لقاح لسرطان البنكرياس يحقق نتائج واعدة في دراسة أولية

تطوير لقاح جديد لمنع عودة سرطان البنكرياس
نجح الباحثون في ابتكار لقاح تجريبي مصمم لتوجيه الجهاز المناعي لمهاجمة خلايا السرطان، حيث يستهدف الطفرات الشائعة في جين KRAS، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في نمو سرطان البنكرياس. تعد هذه الطفرات من الأسباب الأساسية التي تجعل سرطان البنكرياس من الأمراض الصعبة علاجها، إذ تصيب نسبة كبيرة من الحالات، وتؤدي إلى احتمالات عالية لعودة المرض بعد العلاج التقليدي.
يعتمد اللقاح على تقنية تستخدم سلاسل قصيرة من البروتينات، تُعرف بالببتيدات، لتعليم الخلايا المناعية كيفية التعرف على الخلايا السرطانية التي تحتوي على تلك الطفرات، مما يعزز قدرة الجسم على مهاجمتها والتصدي لها. ويبدو أن هذا اللقاح غير مخصص لمريض معين، إذ لا يتطلب تحديد تسلسل جيني مخصص لكل حالة، مما يجعله متاحًا بسهولة ويمكن توزيعه في الصيدليات.
تجربة المرحلة الأولى ومدى فاعليتها
جرى اختبار اللقاح على مجموعة من المرضى الذين كانوا يعانون من سرطان البنكرياس بعد استئصال الورم، بالإضافة إلى مرضى بسرطان القولون والمستقيم الذين يعانون من نفس الطفرة الجينية. وتبين أن غالبية المشاركين (حوالي 85%) أظهروا استجابة مناعية قوية تجاه الطفرات، وكان العديد منهم قادرًا على تطوير استجابة مناعية فاعلة لدرء الخلايا السرطانية المحتملة. كما أن حوالي 70% من المرضى أظهروا استجابة مناعية ضد أهداف أخرى في الخلايا السرطانية، وهو ما يعزز إمكانية قدرة اللقاح على مقاومة عودته.
تم إعطاء المشاركين في الدراسة ست جرعات من اللقاح على مدى ستة أشهر، واظهرت النتائج أن متوسط عمر المرضى الذين لم تتكرر لديهم الإصابة كان حوالي 29 شهرًا، مع بقاء العديد منهم في حالة خلو من المرض لأكثر من سنة بعد العلاج. بالرغم من أن الدراسة كانت صغيرة، إلا أن النتائج مشجعة وتشير إلى فرصة كبيرة لاستخدام اللقاح كخطوة وقائية بعد العلاج التقليدي، لمنع عودة سرطان البنكرياس وتقليل معدلات الإصابة المتكررة.
مستقبل العلاج وميزات اللقاح
يمثل هذا اللقاح خطوة مهمة نحو تطوير علاج وقائي فعال لمرضى سرطان البنكرياس، خاصةً مع قدرته على تعزيز المناعة وتوجيهها نحو الخلايا السرطانية بشكل أدق. من المتوقع أن تُجرى دراسات أكبر ورهانات أوسع لتأكيد فاعليته، مع استمرارية تطوير التقنية لتكون أكثر تخصصًا وملاءمة لجميع الحالات. وإذا أثبت نجاحه في المراحل القادمة من الاختبار، فقد يُتوَّج كعلاج سهل الوصول، يساهم بشكل كبير في تحسين نتائج المرضى وتقليل معدلات عودة المرض.