جيلي كان ضحية الأيديولوجيات.. وشباب اليوم واقعيون

قال وزير الثقافة في الجمهورية اللبنانية، الدكتور غسان سلامة، إن جيله كان ضحية الأيديولوجيات مؤكداً أن شباب اليوم واقعيون، وأضاف أن منطقتنا العربية تمرّ اليوم بمرحلة تحول لم تنتهِ بعد.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية، التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي، بعنوان «الثقافة من أجل السلام والازدهار»، وحاورته الإعلامية بقناة الشرق، زينة يازجي، وتطرقت الجلسة إلى العديد من الموضوعات الثقافية والسياسية على الساحة العربية.
وفي تعريفه لمفهوم الهوية، قال الدكتور غسان سلامة إنها «مادة لزجة» وليست «مادة صلبة»، بمعنى أن لها أكثر من مكون، ويمكن إعادة ترتيب كل منها حتى تلك المكونات المتداخلة سواء للهوية أو الوطنية أو المهنية، مؤكداً أن التعريف الأفضل للحرية هو قدرة الفرد على إعادة صناعة هذه المادة بحيث لا يُفرض مكون على الآخر، ويتمسك بالتنوع، مشيراً إلى أن الثقافة العربية عاشت عصرها الذهبي في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، حيث كان للفرد حرية إعادة تعريف هويته، لكن في القرن الـ20 بدأ نوع من سيطرة السياسة على الثقافة، ثم سيطرت الأيديولوجيات الكبيرة على الفرد، وقال: «إن جيلي كان ضحية للأيديولوجيات، بينما شباب اليوم يتميزون بالواقعية في تفكيرهم، وهو شيء يدعو للتفاؤل».
وقال إن منطقتنا العربية تمرّ اليوم بمرحلة تحول لم تنتهِ بعد، ولدينا تغير في ميزان القوى خلال السنتين الماضيتين، لكن الوعي لم يكتمل بعد، وقال: «على الرغم من تغير الوضع في بعض البلدان فإن كل تلك التغييرات لم تنجح في خلق وعي يناسب ما تحمله من تحديات، وبالتالي فإن التحول مازال قائماً، والوعي متباطئ، وباتت الأسس التقليدية للتفاهم بين أبناء المنطقة عقيمة، وأصبحت هناك فروقات كبيرة وجذرية في الرؤى».
وعن الشأن اللبناني، أكد سلامة أن لبنان يركز حالياً على ثلاثة محاور أساسية: أولها، تطبيق القرار 1701، قائلاً إن لبنان قادر رغم التحديات، ثانياً، التعافي المالي والاقتصادي بعد الانهيار الخطير في النظام المصرفي، قائلاً إننا حالياً في مرحلة إصدار التشريعات اللازمة لإعادة بناء نظام مصرفي قوي، نأمل في إقرارها من قبل البرلمان، وثالثاً، إعادة الإعمار رغم كل العقبات، وقال إننا جادون وساعون لذلك رغم التحديات والعقبات، مشيراً إلى أن لبنان لم يعد البلد الوحيد الذي يحتاج لإعادة إعمار كما كان سابقاً في الثمانينات، حيث يحتاج لنحو 14 مليار دولار لإعادة الإعمار، كما أن غزة مدمرة وتحتاج لأكثر من 60 مليار دولار لإعادة الإعمار، وأكد أن إعادة إعمار سورية وفلسطين واستقرار المنطقة كلها في مصلحة لبنان.
الدكتور غسان سلامة:
م. نطقتنا العربية تمرّ اليوم بمرحلة تحول لم تنتهِ بعد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news