محمد النشمي يشارك تجربته مع نوبات الهلع وكيف تعامل معها

تبدأ قصة محمد النشمي مع نوبات الهلع عندما كان يقود سيارته في أحد طرق السالمية في عام 2014، حيث فوجئ بنوبة هلع شديدة ومفاجئة أصابته وكأنه يعيش لحظات احتضاره، ووسط حالة من الخوف الشديد، لم يكن يدري كيف يتصرف معها. انقطع عن الطريق، واتصل بأشخاص يثق بهم، وبدأ يتلو آيات من القرآن ويقرأ الرقية، محاولًا أن يهدئ من هجماتها التي كانت تأتي بشكل متكرر، لكن دون أن يختفي الخوف نهائيًا. كانت النوبات تصاحبه مع إحساس غريب بفقدان الاتصال بواقعه وبتجزئه، حيث شعر كأنه منفصل عن جسده، وهو شعور مخيف أطلق عليه اسم “اختلال الآنية”، وهو اضطراب نفسي يتسم بالغربة الداخلية والانفصال عن الذات، وليس مرضًا ظاهرًا يمكن ملاحظته بسهولة.
تعايش مع الحالة وأساليب التعامل
لم يكن النشمي يبحث عن علاج فوري حينها، بل عن وسيلة موقتة للهروب من حالة الخوف، فكانت الكتابة ملجأه الوحيد حيث يدون مشاعره ويكتب كنوع من العلاج النفسي، ويعيد لنفسه الأمل والأمان مع كل كلمة يخطها. استنتج من تجربته أن الحياة ليست خطًا مستقيماً، وأن السعادة والألم جزءان من الرحلة، وأن المطيعة لهادوء الأمواج لا يمكن أن تتوقف، ولكنها تقوى وتقاوم مهما كانت صعبة. فالحياة، بحسب قوله، مثل المحيط الذي تماوج مياهه، لا يهدأ دائمًا، وحتمًا ستواجه معوقات، لكن المهم هو أن تظل تصارع وتقاوم حتى النهاية.
ماذا تعلم من تجربته؟
علم النشمي أن مقاومة نوبات الهلع تتطلب وجود عمق داخلي وإصرار على التماسك، وأن مواجهة الخوف ليست استسلامًا، بل هي بداية للفهم والتعلم والشفاء تدريجيًا. بالرغم من مرارة تلك اللحظات، ارتفعت روحُه مع مرور الوقت، وأصبح يقتنع أن التحدي الحقيقي هو الاستمرار والاستسلام، وأن الحياة تستحق أن نكون صامدين رغم العواصف والأمواج العاتية.
مواقفه الحالية ورسالة للآخرين
اليوم، يقول محمد النشمي إنه على خير حال، ويشكر الله على العافية، وينصح كل من يعاني من مثل هذه الحالات بأن يتحلى بالصبر، وأن يواجه خفايا نفسه بالمحبة والمعرفة، مؤكدًا أن المضي قدمًا والاستمرار هو الأهم، وأن الحياة رغم قسوتها، فيها أمل ونجاة. رسالته هي أن كل إنسان يواجه صراعات داخلية، وأن القوة تكمن في التجاوز والمثابرة، لكي يعيش حياة أكثر صحة نفسياً وراحة بال.