دراسة أمريكية تكشف عن لقاح جديد يمنع عودة السرطان مرة أخرى

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا أن لقاحًا تجريبيًا يمكن أن يساعد في الحد من عودة السرطان بعد العلاج، خاصة في حالات سرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم.
يعمل هذا اللقاح على استهداف الطفرات الشائعة في سرطانات البنكرياس والأمعاء، حيث يُحفز الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومنع عودتها بعد العلاج الجراحي. إذ يساعد ذلك على تدريب خلايا الجهاز المناعي على التعرف على الطفرات التي تؤدي إلى تكاثر الخلايا السرطانية، كجزء من استجابة مناعية قوية.
إجراءات الدراسة ونتائجها
تم تجريب اللقاح المسمى ELI002 2P على عشرين مريضًا خضعوا لجراحات لعلاج السرطان، وأظهرت النتائج بعد متابعة استمرت حوالي 20 شهرًا أن المرضى الذين استجاب جهازهم المناعي بشكل قوي ظلوا بعيدين عن عودة المرض لفترات أطول، وحقق بعضهم حياة أطول مقارنة بالتوقعات التاريخية. حيث لوحظ أن المجموعة التي أظهرت استجابة مناعية جيدة عاشت مدة أطول قبل عودة السرطان، وتوفي أربعة من أصل سبعة عشر مريضًا في وضع استجابة مناعية قوية، مقابل سبعة من الثمانية في المجموعة ذات الاستجابة الأضعف.
يعتمد هذا اللقاح على تعليم خلايا الجهاز المناعي، خاصة الخلايا التائية، على التعرف على خلايا السرطان ذات الطفرات، باستخدام ببتيدات طويلة من الأحماض الأمينية التي تُعد اللبنات الأساسية للبروتينات. وهذا يساعد على إنتاج بروتينات كراس المعدلة التي تسهم في التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها، مما يقلل من احتمالية عودته.
مميزات الدراسة وتطلعات مستقبلية
رغم أن الدراسة تعد مرحلة مبكرة، إلا أن نتائجها تُظهر أن اللقاح آمن ويمكن أن يُحدث فرقًا في تحسين فرص البقاء وخفض احتمالية الانتكاس. ومن المثير أن العديد من المرضى أظهروا استجابة مناعية واضحة، مع إمكانية دمجه مع أنواع أخرى من العلاجات المناعية، مما يوسع من فائدة هذا العلاج لعدد أكبر من المرضى.
أما الخبراء، مثل الدكتور شيفان سيفاكومار، فيرون أن عدم الاعتماد على الطفرات في جين كراس يعد أحد المميزات المهمة للقاحات mRNA، وأنها قد تلعب دورًا رئيسيًا في تطوير علاجات أكثر فاعلية لسرطان البنكرياس، وهو من السرطانات التي يصعب علاجها عادةً. وتُجري الهيئات الصحية في إنجلترا تجارب على لقاحات متعددة ضد السرطان باستخدام منصة إطلاق لقاحات السرطان.