علماء يدرسون إمكانية التنبؤ بالتصلب المتعدد قبل سنوات من حدوث الإصابة

يعتقد علماء أن الوقاية قد تكون الخطوة التالية في رعاية مرضى التصلب المتعدد، بعد تقدم تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي والعلاجات الفعالة التي تستهدف الخلايا البائية.

تفاصيل الدراسة

حلل باحثون كنديون سجلات زيارة الرعاية الصحية لأكثر من عشرة آلاف شخص على مدى 25 عاماً ووجدوا نمطاً مميزاً لزيارات المرضى الذين شخِّصوا لاحقاً بالتصلب المتعدد، يختلف عن عامة السكان من نفس العمر والجنس والمنطقة.

متى بدأت الأعراض غير الواضحة تظهر

لوحظ أن زيارات المرضى للأطباء العامين كانت أعلى بنسبة تقارب 19% قبل نحو 15 عاماً من التشخيص، وغالباً بسبب أعراض غير محددة مثل التعب والألم. وبدأت زيارات الطب النفسي بالارتفاع منذ نحو 12 عاماً قبل التشخيص، مع تصاعد في سن المراهقة وبداية العشرينات. وظهرت شكاوى متعلقة بالعين والرؤية وارتفاع طلب الرعاية العصبية وطب العيون قبل نحو 8 إلى 9 سنوات من التشخيص. كما ازدادت زيارات الطوارئ وطلبات الأشعة قبل 3 إلى 5 سنوات، ووصلت زيارات التخصصات المتعددة إلى ذروتها في العام الذي سبق التشخيص.

لماذا لا يكون الفحص الشامل ممكناً فوراً

لا تعني الزيادات المبكرة في زيارات الأطباء أن إجراء فحوصات بالرنين المغناطيسي أو فحص دم لكل مريض يعاني تعباً أو زيارة نفسية سيكون مناسباً أو عملياً، كما أن بعض الأشخاص لديهم آفات تظهر بالموجات المغناطيسية دون أعراض، وفي حالات التصلب غير العدواني قد لا يكون علاج استنزاف الخلايا البائية مبرراً بسبب مخاطر ضعف المناعة.

أبحاث اختبارات الدم والجينات ودور فيروس إبشتاينبار

يعمل فريق بحث على تتبع عوامل جينية وبيولوجية لتطوير فحص دم محتمل للتصلب المتعدد، وقد حُددت نحو 250 متغيراً جينياً يزيد من الخطر. ويركز بعض الباحثين على علاقة الإصابة بفيروس إبشتاينبار ببدء المرض، ومراقبة التغيرات في عينات الدم بعد التعرض للفيروس للكشف المبكر عن تغيرات مناعية قد تؤدي للتصلب المتعدد.

الخطوة التالية في الرعاية

تتمثل الخطة المقترحة في تحديد الأشخاص المعرضين للخطر—بناءً على التاريخ العائلي، الجينات، والتعرض لفيروس إبشتاينبار—ثم مراقبتهم بحثاً عن مؤشرات حيوية مبكرة والتدخل في مرحلة مبكرة، أحياناً في سنوات المراهقة أو أوائل البلوغ، بهدف تقليل خطر حدوث إعاقة أو تدهور عصبي لاحق.