سوريا وموانئ دبي العالمية توقعان اتفاقية استراتيجية بـ800 مليون دولار لتطوير ميناء طرطوس

في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي، وقَّعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية وموانئ دبي العالمية (دي بي ورلد) مذكرة تفاهم تاريخية بقيمة 800 مليون دولار أمريكي، تهدف إلى تطوير البنية التحتية اللوجستية والموانئ في سوريا، وتحديداً ميناء طرطوس الاستراتيجي، وفق رؤية تخدم حركة التجارة الدولية وتدعم مسيرة إعادة الإعمار.

وتمثل الاتفاقية، التي أُعلن عنها في خطوة استراتيجية مشتركة، نقلة نوعية في قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية السوري، حيث تشمل إنشاء محطة متعددة الأغراض ضمن ميناء طرطوس، لتعزيز كفاءته التشغيلية وزيادة طاقته الاستيعابية، مما يجعله محوراً رئيسياً لربط شبكة التجارة بين آسيا وأوروبا، عبر البحر الأبيض المتوسط.

كما تتضمن المذكرة تعاوناً بين الجانبين لإنشاء مناطق صناعية وحرة، وموانئ جافة، ومحطات عبور للبضائع في مواقع استراتيجية داخل سوريا، بهدف تحفيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتسهيل تدفق السلع عبر الحدود، وتقليل التكاليف التشغيلية. وتأتي هذه المشاريع تماشياً مع خطة الحكومة السورية لإحياء القطاع الاقتصادي بعد سنوات من الأزمات.

من جهته، أكد مسؤولون في “دي بي ورلد” أن هذه الشراكة تعكس ثقة المستثمرين الدوليين بإمكانيات سوريا الاقتصادية، وستسهم في دمجها بالسلسلة اللوجستية العالمية، لا سيما مع امتلاك الشركة خبرات واسعة في إدارة الموانئ عبر 78 موقعاً حول العالم. بينما شددت الهيئة السورية على أن المشروع سيوفر آلاف الفرص الوظيفية، ويعزز مكانة سوريا كجسر تجاري بين القارات.

وتُعد هذه الاتفاقية جزءاً من مساعي دولية لتنشيط الاقتصاد السوري عبر جذب استثمارات نوعية في البنى التحتية، حيث يُنظر إلى ميناء طرطوس – ثاني أكبر الموانئ السورية – كبوابة رئيسية لإعادة الإعمار، نظراً لموقعه الجغرافي الفريد وقدرته على استيعاب السفن العملاقة.

مع إطلاق هذه المرحلة، يتطلع المراقبون إلى تأثيرها الملموس على تعافي الاقتصاد السوري، ومد جسور التعاون الإقليمي، في وقت تسعى فيه دمشق إلى فتح آفاق جديدة للشراكات الدولية بعد سنوات من العزلة.