اخبار الإمارات

خطط مرنة لتحصين منصة «الهوية» أمام التقنيات المستقبلية

كشفت مدير إدارة أول، إدارة منصات التمكين الرقمي في هيئة دبي الرقمية الخبيرة في الدفعة الرابعة لبرنامج خبراء الإمارات، ميرة سلطان، عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتحصين منصة الهوية الرقمية «UAE PASS» أمام التقنيات المستقبلية، مثل الحوسبة الكمّية والذكاء الاصطناعي التوليدي وبنية «الثقة المعدومة».

وقالت ميرة سلطان لـ«»: «نُدير تطوير منصة الهوية الرقمية وفق نهج إدارة المنتجات الذي يركز على الرشاقة والتطوير المستمر، ويقوم على مبدأ (العمل بالعكس)، حيث ننطلق دائماً من فهم احتياجات المتعامل وتوقعاته، ونبني حولها الحلول التقنية والوظائف المطلوبة، وهذا النهج يضمن أن تبقى المنصة مرنة، وقريبة من الواقع، وتستجيب بسرعة للتغيرات في سلوك المستخدم والتقنيات المحيطة».

وأضافت: «في هذا السياق نقوم بشكل مستمر برصد التطورات التقنية على مختلف الأصعدة، وندرس بشكل منهجي مدى جاهزية الهوية الرقمية وبنيتها التحتية لمواكبة هذه التحولات، سواء من حيث تبني التقنيات الجديدة أو الاستعداد للتحديات التي قد تفرضها، فعلى صعيد خوارزميات ما بعد الكمّ، نتابع التوجهات الدولية ونضع خطط انتقال نحو خوارزميات مقاومة للكم لضمان حماية المنصة مستقبلاً، أما في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، فننظر في حالات الاستخدام على مستويين هما تحسين تجربة المتعامل عبر التفاعل الذكي والتخصيص، ودعم الإدارة التشغيلية من خلال الأتمتة والتحليلات الاستباقية، وكل ذلك ضمن أطر حوكمة تحمي الخصوصية وتعزز الأمان».

وتابعت: «كما نعمل على التوسع في تطبيق مبادئ بنية (الثقة المعدومة Zero Trust) عبر التحقق المستمر، وتقييد الوصول السياقي، والمراقبة السلوكية الدقيقة، ومن خلال هذا المزيج من الاستباقية التقنية، والرشاقة التشغيلية، والتمحور حول الإنسان، نضمن أن تبقى (الهوية الرقمية) منصة وطنية مرنة وآمنة، قادرة على التكيف بثقة مع مستقبل رقمي متغير ومتسارع».

وقالت: «عندما بدأنا في تفعيل آلية التحقق البيومتري عبر بصمة الوجه، لمسنا تغيراً جوهرياً في سلوك المستخدمين، فقد شهدنا ارتفاعاً كبيراً ومتسارعاً في أعداد المسجلين في الهوية الرقمية، الأمر الذي فاق توقعاتنا وغيّر قناعتنا الأولية، ولم يتردد المتعاملون من تجربة التقنية الجديدة، بل تفاعلوا معها بشكل إيجابي، معتبرين أنها تسهّل عليهم الوصول للخدمات وتعزز الأمان والموثوقية».

وأشارت إلى أن هذا التغيّر السلوكي تجلّى بشكل استثنائي خلال انتخابات المجلس الوطني الاتحادي للعام 2023، حيث تم إتاحة خيارين للجمهور للتصويت، إمّا الحضور الشخصي إلى مراكز التصويت، وإما التصويت عن بُعد من خلال الهوية الرقمية باستخدام بصمة الوجه، وكانت المفاجأة أن الغالبية العظمى من المشاركين اختاروا التصويت الرقمي، في مؤشر واضح على مدى ثقة الجمهور في التقنية واستعدادهم للتفاعل مع الحلول الرقمية المتقدمة، موضحة أن هذه التجربة لم تكن ناجحة على المستوى المحلي فقط، بل تُعدّ أيضاً خطوة ريادية على المستوى العالمي في مجال التصويت الرقمي المعتمد على التحقق البيومتري، كما شكّلت نقطة تحول مهمة في توجهنا نحو توسيع نطاق استخدام بصمة الوجه، ليس كتقنية تحقق فقط، بل كأداة تمكين رئيسة في التحول الرقمي الشامل أيضاً.

وحول الدور الذي تقوم به دبي الرقمية لتقديم خدماتها للجمهور، قالت ميرة سلطان: «تركّز دبي الرقمية على قيادة التحوّل الرقمي في الإمارة من خلال استراتيجيتها الرامية إلى جعل دبي عاصمة رقمية عالمية، وذلك عبر بناء حكومة رقمية متكاملة بلا أوراق، وتوفير بنية تحتية رقمية متطورة تُمكّن الجهات الحكومية من تقديم خدمات سلسة وآمنة وفعّالة».

وأضافت: «تسهم دبي الرقمية في تمكين الأفراد من إنجاز معاملاتهم الحكومية بسهولة عبر تطبيقات مثل (دبي الآن)، وفي الوقت نفسه تدعم الجهات الحكومية بحلول متقدمة تشمل الاستضافة السحابية، وخدمات الربط والشبكات، ومنصات تبادل البيانات، ما يعزز التكامل والابتكار ويُسهم في رفع كفاءة العمليات الحكومية وتحسين جودة حياة سكان دبي وزوّارها».

أما عن دور برنامج خبراء الإمارات في دعم جهود التحوّل الرقمي، فأكدت ميرة سلطان، أن برنامج خبراء الإمارات يلعب دوراً محورياً في دعم جهود دولة الإمارات في تمكين الكفاءات الوطنية وإعداد خبراء مؤهلين قادرين على إحداث أثر في مختلف القطاعات الحيوية، وذلك من خلال التركيز على خمس عقليات قيادية هي: العقلية العالمية، والتنفيذية، والتحليلية، والتأملية، والتعاونية، مشيرة إلى أن قوة هذه العقليات تكمن في أنها لا ترتبط بقطاع محدد، بل تنطبق على مختلف القطاعات الحيوية في الدولة، بما فيها التحول الرقمي والسياسات العامة والصحة والاستدامة وغيرها.

وتابعت أن «المهارات التي اكتسبناها والأدوات العملية في ظل استراتيجية دولة الإمارات الهادفة إلى (تصفير البيروقراطية)، ستسهم بدعم جهود الدولة لإعادة تصميم الخدمات، وتبسيط الإجراءات، وتحسين تجربة المتعامل بطريقة مبتكرة وفعالة وإنسانية خالية من البيروقراطية، وبذلك يُعدّ البرنامج منصة وطنية لصناعة قادة المستقبل القادرين على قيادة التغيير وتحقيق تطلعات الإمارات في أن تكون حكومة رائدة بلا تعقيد».

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى