عدم القدرة على الحديث أو الكتابة.. هل كانت الحبسة الكلامية سبب اعتزال بروس ويلز؟

أعلنت تقارير إعلامية أجنبية عن تدهور الحالة الصحية للنجم العالمي بروس ويليس بسبب مضاعفات الإصابة بمرض الخرف الجبهي الصدغي. أكد التقرير أن الحالة أصبحت خطيرة، وأنه لم يعد يتذكر تفاصيل حياته المهنية، كما يعاني من فقدان القدرة على القراءة والكلام والمشي، وهو ما يؤثر بشكل كبير على وظائف الدماغ التي تتحكم في السلوك واللغة والحركة.

تأثير المرض على الدماغ والسلوك

يتسبب الخرف الجبهي الصدغي في تلف أجزاء من الدماغ المسؤولة عن السلوك والتواصل واللغة، مما يؤدي إلى ضعف في القدرات العقلية، ومن أثاره إصابته بما يعرف بـ”الحبسة الكلامية”. هذا المرض يؤثر على أجزاء الدماغ التي تتحكم في النطق والفهم، ويؤدي إلى صعوبة في التحدث والفهم بشكل تدريجي، مما جعله يعتزل العمل الفني تمامًا عام 2022.

المرض والحبسة الكلامية

تظهر على مرضى الحبسة الكلامية اضطرابات في التواصل، حيث يفقدون القدرة على التحدث أو يعانون من صعوبة في التعبير، وتختلف أعراضها حسب نوعها. مثلا، يعاني المصابون بنوع يسمى حبسة بروكا من حذف كلمات معينة ويتكلم بجمل قصيرة، وغالبًا يكون لديهم ضعف في الجانب الأيمن من الجسم أو شلل في الذراع. أما نوع حبسة فيرنيكه فتصيب من يعانون من مشاكل في فهم الكلام، ويستخدمون جمل طويلة غير منسقة، ويواجهون صعوبة في فهم الآخرين.

أسباب الإصابة وفقدان القدرة على الكلام

يحدث فقدان القدرة على الكلام بسبب تلف مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة، وغالبًا يكون في الجانب الأيسر. تتسبب أسباب متعددة في هذا التلف، منها السكتة الدماغية، إصابات الرأس، الأورام، العدوى أو الأمراض المعرفية مثل الخرف والزهايمر. أيضًا، لا تزال الأسباب غير واضحة تمامًا، سواء أدى فقدان القدرة على الكلام إلى فقدان اللغة بالكامل أو مجرد صعوبة في الوصول إليها واستخدامها.

أعراض فقدان الكلام وطرق العلاج

تختلف أعراض فقدان الكلام تبعًا لنوع الاضطراب، فقد يواجه المريض بجانب صعوبة التحدث، مشاكل في فهم الكلام، أو القراءة والكتابة. وخصوصًا، يعاني مرضى حبسة بروكا من جمل قصيرة وضعيفة، فيما يعاني من حبسة فيرنيكه ممّن يستخدمون جمل غير مترابطة وصعوبة في فهم الآخرين. يعتمد علاج هذه الحالة على نوع المرض والعمر والصحة، ويشمل عادة علاج النطق واللغة، والتواصل غير اللفظي باستخدام أدوات مثل الصور والأجهزة، مع العلاج الجماعي للأسرة والأصدقاء.

كيفية التعايش مع فقدان القدرة على الكلام

قد يتعافى بعض الأشخاص تمامًا من فقدان الكلام، لكن غالبًا ما تبقى لديهم مشاكل في التواصل. يساهم علاج النطق في استعادة بعض وظائف الكلام واللغة مع الوقت، ويجب على العائلة تعلم أفضل طرق التفاعل مع الشخص المصاب، مثل إطالة الوقت للتعبير عن نفسه، تبسيط اللغة، استخدام الإيماءات أو الرسم، وعدم تصحيح الكلام بشكل مباشر، مع تشجيعه على المشاركة في أية محادثة، للمساعدة على التكيف وتحسين جودة حياته. من الضروري أيضًا تحلي المصاب بالصبر والدعم المستمر لمساعدته على التواصل بشكل أكثر فعالية، وتقليل الإحباط الذي يمكن أن يصيبه نتيجة ضعف التواصل.