طبيبات الإمارات.. كفاءات وطنية ترسم مستقبل القطاع الصحي

تقف الطبيبة الإماراتية اليوم في طليعة الإنجازات الوطنية، حيث تقود مسيرة الطب بإتقان وكفاءة، مجسدة الدور المحوري للمرأة الإماراتية في تطوير منظومة القطاع الصحي الوطني ودفعها نحو مزيد من التقدم والتميز.
وفي شهادات ملهمة لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أكدت كوكبة من الطبيبات الرائدات، أن المرأة الإماراتية حققت قفزات نوعية راسخة، وتبوأت مواقع متقدمة في مجالات إدارة المستشفيات، والبحث الطبي، وجراحة العيون، وزراعة القلب، والأمراض الوراثية، وطب الباطني، وطب الأسرة، والتغذية، والتمريض، مستندة إلى دعم غير محدود، وثقة راسخة، ومساندة حازمة من القيادة الرشيدة.
وقالت الدكتورة ميسون آل كرم، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ومستشفى ياس كلينك، إن يوم المرأة الإماراتية تحت شعار “يدا بيد نحتفي بالخمسين” يعد مناسبة وطنية عزيزة، نستحضر فيها مسيرة تمكين المرأة في دولة الإمارات التي تؤمن بقدراتها وتفتح أمامها آفاق الإبداع والمشاركة الفاعلة في مختلف الميادين، حتى أصبحت المرأة ركيزة وطنية حيوية في صناعة المستقبل.
وأضافت أن المناسبة تمنحها دافعا متجددا للإسهام بكفاءة على الصعيد المهني، وتحمل المسؤولية بروح الريادة والابتكار، ترجمة لرؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز دور المرأة كركيزة أساسية في نهضة الدولة وتنافسيتها العالمية.
وأشارت الدكتورة نادية عبيد المطروشي، الطبيبة الاستشارية في أمراض القلب والأوعية الدموية، والمدير الطبي لبرنامج زراعة القلب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، إلى أن أبرز المحطات في مسيرتها المهنية تجسدت في انضمامها إلى كليفلاند كلينك أبوظبي كأول طبيبة إماراتية متخصصة في قصور القلب المتقدم وزراعة القلب، وقيادتها لبرنامج زراعة القلب في المستشفى، الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، إلى جانب تمثيلها للإمارات في مؤتمرات علمية دولية مرموقة متخصصة .
وفي عالم طب العيون، أعربت الدكتورة هدى سيف الظاهري، رئيسة قسم طب وجراحة العيون في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، عن فخرها بخدمة المجتمع في مجال طب وجراحة العيون، معبرة عن فخرها بالعمل في هذا التخصص الدقيق والذي يترك أثرا كبيرا على جودة حياة المرضى، ويحدث فرقاً ملموساً في حياتهم اليومية.
وأوضحت الدكتورة الظاهري أن العين، رغم صغر حجمها، تمثل عالماً واسعاً ومعقداً، وهو ما زاد من شغفها وحبها لهذا المجال الطبي المتخصص، مؤكدة أن تمكينها كطبيبة إماراتية في منصب قيادي ساعدها على إدخال أحدث التقنيات في طب وجراحة العيون، واستقطاب الخبرات الإقليمية إلى الدولة، بما يسهم في تعزيز مستوى الرعاية الصحية في هذا التخصص.
وقالت العالمة الإماراتية الدكتورة بدور القف، أخصائي أول في المعلوماتية الحيوية لدى “M42“، إنها تسهم في تنفيذ مشاريع وطنية واسعة النطاق تستهدف تطوير منظومة الرعاية الصحية الدقيقة في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية الدولة لترسيخ الابتكار في القطاع الصحي.
وأوضحت أنه تم اختيارها لعرض أبحاثها حول الأمراض الوراثية التي تصيب شبكية العين وسبل الوقاية من فقدان البصر، مستفيدة في ذلك من قاعدة البيانات الجينومية الشاملة لبرنامج الجينوم الإماراتي، والتي تضم معلومات من أكثر من 500 ألف مشارك.
ولفتت إلى أن هذه الأبحاث تسد فجوات معرفية جوهرية حول الاضطرابات الجينية في المجتمعات غير الممثلة بالشكل الكافي، وتسهم في تعزيز تطبيقات الطب الدقيق ونقلها إلى الممارسة السريرية.
وشددت على أن التزامها بتعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للبحث والابتكار، يدفعها إلى تسخير خبراتها في علم الوراثة وعلم الأوبئة لإحداث أثر ملموس في الصحة العامة، مؤكدة أن عملها يجسد رؤية الدولة في الاستثمار بالتميز العلمي، ويعكس دور الجيل الجديد من العلماء الإماراتيين في تطوير المعرفة الطبية العالمية ومعالجة الأولويات الصحية الوطنية.
هذا الحضور المتميز تؤكده كل من الدكتورة مريم غريب المنصوري، أخصائية الطب الباطني “أمراض الروماتيزم والمناعة” في مستشفى برجيل أبوظبي، والدكتورة إيمان العامري، أخصائية طب الأسرة في مركز برجيل لجراحة اليوم الواحد، اللتان أشارتا إلى أن وجود المرأة الإماراتية ضمن تخصصات دقيقة كالجراحة وطب الأسرة وطب الأورام والتخصصات النادرة يجسد حجم التقدم في تمكين ابنة الإمارات بالقطاع الصحي، فضلا عن أدوارها البحثية والقيادية التي برزت بوضوح خلال مواجهة جائحة كوفيد19، حيث كانت الطبيبات في الخطوط الأمامية بمثابة درع حماية وكفاءة.
وأكدت الدكتورة ميثاء البلوشي، أخصائية التغذية في مستشفى ياس كلينيك – مدينة خليفة ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية، اعتزازها بدورها كأخصائية تغذية تسهم في بناء جيل واع يضع صحته وعافيته في مقدمة أولوياته، وذلك من خلال تقديم خطط غذائية متخصصة لكل مريض تستند إلى تاريخه الطبي ونتائج تحاليله، وأشارت إلى أن النساء اليوم لا يكتفين بتقديم الرعاية فحسب، بل يصنعن الفرق ويزرعن الأمل، ماضيات بثقة نحو مستقبل تزهو به دولة الإمارات بقيادة حكيمة.
وأوضحت الدكتورة مريم المريخي، مدير قطاع العمليات التشغيلية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أن دورها في خدمة الوطن في مجال الرعاية الصحية يتركز على إدارة وتنظيم العمليات التشغيلية للمدينة الطبية بما يتماشى مع رؤيتها وأهدافها الإستراتيجية، موضحة أن قطاع العمليات التشغيلية يقوم بإعداد وتنفيذ الخطط التشغيلية، مع متابعة مؤشرات الأداء، والمشاركة في التخطيط للتوسعات المستقبلية وإدخال خدمات جديدة تسهم في تعزيز مستوى الرعاية الصحية المقدمة.
وقالت شما الحوسني، ممرضة في ياس كلينيك وتعمل في عيادة الدم ومتخصصة في أمراض القلب والأوعية الدموية، أن مهامها تتنوع بين متابعة الحالات المزمنة، وإجراء الفحوصات الدورية، وتثقيف المرضى وأسرهم حول طرق الوقاية والعلاج، إضافة إلى المراقبة الدقيقة للمؤشرات الحيوية وضمان حصول المرضى على الرعاية المثالية، مؤكدة أن فلسفتها في التمريض تقوم على أن دوره لا يقتصر على علاج المرض فحسب، بل يشمل أيضا منح المريض الطمأنينة، والدعم النفسي، والإرشاد الذي يعزز جودة حياته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news