تأثير جائحة كورونا على شيخوخة الدماغ
أظهرت دراسة حديثة أن جائحة كورونا أسهمت في تسريع عمليات الشيخوخة في الدماغ، حيث لوحظ أن أدمغة الأشخاص تظهرت علامات التقدم في العمر بشكل أسرع، بما يعادل زيادة في العمر تصل إلى حوالي 5.5 شهور خلال عامي 2021 و2022، حتى لدى الذين لم يصابوا بفيروس كورونا من قبل. استخدم الباحثون عمليات مسح للدماغ من قاعدة بيانات ضخمة لإجراء تلك المقارنات، وركزوا على التغيرات التي طرأت على المادة الرمادية من الدماغ وكيفية تأثيرها على الوظائف المعرفية.
تغيرات في وظائف الدماغ خلال الجائحة
بيّنت النتائج أن المشاركين الذين أصيبوا بالفيروس عانوا من تدهور في بعض القدرات المعرفية، مثل سرعة المعالجة والمرونة العقلية، وأكد العلماء أن هذه التأثيرات كانت أكثر وضوحًا عند الذكور والأشخاص ذوي الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة، مما يعكس أن صحة الدماغ تتأثر ليس فقط بالمرض وإنما أيضًا بالتجارب الحياتية والظروف البيئية.
الزيادة في معدل الشيخوخة وتأثير التغيرات الهيكلية
أشارت الدراسة إلى أن الدماغ يكبر عمره بشكل أسرع خلال فترات الجائحة، وأن تراجع المادة الرمادية قد يتسبب في مشاكل ذاكرتية وضعف في القرارات، لكنها لم تظهر بعد ما إذا كانت تلك التغيرات ستؤدي إلى عجز إدراكي دائم أم لا. من المحتمل أن العوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بفترة الجائحة، مثل التوتر والعزلة، ساهمت في تلك التغيرات، حيث أن نمط الحياة غير الطبيعي والتوتر المستمر يمكن أن يسرع من شيخوخة الدماغ.
دور البيئة والعوامل الخارجية
تشير دراسات سابقة إلى أن العيش في ظروف معزولة لفترة طويلة يمكن أن يسبب انكماشًا في الدماغ، وأن التوتر والتحديات الصحية المستمرة قد تؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة. وبينت الأبحاث أن التأثيرات قد تستمر على المدى الطويل، لذا ينصح باتباع أساليب حياة صحية تهدف إلى حماية الدماغ، من خلال ممارسة الرياضة، والحفاظ على صحة ضغط الدم، والنوم الكافي، والتفاعل الاجتماعي المستمر.
طرق للحفاظ على صحة الدماغ
للوقاية من آثار الشيخوخة المبكرة، يُنصح بممارسة نشاطات تحفز الدماغ، مثل التمارين الذهنية والبدنية، مع الحرص على الاهتمام بالصحة العامة والنوم الجيد، إلى جانب الالتزام بأسلوب حياة يقلل من التوتر، ويشمل تناول غذاء صحي والمحافظة على علاقات اجتماعية قوية. تلك الإجراءات قد تساعد في تقليل تأثيرات الجائحة على مستقبل صحة الدماغ.