دراسة جديدة: بعض كبار السن يمتلكون جهاز مناعي شبابي يطيل أعمارهم

اكتشف فريق بحثي في “مايو كلينك” أن بعض كبار السن يمتلكون جهازًا مناعيًا يبدو أصغر من عمرهم بسبب وجود نوع من الخلايا البيضاء يُسمى الخلايا التائية الشبيهة بالجذعية (TSL)، وهذه الخلايا تمنح أصحابها قدرة أكبر على مقاومة الأمراض والحفاظ على قوة العضلات. تابَع الباحثون أكثر من مئة شخص فوق الستين عامًا، ووجدوا أن ارتفاع نسبة هذه الخلايا يرتبط بحيوية مناعية أقرب لما لدى الأشخاص الأصغر، لكنه أيضًا يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بأمراض مناعية ذاتية مثل التهاب الشرايين الخلوي العملاق.

الفوائد والمخاطر

منحت هذه الخلايا المناعة قدرة نشطة وقوة أفضل في مواجهة العدوى وضعف الشيخوخة المناعية، لكن المشكلة أن هذه المناعة قد تكون “نشطة أكثر من اللازم” فتتحول إلى هجوم على أنسجة الجسم السليمة. كما أن بعض آليات الضبط المناعي لا تعمل بكفاءة لدى الأشخاص الذين لديهم نسب مرتفعة من هذه الخلايا، مما يزيد من خطر أمراض معقدة وخطيرة.

كشف مبكر وإدارة المخاطر

يسعى العلماء لتطوير اختبارات قادرة على كشف الأفراد الأصحاء الذين يمتلكون نسبًا مرتفعة من الخلايا التائية الشبيهة بالجذعية، بهدف توقع مخاطر الإصابة بأمراض مناعية ذاتية وإتاحة فرص للوقاية أو التدخل المبكر قبل ظهور الأعراض.

العمر الطويل ونمط الحياة

قد تفتح هذه الاكتشافات أبوابًا لإطالة العمر الصحي، لكنها ليست العامل الوحيد؛ التوقعات تشير إلى أن متوسط العمر قد يرتفع بفضل جهود الصحة العامة وتحسن علاج الأمراض المزمنة، بينما تظل العوامل الحياتية مثل النشاط البدني المنتظم والتغذية المتوازنة والروابط الاجتماعية أساس الشيخوخة الصحية.

تبقى خلايا “شباب المناعة” سيفًا ذا حدين: قد تمنح الجسم قوة إضافية لكنها قد تحمل مخاطر تحتاج إلى إدارة دقيقة حتى لا تتحول ميزة صحية إلى سبب لمشكلات جديدة.