يبدأ الكثيرون في تناول مشروبات الطاقة عندما يشعرون بالإرهاق والخمول، حيث تعطيهم دفعة من النشاط والحيوية بشكل فوري. تحتوي هذه المشروبات على مستويات مرتفعة من الكافيين أو مواد منبهة أخرى، مما يجعلها خيارًا سريعًا للانتعاش، خاصة عند الحاجة لزيادة التركيز والطاقة في العمل أو الدراسة.
الأضرار الصحية الناتجة عن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة
يُحذر من أن تناول مشروبات الطاقة على المدى الطويل قد يسبب مشاكل صحية كثيرة. فمن ناحية القلب، يمكن أن يؤدي ارتفاع معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم إلى اضطرابات في عمل القلب والجهاز الدوري. إذ إن الكافيين يرفع ضغط الدم ويزيد من خفقان القلب، وقد يصبح عدم انتظام الضربات مشكلة مزمنة مع تكرار الاستخدام.
أما على المستوى النفسي، فتؤدي مستويات الكافيين العالية إلى إثارة القلق، والأرق، والاضطراب، كما قد تتسبب في تهيج المزاج وصعوبة النوم. ومع الوقت، قد تظهر مشاكل نفسية متزايدة تشمل الاكتئاب وتدهور الحالة المزاجية، وأحيانًا تصل إلى أفكار انتحارية.
تؤدي مشروبات الطاقة أيضًا إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل سريع، حيث تحتوي على كميات كبيرة من السكر، مما يرفع السكر بشكل مفاجئ، ومن ثم ينعكس على إفراز الأنسولين بكثرة، وهو ما قد يجعل الجسم مقاومًا للإنسولين، ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ويزداد خطر الإصابة بالجفاف بسبب الكافيين الذي يضاعف من إنتاج البول، مما يسبب فقدان سوائل الجسم بسرعة. كما أن الإفراط في استهلاكها قد يعوق وظائف الكلى، ويؤدي إلى مشاكل في تصفية النفايات من الدم.
ولذلك، فإن تناول المشروبات بشكل مفرط يضر بصحة الأسنان، حيث تؤدي الأحماض الموجودة إلى تآكل مينا الأسنان، ما يزيد من خطر التسوس وحساسية الأسنان مع الوقت. إلى جانب ذلك، يسبب الكافيين تغيرات في عادات الحمام، حيث يسبب زيارات متكررة للمرحاض والإسهال، ويؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وتهيج المعدة.
كما أن محتوى السكر والطاقة العالي يؤدي إلى زيادة الوزن، إذ إن الاستهلاك المفرط يمد الجسم بسعرات حرارية زائدة، ويشجع على تناول أطعمة غنية بالطاقة، مع نمط حياة غير نشط، ما يساهم في زيادة الوزن مع مرور الوقت.
مخاطر أخرى لاستمرار الاستخدام
تؤثر مشروبات الطاقة على صحة الأسنان بشكل سلبي، حيث تتآكل المينا، مما يزيد من حساسية الأسنان والتجاويف. كما تردد أن استهلاكها يقلل من مستويات السوائل بالجسم، ويؤدي إلى الجفاف، خاصة عند الاستخدام المستمر لفترات طويلة. وتؤدي مركباتها إلى تهيج المعدة والأمعاء، مع احتمالية الإصابة بالقيء، والإسهال، والغثيان، والانتفاخ.
مَن الذي يجب أن يتجنبها؟
يُنصح بعدم تناول مشروبات الطاقة للأطفال والمراهقين، والنساء الحوامل أو المرضعات، والأشخاص الذين يعانون من حساسية للكافيين أو أمراض القلب أو أمراض عقلية. كذلك يمنع استخدامها لمن يتناول أدوية تتفاعل مع مكونات المشروبات أو يعاني من اضطرابات نفسية أو مشاكل في الجهاز القلبي.
علامات تدل على الإفراط في تناولها
من العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه لها: اضطرابات في التنفس، وارتباك، وهلوسة، وزيادة العطش أو التبول، وسرعة ضربات القلب أو اضطرابها، وارتعاش العضلات، واضطرابات في الجهاز الهضمي، ودوخة، وتغيرات في اليقظة أو الشعور بالتعب غير المعتاد.
بدائل صحية لمشروبات الطاقة
يمكن استبدال مشروبات الطاقة بالمشروبات الطبيعية أو المكملات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي، أو الاستعانة بمكملات ما قبل التمرين أو مكملات الكافيين، مع الالتزام بعدم تجاوز الكميات المسموح بها، للحفاظ على توازن الصحة والابتعاد عن المخاطر المشروحة. يُنصح دائمًا بمراقبة استهلاك الكافيين وعدم تجاوزه 400 مليجرام يوميًا للبالغين.