أُغلقت الستائر وانطفأت الأضواء، ليترحم الجمهور والأصدقاء على الفنان لطفي لبيب الذي وافته المنية صباح اليوم الأربعاء عن عمر ناهز 78 عامًا بعد معاناة مع المرض. كان لطفي لبيب فنانًا استثنائيًا، أخلص لموهبته وفنه، تاركًا بصمات لا تمحى ستظل محفورة في ذاكرة الجماهير.
سجلت مسيرته الفنية التي زادت عن خمسين عامًا أكثر من 400 عمل فني بين السينما والمسرح والتلفزيون والمسلسلات الإذاعية. رغم رحلته الطويلة، واجه العديد من التحديات والصعوبات التي تجاوزها ليصل إلى قلوب الجمهور، مؤكدًا أن اهتمامه بالمشاهدين هو سر نجاحه، مؤكدًا أنه يحرص على احترام الجمهور وأن يراعي الذوق العام في أعماله، حتى في إضحاكه.
بدايات لطفي لبيب
بدأت رحلة لطفي لبيب الفنية منذ ستينيات القرن الماضي بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث كان ضمن دفعة نبيل الحلفاوي، محمد صبحي، شعبان حسين، هادي الجيار، ويسري مصطفى. كانت بداياته من خلال السهرات التلفزيونية والمسلسلات الإذاعية والمسرح، وشارك في أعمال مثل “عريس لبنت السلطان”، “على ورق الفل”، “الحب بالعقل”، و”المغنية الصلعاء”.
حبه وشغفه بالمسرح
كان لطفي لبيب يعشق المسرح ويشعر بحيوية لا تتوقف على خشبته، وواصل العمل فيه رغم انشغاله في السينما والتلفزيون، حتى اضطر للتوقف بسبب مرض أصابه، حيث كانت آخر أعماله المسرحية “ألف ليلة وليلة” مع الفنان يحيى الفخراني، قبل أن يصاب بجلطة دماغية أثرت على جانبه الأيسر.
تعاونه مع الأجيال الفنية
تميّز لطفي لبيب بمرونته، مما أتاح له التعاون مع نجوم مختلف الأجيال، من بينهم محمد هنيدي، محمد سعد، كريم عبد العزيز ونجوم “مسرح مصر”. لم يزعجه أن يُطلق عليه أحيانًا لقب “الممثل السنيد”، بل ظل يضع بصمته ويضيء المساحات التي يحصل عليها، مهما كانت صغيرة.
أبرز أعمال لطفي لبيب
قدم لطفي لبيب أدوارًا كوميدية مميزة، وجعل الجمهور يضحك من خلال أعماله التي بقيت محفورة في الذاكرة. من أبرز شخصياته “فخري” في “جاءنا البيان التالي”، و”أبو نوسة” في “اللمبي”، و”بشندي” في “أنا يا خالتي”، و”السفير” في “السفارة في العمارة”، و”جلال” في فيلم “في محطة مصر”. ورغم الظروف الصحية، استمر في عطائه حتى قرر التوقف عن تقديم الأعمال قبل عامين بسبب المرض.