات الصحية والنفسية، حيث توقف العديد منهن عن العمل واعتمدن على المساعدات الحكومية، وواجهن معارك قانونية للحصول على احتياجات أطفالهن مثل العمليات الجراحية والأدوية والكراسي المتحركة. بعض الأمهات، مثل أليساندرا، استقلن مع أولادهن في مجمع سكني خاص لمساعدتهم في توفير بيئة داعمة، مما ساعد الأطفال على الاستقلال تدريجيًا رغم إعاقتهم.
التحسن في الحالة الصحية وغياب المسببات الواضحة
أفادت إدارة الصحة في ولاية ألاغواس بتحسن الوضع الوبائي في المنطقة بسبب جهود التوعية وتنظيف المياه من الملوثات. ومع ذلك، يظل سبب انخفاض الحالات بشكل غامض محل أسئلة، إذ قد يكون هناك مناعة طبيعية بين بعض الأطفال، لكن مدى استمراريتها غير معروف. وتبقى بعض النظريات تشير إلى أن سوء تغذية الأمهات أو تلوث المياه قد يلعب دورًا في أثر الفيروس على صحة الأطفال.
تمضي السنوات، ويظل النقص في الأبحاث يحول دون فهم كامل للأسباب، ولكن الأهم هو أن الأطفال المصابين، مثل تامارا، يتلقون دعمًا مستمرًا لمساعدتهم على العيش بأقل قدر من الاعتمادية على الآخرين، رغم التحديات المستمرة التي يواجهونها بسبب الحالة الصحية.