عادة مص الإبهام عند الطفل تبدأ من الرحم.. متى يجب القلق وكيفية التخلص منها

يمتد عادةً سلوك مص الإبهام ليكون رد فعل طبيعي يبدأ منذ مرحلة الرحم، حيث يشعر الطفل بالراحة والطمأنينة عند مص إبهامه، وهو رد فعل تلقائي يتكرر حتى قبل الولادة ويستمر في مرحلة الطفولة المبكرة. يُعزز هذا السلوك الشعور بالأمان، وهو يستخدم أيضًا كآلية تهدئة لنفس الطفل عندما يشعر بالتعب أو الخوف أو الملل، وأحيانًا يساهم في مساعدته على النوم أو استعادة الهدوء إذا استيقظ ليلاً. ليس من الضروري أن يكون هذا السلوك مشكلة خلال السنوات الأولى، إلا أنه قد يسبب بعض المشاكل فيما بعد، خاصة إذا استمر بشكل مفرط أو بعد سن معين.
الأسباب التي تدفع الأطفال لمص إبهامهم
هناك عدة أسباب وراء استمرارية هذا السلوك، من بينها رد الفعل الطبيعي الذي يبدأ منذ الرحم ويشعر الطفل فيه بالراحة، بالإضافة إلى أن المص يتيح للطفل تهدئة نفسه وإحساسه بالأمان، ويعدّ أيضًا وسيلة للتكيف مع البيئات الجديدة أو المجهدة. غالبًا ما يُستخدم المص للمساعدة على النوم، حيث يجد الأطفال أنه يتيح لهم الاسترخاء أو العودة للنوم بعد الاستيقاظ ليلاً. كل هذه الأسباب تجعل من عادة مص الإبهام جزءًا من سلوك الطفل الطبيعي خلال المرحلة الأولى من حياته.
متى يثير مص الإبهام قلق الأهل؟
رغم أن عادة مص الإبهام لا تضر غالبًا خلال السنوات الأولى، إلا أن استمرارها بعد سن معينة قد ينتج عنه مشاكل، خاصة إذا استمرت بعد سن الخامسة أو السادسة، حيث يمكن أن تؤثر على نمو الأسنان وتغيير مواضعها، وتؤدي إلى تطور غير طبيعي في الفك. إذا استمر الطفل في مص إبهامه بشكل عنيف أو عدواني، قد يتسبب ذلك في مشاكل باللثة أو سُقف الفم، ويمكن أن يعيق تطور الكلام الطبيعي بحيث يتعرض الطفل لاضطرابات عند النطق أو تلعثم. كما أن استمرار المص خلال التفاعلات الاجتماعية، كالذهاب إلى المدرسة، قد يعرّض الطفل للمضايقة أو الإحراج، مما قد يؤثر على ثقته بنفسه ويضعف من شخصيته.
نصائح لمساعدة الطفل على التوقف عن مص الإبهام
عند ملاحظة أن الطفل يكرر عادة المص بشكل مفرط، ينبغي التعامل معه بلطف وبدون عقاب أو توبيخ. من المهم أن يحس الطفل بالدعم والراحة، لذلك قم بحضنه أو استخدم وسائل ترفيهية أو ألعاب مريحة عندما يكون متوترًا أو منهكًا، وذلك لتخفيف حاجته للمص. يمكن تذكيره بلطف عند قيامه بهذا السلوك، خاصة في أوقات الانتقال المهمة كوقت النوم أو حالات الملل، مع مراعاة الثناء عليه عند تجاوزه للعادة، كأن يُشجع ويُكافأ على النجاح في الامتناع عن المص. كما يُنصح باستخدام بدائل، مثل حمل لعبة محشوة أو استخدام بطانية مفضلة، التي تقدم له شعورًا بالهدوء والأمان، للمساعدة على التوقف تدريجيًا عن عادة المص. وإذا استمر الطفل في مص الإبهام بعد سن الخامسة، أو كان ذلك يسبب تغيرات في نمو الأسنان، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص لتقديم حلول مناسبة، والتي قد تتضمن استخدام واقي للفم أو سبل علاج أخرى بحسب الحالة.