دراسة تكشف تأثير المحليات الصناعية على هرمونات الأطفال والبلوغ المبكر

تؤدي الزيادات في جسم الأطفال بشكل مبكر إلى تأثيرات صحية ونمائية قد تتفاقم بسبب تناول كميات عالية من المواد المضافة داخل الأطعمة والمنتجات اليومية. كشفت دراسة حديثة عُرضت في مؤتمر ENDO، أن المواد المصنّعة مثل الأسبارتام، السكرالوز، والجلسرين التي توجد غالبًا في مشروبات الدايت والوجبات الخفيفة، قد تلعب دورًا في تسريع البلوغ عند الأطفال.
تأثير المُحليات الصناعية على الأطفال
تُظهر الأبحاث أن المُحليات الصناعية ليست آمنة بشكل كامل، حيث يمكن أن تؤثر على الإشارات الهرمونية والبكتيريا المعوية، خاصةً لدى الأطفال الذين يمتلكون سمات وراثية معينة. حلل الباحثون استهلاك أكثر من 1400 طفل تايواني وسجلوا علامات البلوغ المبكر، حيث تبين أن الأطفال الذين تناولوا كميات أكبر من هذه المواد كانوا أكثر عرضة لدخول سن البلوغ قبل الأوان. كما أظهرت الدراسات أن بعض المواد مثل أسيسلفام البوتاسيوم، يمكن أن تحفز إفراز هرمونات البلوغ وتؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر في الدماغ.
تداخل الجينات مع تأثير المواد المضافة
ربطت الدراسة زيادة استهلاك المواد الكيميائية بزيادة احتمالية البلوغ المبكر، خاصة عند الأطفال الذين يحملون متغيرات جينية تزيد من حساسيتهم لهذه المواد. ثبت أن عرق السوس يُغير بكتيريا الأمعاء ويؤثر على التعبير الجيني المرتبط بتوقيت البلوغ، مما يتداخل مع إشارات الغدد الصماء في الجسم ويؤدي إلى تطور مبكر للصفات الجسدية.
تأثير الجنس على استجابة الأطفال للمُحليات
أظهرت النتائج أن الفتيان أكثر حساسية للسكرالوز، في حين تتأثر الفتيات بمجموعة أوسع من المحليات، مما يشير إلى أن الجنس له دور في كيفية تفاعل الأطفال مع هذه المواد وتأثيرها على تطورهم الهرموني.
المخاطر المرتبطة بالبلوغ المبكر
يُعد البلوغ المبكر مشكلة صحية خطيرة، حيث يسبب تقلبات مزاجية، وقلقًا، واكتئابًا، بجانب إغلاق صفائح النمو المبكر الذي قد يقصر طول البالغين. كما يرتبط بارتفاع خطر السمنة، ومرض السكري من النوع 2، ومشاكل صحية أخرى مرتبطة بالصحة الإنجابية في المستقبل.
الوعي برخا المنتجات التي تحتوي على المُحليات
لا تقتصر آثار المُحليات على المشروبات، فهي موجودة أيضًا في الأطعمة التي يستهلكها الأطفال يوميًا مثل الحليب المنكه، والوجبات الخفيفة، والمنتجات العناية الشخصية، وحتى بعض أنواع معاجين الأسنان. يجب على الآباء قراءة الملصقات بعناية وتقليل استهلاك الأطفال لهذه المواد. كما يُنصح بمناقشة العادات الغذائية مع أطباء الأطفال، خاصةً عند وجود مخاوف بشأن النمو. مع تطور الأدلة، قد تتغير التوصيات لتحذر أكثر من المخاطر المرتبطة بالمحليات الصناعية المخبأة في المنتجات اليومية.
الحذر من الادعاءات الصحية
لا تصدق أن المنتجات “الخالية من السكر” أو “منخفضة السعرات” خالية تمامًا من المخاطر، ففي بعض الأحيان تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب ضررًا إضافيًا. لذلك، من المهم مراقبة المكونات وعدم الاعتماد فقط على التسويق والترويج.