اخبار الإمارات

خمسة تغيرات سلوكية شائعة عند الأطفال نتيجة نقص الفيتامينات

يتمر الأطفال خلال مراحل النمو بتغيرات عاطفية وجسدية متعددة، وغالبًا ما تظهر على شكل سلوكيات مثل التعب المستمر، الانفعال، وصعوبة في التركيز، وقد تكون هذه التغيرات مؤقتة لكنها أحيانًا تشير إلى نقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الدماغ والجسم.

روابط بين التغذية والسلوك

فهم العلاقة بين التغذية وسلوك الطفل يعتبر خطوة مهمة لدعم صحته الجسدية والعقلية. فالعناصر الغذائية الأساسية تلعب دورًا في تنظيم المزاج، مستويات الطاقة، ونوعية النوم، وعدم توازنها قد يظهر على شكل مشاكل سلوكية مستمرة أو مفاجئة.

التغيرات السلوكية المرتبطة بنقص الفيتامينات

يعاني الأطفال الذين يفتقرون إلى فيتامين ب6 وفيتامين ب12 من تقلبات المزاج والتهيج، إذ يساهم هذان الفيتامينان في دعم الجهاز العصبي وإنتاج النواقل العصبية التي تؤثر على الحالة المزاجية. نقصها يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عاطفية وعدم استقرار نفسي، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تغيرات مفاجئة في السلوك أو مزاج الطفل.

أما التركيز وفرط النشاط، فهما مرتبطان غالبًا بنقص الحديد أو فيتامين د، حيث يساعد الحديد على نقل الأكسجين إلى الدماغ ودعم النمو العقلي، بينما يلعب فيتامين د دورًا مهمًا في تنظيم الوظائف الدماغية، وقد باحثت الدراسات في وجود علاقة بين نقصهما واضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة، لذلك يُنصح بفحص مستوياتهما عند ملاحظة ضعف التركيز أو فرط النشاط لدى الطفل.

ويظهر التعب والخمول كعلامة على نقص فيتامين ب12 أو الحديد، فهذه العناصر ضرورية لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وتكمن أهميتها في امداد الجسم بالأكسجين، وعند نقصها تظهر على شكل ضعف عام، وكسل، وقلة حماس للنشاطات اليومية، وقد لا يكون التعب علامة على قلة النوم فحسب، بل مؤشرًا على نقص التغذية.

أما انخفاض الحالة المزاجية والقلق، فربطها بنقص حمض الفوليك وأحماض أوميغا 3، إذ تساهم هذه العناصر في تنظيم المزاج، ونقصها يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالحزن والقلق وحتى الاكتئاب، وقد أظهرت الدراسات أن أحماض الأوميغا 3 تعزز صحة الدماغ وتقلل من أعراض اضطرابات المزاج، لذا فإن تناول أطعمة غنية بها مهم جدًا.

مشكلات النوم ونقص الفيتامينات

يلعب نقص المغنيسيوم وفيتامين د دورًا في اضطرابات النوم عند الأطفال، حيث يساعد المغنيسيوم على استرخاء العضلات وتهدئة الجهاز العصبي، فيما ينظم فيتامين د هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم. وجود نقص في هاتين المادتين قد يؤدي إلى الأرق أو الاستيقاظ ليلاً أو ضعف جودة النوم، لذلك ينصح باستهلاك الأطعمة الغنية بهذه العناصر أو المكملات بعد استشارة الطبيب.

طرق تلبية احتياجات الأطفال الغذائية

تعتبر تناول نظام غذائي متوازن وسيلة فعالة لضمان حصول الأطفال على الفيتامينات الضرورية لنمو سليم، ويمكن تلبية احتياجاتهم من خلال تناول الأطعمة الغنية بالمصادر الطبيعية للفيتامينات والمعادن، فيتامين ب6 يوجد في الموز والدواجن والأسماك، بينما يتوفر فيتامين ب12 في البيض ومنتجات الألبان واللحوم، ويكثر حمض الفوليك في الخضروات الورقية والحبوب المدعمة. أما الحديد فيتم الحصول عليه من اللحوم الحمراء والفاصوليا، وفيتامين د من الأسماك الدهنية ويفضل التعرض لأشعة الشمس، بالإضافة إلى تنويع مصادر الفواكه والخضروات لضمان توافر الفيتامين سي وأحماض أوميغا 3 والمغنيسيوم.

وفي حالة تفضيل الطفل لنظام غذائي معين أو وجود صعوبة في تناول جميع العناصر، يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب، مع التركيز على تغذية متوازنة وغنية بجميع المجموعات الغذائية الرئيسية مثل الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبروتينات قليلة الدهون، ومنتجات الألبان، لضمان تلبية احتياجات الطفل بشكل طبيعي وآمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى