ليس الماء.. اكتشف أفضل المشروبات لترطيب الجسم

يشكل شرب كميات كافية من الماء أمرًا ضروريًا للحفاظ على رطوبة الجسم والصحة العامة. فالماء يلعب دورًا حيويًا في تنظيم درجة حرارة الجسم، ونقل العناصر الغذائية، وإزالة الفضالات، ودعم وظائف الأعضاء الحيوية. رغم ذلك، أظهرت دراسة من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا أن بعض المشروبات يمكن أن تكون أكثر فاعلية في ترطيب الجسم من الماء العادي.
فاعلية المشروبات في ترطيب الجسم
وجد الباحثون أن الماء يتعامل بشكل جيد جدًا في ترطيب الجسم بسرعة بعد الشرب، ولكن المشروبات التي تحتوي على كميات قليلة من السكر أو الدهون أو البروتين تؤدي إلى الحفاظ على ترطيب الجسم لفترة أطول. ويحدث ذلك لأن أجسامنا تستجيب بشكل مختلف للمشروبات، فكلما زاد حجم الشرب، زادت سرعة تفريغ السوائل من المعدة وامتصاصها في الدم، مما يخفف سوائل الجسم بسرعة كبيرة.
الحليب والمشروبات الغنية بالبروتين
يتضح أن الحليب يتجاوز الماء من ناحية الترطيب، لأنه يحتوي على سكر اللاكتوز والبروتينات والدهون التي تساعد على إبطاء إفراغ السوائل من المعدة، مما يعطي ترطيبًا مطولًا للجسم. كما أن الحليب يحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم، وهما يعززان احتباس الماء في الجسم، مما يقلل من إخراج البول. هذه الخصائص تتوفر أيضًا في محاليل الإماهة الفموية التي تستخدم لعلاج الإسهال، فهي تحتوي على كمية معتدلة من السكر والصوديوم والبوتاسيوم لدعم الترطيب بشكل فعال.
المشروبات الأكثر ترطيبًا للجسم
اختبر فريق من الباحثين في جامعة سانت أندروز مجموعة من 13 مشروبًا لمعرفة مدى فعاليتها في ترطيب الجسم خلال أربع ساعات. تبين أن الحليب الخالي الدسم، ومحاليل الإماهة الفموية، والحليب كامل الدسم، وعصير البرتقال، والمياه، والمشروبات الرياضية، والشاي، والقهوة، تعتبر الأكثر فاعلية في هذا الصدد. وتختلف مدة استمرار الترطيب حسب نوع المشروب وتركيبته، فالمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الإلكتروليتات، كالصوديوم والبوتاسيوم، تساعد على ترطيب الجسم بشكل أفضل.
أهمية الاعتدال في تناول السكريات
تساهم السكريات في المشروبات، خاصة تلك ذات التركيز العالي، في إبطاء عملية تصريف السوائل وتبقى في المعدة لفترة أطول، إلا أن أثرها على الترطيب أقل مقارنة بالمشروبات منخفضة السكر. فهي تعزز الشعور بالشبع وتوفر سعرات حرارية إضافية، وقد تؤدي إلى سحب الماء من الجسم خلال عملية التناضح عندما تصل إلى الأمعاء. لذا، يفضل الاعتماد على الماء أو المشروبات ذات المحتوى المنخفض من السكر لتحقيق ترطيب فعال دون إحداث خلل في توازن السوائل والكهارل المعدي.
أهمية ترطيب الجسم للوظائف الحيوية
ترطيب الجسم ضروري للحفاظ على صحة المفاصل، وللحماية من العدوى، وللنقل السليم للعناصر الغذائية إلى الخلايا. وهو ضروري جدًا للرياضيين الذين يتدربون في أجواء حارة ويخسرون الكثير من الماء عبر التعرق. كما أن استمرار الترطيب مهم للأشخاص الذين يعملون لفترات طويلة أو يقضون وقتًا طويلاً في العمل الإدراكي، حيث ينعكس نقص الماء على القدرات الذهنية والوظائف الجسدية بشكل سلبي.