اخبار الإمارات

حاسة شم خارقة لدى بريطانية تمكّنت من تشخيص مرض باركنسون عند زوجها قبل تأكيده

تُثير ممرضة بريطانية تُدعى جوي ميلن اهتمامًا واسعًا بقدرتها الفريدة على استخدام حاسة الشم الخارقة في اكتشاف مرض باركنسون، حيث لعبت دورًا بارزًا في تطوير اختبار مبكر لهذه الحالة العصبية، قبل ظهور الأعراض بشكل واضح، وذلك بفضل معرفتها الخاصة برائحة الزهم، المادة الزيتية التي يفرزها الجلد وتحتوي على علامات كيميائية تشير إلى الاصابة.

مهمة جوي ميلن في اكتشاف مرض باركنسون

اكتشفت ميلن أن الرائحة المميزة التي تسبق أعراض المرض يمكن أن تكون مؤشرًا مبكرًا، حيث استطاعت تحديد قمصان يرتديها مرضى باركنسون بشكل صحيح، مما يدل على أن تغيرات كيميائية في زيوت الجلد ترتبط بالمرض، وهو أمر أشار الباحثون إلى إمكانية الاعتماد عليه في التشخيص المبكر قبل سنوات من ظهور الأعراض الجسدية.

مرض باركنسون وتأثيره

يعرف مرض باركنسون بأنه اضطراب عصبي يتدهور فيه جزء من الدماغ، مسببا بطء الحركات، تصلب العظام، تغيرات في وضعية الجسم، وتعبيرات وجه قناع. قد تؤدي الحالة إلى اضطرابات في النوم، اضطرابات نفسية، وضعف في الوظائف الحركية، وتزايد خطر الإصابة مع التقدم في العمر، حيث تبدأ الأعراض غالبًا بعد عمر الستين، لكنها قد تصيب الشباب أيضًا بشكل نادر.

الأعراض الشائعة لمرض باركنسون

تتضمن الأعراض الرئيسية حركات بطيئة، تصلب والجمود في العضلات، وضعية غير مستقرة أثناء المشي، تقليل سرعة الرمش، تعبيرات وجه متجهة نحو القناع، وصعوبة في البلع. تؤثر هذه الأعراض بشكل رئيسي على التحكم الحركي، لكن تأثيرات الحالة تمتد لتشمل الصحة النفسية والوظائف المعرفية.

دور ميلن في تطوير الاختبار المبكر

تعاونت ميلن مع باحثين من جامعة مانشستر بعد أن لاحظت أن إفرازات الجلد المحتوية على الزهم تظهر علامات كيميائية مبكرة، حيث أجرى العلماء تحليلات باستخدام مطياف الكتلة لتحديد بصمة فريدة من نوعها، تتيح التشخيص قبل أن تظهر الأعراض، مع تطوير اختبار مسحة جلدي غير جراحي متوفر الآن للمساعدة على تحديد المرض قبل سبع سنوات من ظهوره.

تطبيق الاختبار والنتائج

بدأت تجارب هذا الاختبار في 2022، وأصبح متاحًا الآن للعموم، حيث يستخدم قطعة قطن على جانب الرقبة لتحليل إفرازات الجلد، ويُعتمد على الرائحة التي يمكن أن تُشبه رائحة العفن أو الزهم المرتبط بالمرض. وتمكن العلماء من تحديد أن مرضى باركنسون يفرزون دهون ذات وزن جزيئي مرتفع أكثر نشاطًا، تتجمع في منطقة أعلى الظهر، وهي نفس المنطقة التي لاحظت فيها ميلن الرائحة الغريبة لدى زوجها.

حالة ميلن الشخصية وإسهامها

تمكنت ميلن من تشخيص حالة زوجها عندما كان في الثانية والثلاثين، حيث كانت تتوقع أن هناك تغيرًا كيميائيًا في زيوت الجلد، وبتحليل رائحته تم اكتشاف أن مرضى باركنسون يفرزون مادة دهنية أكثر نشاطًا، تتجمع على الظهر. وما زالت تعمل على تحسين تقنيات الكشف المبكر، رغم معاناتها من فرط حاسة الشم التي تثير أحيانًا إزعاجًا أو تعبًا من الروائح اليومية.

ما هو مرض باركنسون؟

يؤدي تدهور جزء من الدماغ إلى ظهور أعراض تتفاقم مع الوقت، ويؤثر على التحكم في الحركة والتوازن، لكنه يمتد ليؤثر على الحواس، المزاج، والصحة العقلية. تزيد احتمالية الإصابة مع التقدم في السن، إذ يبدأ غالبًا بعد عمر الستين، لكن يمكن أن يصيب بعض الأشخاص الأصغر سنًا، خصوصًا إذا كان لديهم تاريخ عائلي بالمرض.

الأعراض وأهمها

تتعلق معظم أعراض المرض بالحركة، مثل بطء الحركات، تصلب العضلات، تغييرات في وظيفة المشي، تقليل الرمش، وظهور تعبيرات شبيهة بالقناع، بالإضافة إلى مشاكل في البلع، وغيرها من الاضطرابات التي تتدهور مع تقدم الحالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى