ما هو سرطان القلب وكيف يحدث؟
تبدأ الإصابة بسرطان القلب عندما تنمو خلايا سرطانية بشكل غير طبيعي وخارج السيطرة في القلب أو بالقرب منه، مما يؤدي إلى تكوُّن ورم سرطاني. يُعرف هذا السرطان بسرطان القلب الأولي إذا بدأ مباشرة في القلب، أو قد ينتشر من أعضاء أخرى في الجسم، وهو عادة ما يكون نادراً. يُطلق عليه أحيانًا اسم ورم القلب، ويصنف كنوع من السرطانات التي تنشأ في الأنسجة الرخوة في الجسم، مثل الأنسجة الضامة وخلايا العضلات.
كيفية تطور سرطان القلب
يحدث سرطان القلب غالبًا عندما تنتقل خلايا سرطانية من ورم في عضو مجاور إلى القلب، ويُسمى ذلك بسرطان القلب الثانوي. أكثر المناطق التي تنتشر إليها الخلايا السرطانية في القلب تشمل الثدي، المريء، الجلد، الرئتين، الكلى، وأحيانًا من سرطانات الغدة الزعترية. قد يلعب التعرض للإشعاع، السموم، والعوامل الوراثية دورًا في زيادة احتمال الإصابة. تحتوي بعض الجينات على طفرات يمكن أن تُسبب سرطان القلب، خاصة عند وجود طفرة في جين يسمى بروتين حماية التيلوميرات 1.
لماذا يُعتبر سرطان القلب نادراً؟
يمتاز القلب بنسيج متماسك من الأنسجة الضامة وخلايا العضلات التي تتغير ببطء، الأمر الذي يحول دون انتشار السرطان بكثرة. غالبًا ما تنمو وتتضاعف الخلايا السرطانية في الأنسجة الظهارية التي تتجدد بسرعة، ولكن القلب نادرًا ما يتأثر نتيجة لخصوصية تركيبة نسيجه، حيث إن الأنسجة التي تتضمن خلايا ظهارية تكون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
علامات وأعراض سرطان القلب
تظهر علامات وأعراض غير واضحة غالبًا، وتتمثل في قصور القلب المفاجئ والأعراض المصاحبة له، مثل ضيق التنفس، التعب الشديد، والإرهاق بسبب ضغط الورم على حجرات القلب. قد تتابع أعراض أخرى مثل عدم انتظام ضربات القلب، ألم في الصدر، الإغماء، تجمع السوائل حول القلب، فقدان الوزن، آلام الظهر المستمرة، السعال المصحوب بالدم، واضطرابات في التفكير أو مشاكل في الذاكرة.
هل يمكن علاج سرطان القلب؟
تتمثل طرق العلاج في استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، أو الجمع بينهما، بهدف تقليص حجم الورم وتخفيف الأعراض. إذا كان السرطان قد انتشر إلى القلب من أماكن أخرى، فيقوم الطبيب بمعالجة السرطان الأولي. يعتمد نوع العلاج على موقع الورم وحجمه، إلى جانب الحالة الصحية للمريض. غالبًا ما يُلجأ إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الورم، خاصة إذا كانت الحالة تسمح بذلك، إلا أن ذلك يتطلب مركزًا طبيًا متخصصًا، حيث إن الجراحة قد تكون معقدة. في حالات نادرة جدًا، يمكن أن يُزال القلب ويُستبدل بزراعة قلب، ويُعرف هذا بإجراء زراعة القلب التلقائية. رغم ذلك، لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لسرطان القلب، وإنما يُركز العلاج على إبطائه وتخفيف الأعراض.