ساكسو بنك يتوقع تقلبات جديدة وفرصاً كبيرة في الأسهم 2024

ت + ت الحجم الطبيعي
يشغل أسواق الأسهم سؤال رئيسي واحد هو: هل سيشهد عام 2024 ركوداً اقتصادياً؟ على المستثمرين التركيز على السلع الأساسية وأسهم شركات الأمن السيبراني والدفاع، بالإضافة إلى أسهم الشركات البريطانية والأوروبية، والابتعاد عن أسهم الشركات الأمريكية العملاقة.
وقال بيتر غارنري، رئيس شؤون استراتيجيات الأسهم في ساكسو بنك، شكلت المرونة الاقتصادية السمة الرئيسية للأسهم في عام 2023. وعلى الرغم من أن جميع الظروف كانت مؤهلة لحدوث الركود في ظل أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ عقود عدة. إلا أن السياسة المالية الأمريكية غير المسبوقة، والاندفاعة التي أطلقتها الكفاءة المذهلة لتشات جبي بي تي ساعدت الاقتصاد الأمريكي على تجنب الركود ودفعت أسهم شركات التكنولوجيا إلى مستويات قياسية جديدة غير مسبوقة. في حين يظل احتمال حدوث ركود اقتصادي الشاغل الرئيسي للأسواق، في ظل ثاني أطول فترة خالية من الركود بعد وصول أسعار الفائدة إلى ذروتها منذ عام 1978.
تحديات
يؤكد احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة، الذي يرى المحللون الاقتصاديون أن احتمال حدوثه هو 50 %، على التحديات التي تواجه المستثمرين نتيجة الغموض الذي يكتنف عام 2024. حيث لا تزال توجهات السياسة الصينية أيضاً تفتقر إلى الوضوح. ويعتبر أداء أسواق الأسهم، من منظور تاريخي، إيجابياً في الغالب في الأشهر التي تلت أول خفض لسعر الفائدة الفيدرالي، لذلك فإن التوقعات الحالية لخفض أسعار الفائدة في السوق لا تنذر بالخطر.
وعن الأسهم الرئيسية التي يجب مراقبتها في عام 2024، قال بيتر غارنري، شكل العام الماضي عاماً آخر من الأداء المخيب للآمال للأسهم الصينية، وذلك بالمقارنة مع الدول التي نجحت في جذب سلاسل التوريد التي بدأت تبتعد عن الصين بشكل متزايد. حيث من المتوقع أن يستمر تفضيل أسواق الأسهم الناشئة لهذه الدول وهي: الهند والمكسيك والبرازيل وفيتنام، على الصين. من اللافت للنظر تراجع أداء الأسهم الصينية في الأسواق الناشئة الرئيسية الأخرى بنسبة 44 % تقريباً بالدولار منذ أوائل عام 2018.
زيادة الاستثمارات وما زلنا نشهد في كل أصناف الأسهم زيادة في الاستثمارات في قطاع السلع التي لا تزال تشهد ارتفاعاً مستمراً مدعوماً بالتوسع الحضري الكبير على مستوى العالم، واستثمارات التحول الأخضر، والتراجع في العرض. كما من المرجح أن تستمر أسهم شركات الأمن السيبراني والدفاع في الاستفادة من استمرار التوترات الجيوسياسية في العالم. وفي حال تسرعت الأسواق بالرهان على المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2024، فقد تشهد أسهم التحول الأخضر، التي عانت عبر كل أنواعها من الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الطاقة والسيارات الكهربائية والهيدروجين، انتعاشاً لفترة قصيرة.
السبع الكبار
لا شك أن العام الماضي سيدرج في كتب التاريخ باعتباره عام التقلبات في السوق. حيث ارتفعت أسهم الشركات السبع الكبرى (آبل ومايكروسوفت وألفابت وآمازون وإنفيديا وميتا وتسلا) بنسبة 104 % لهذا العام، مع تصاعد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي التوليدي. حيث شهدت مؤشرات ناسداك 100 ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعاً بنسبة 53 و 25 و 12 % على التوالي. في حين تراجع مؤشر راسل 2000 فعلياً منذ بداية العام حتى أواخر أكتوبر 2023 قبل أن يتأثر السوق بتوقعات قيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة لعام 2024.
ويشهد سوق الأسهم الأمريكية، نتيجة لذلك، تركيزاً كبيراً للاستثمارات في عدد قليل من الشركات هو الأعلى، أو يقارب أن يكون الأعلى، في المئة عام الماضية. وهنا مكمن الخطر. حيث لا يمكن أن يستمر الأداء المتفوق ما لم تستحوذ هذه المجموعة الصغيرة من شركات التكنولوجيا الأمريكية على الاقتصاد بأكمله وتستمر في مواكبة التوقعات بتحقيق نمو كبير في عام 2024. كما أن التركيز المرتفع للمؤشر يجعل سوق الأسهم الأمريكية أكثر خطورة، حيث إن العوائد تتأثر بشكل متزايد بمجموعة صغيرة من عوامل الخطر التي يعتبر اهتمام المستثمرين بأسهم التكنولوجيا واحدة منها. نصيحتنا الرئيسية في عام 2024 هي تجنب وضع استثمارات كبيرة في أسهم الشركات الأمريكية الكبرى.
عوائد حقيقية
ويتعارض الوضع في أسواق الأسهم في المملكة المتحدة وأوروبا تماماً مع وضع الشركات السبع الكبرى، حيث إن تقييمات سوق الأسهم لا تعبر إلا عن 56 % من قيمتها الفعلية، وبفرق 28 % على أسواق الأسهم الأمريكية.
ونظراً لأننا لا نعتقد أن أرباح الأسهم في الولايات المتحدة ستكون أفضل بكثير من أرباح الأسهم أوروبا على المدى الطويل، فإننا نعتقد أن العوائد المتوقعة ستكون أعلى في الأسهم البريطانية والأوروبية. لذلك من المتوقع أن تشهد أسواق الأسهم في أوروبا وبريطانيا إقبالاً على الاستثمار على القطاعات الدفاعية، في حال حدوث تغيير في المعنويات أو تباطؤ في النشاط الاقتصادي.
تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز