اخبار الإمارات

«زايد لا يُغرّم.. زايد يُكرّم»

استحضر قاضي محكمة أم القيوين الابتدائية الاتحادية، المستشار حميد آل علي، موقفاً مرّ به قبل سنوات، لايزال أثره حاضراً في نفسه، كما يقول، خصوصاً التصرف الإنساني الذي بدر منه بعد محادثة قصيرة أجراها مع رب أسرة أفغانية كانت مخالفة لقوانين الإقامة في الدولة منذ خمس سنوات، إذ نوّه به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال تكريمه له، الثلاثاء الماضي، وأكد أنه يمثّل عادات أهل الإمارات.

وروى المستشار حميد آل علي الواقعة لـ«» قائلاً: «اعتدنا في المحكمة، بالتعاون مع المؤسسات الخيرية، على الاحتفال بيوم زايد للعمل الإنساني الذي يصادف 19 من رمضان كل عام، وعلى استغلال المناسبة لتقديم مساعدات رمزية و(كوبونات) غذائية للعاملين في المحكمة من الحراس والعمال، للتخفيف عنهم، وتكريماً لجهودهم، لأننا نعتبر هذا اليوم مناسبة لاستذكار والدنا، مؤسس الدولة، وتعداد مناقبه، ونحن نحافظ على هذا التقليد السنوي لارتباطه باسم غالٍ علينا جميعاً، هو اسم زايد».

وأضاف أن جلسات المحكمة بدأت ذلك اليوم في الثامنة صباحاً، وكان مقرراً إقامة حفل التكريم في 11:00 صباحاً، لكن إحدى القضايا لفتت انتباهه، وكانت لمقيم آسيوي خالف قوانين الإقامة هو وأفراد عائلته لمدة خمس سنوات.

وتابع: «المخالف كان قد اصطحب معه طفلاً يرتدي (كندورة)، ووقف منتظراً استدعاءه إلى منصة القاضي»، مضيفاً أن قيمة المخالفات المتراكمة عليه بلغت 60 ألف درهم، بسبب تأخره في تجديد الإقامة له ولزوجته وأبنائه الأربعة.

وقال: «عندما سألته عن سبب مخالفته القانون، شرح لي أن كفيله المواطن أصيب بمرض السرطان، ولم يكن لديه من يعينه، فكرس وقته للبقاء إلى جانبه في المستشفى، ولتقديم كل ما يحتاج إليه من الخدمات والرعاية، طوال فترة مرضه حتى وافته المنية، وأكد أنه لم يكن يعرف حينها وضعه القانوني».

وقال القاضي: «إن حضور الطفل الصغير مرتدياً الزي الوطني الإماراتي استوقفه بشدة خلال الجلسة، فسأل الرجل عنه، وأجاب أنه ابنه».

وتابع القاضي: «عندها التفت إلى الطفل وسألته عن اسمه، فأجاب بثقة: زايد، وفي تلك اللحظة أدركت أن القضية لم تعد مجرد ملف قانوني، بل تحولت إلى موقف يحمل دلالات رمزية كبيرة، إذ كنت أرتدي وشاح علم الدولة استعداداً لاحتفالية يوم زايد للعمل الإنساني، فخلعته بهدوء، ووضعته على كتف الطفل، وقلت له: زايد لا يُغرّم.. زايد يُكرّم».

وأكد القاضي أنه أصدر توجيهاً فورياً بإلغاء المخالفات المسجلة على الأسرة، بعدما سددها تكريماً للاسم الغالي على القلوب، في لفتة حملت بُعداً إنسانياً ووطنياً.

وأوضح أن الإجراءات انتهت خلال ساعات، بما فيها رسوم تجديد الإقامة، ما أدخل السرور إلى قلب الأب الذي لم يصدّق أن الأمر قد حُسم بهذه السرعة.

وقال القاضي إن ما جعل ذكرى ذلك اليوم مقيمة في نفسه، هو ما وجده من تكريم عندما التقى به صاحب السمو رئيس الدولة، أخيراً، وتطرق إلى هذه الحادثة، مشيداً بمبادرته الإنسانية التي تعبر عن الشخصية الإماراتية، فقد قال له سموه: «هكذا نكرم الناس.. وهكذا نكرم اسم زايد»، ليؤكد القاضي أن ما فعله لم يكن استثناء، بل هو التزام بنهج القائد المؤسس الذي بُنيت عليه هذه الدولة، ونما شعبها.

• رئيس الدولة أشاد بمبادرة المستشار حميد آل علي: «هكذا نكرم الناس.. وهكذا نكرم اسم زايد»

 المستشار حميد آل علي:

• الطفل لفت نظري بكندورته، وعندما أخبرني باسمه قلت له «زايد لا يُغرَّم.. زايد يُكرَّم».

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى