اخبار الإمارات

مختصون يحذرون من «الإنهاك الوظيفي»

حذّر أطباء من خطورة الإجهاد الذي يشعر به موظفون داخل مكان العمل، أو ما يطلق عليه أطباء نفسيون «الإنهاك الوظيفي»، لافتين إلى ما يسببه من الحزن والقلق وفقدان الحافز وصعوبة التركيز والضيق وعدم الراحة.

وقالوا إنه يُصنف من بين الأسباب الرئيسة لتغيّب الموظف عن عمله، وهو ما يكلف أماكن العمل كثيراً من الوقت والإنتاجية والمال.

وتفصيلاً، حذر أطباء نفسيون من أن بيئة العمل تلعب دوراً في زيادة معدلات الإصابة بالاكتئاب، خصوصاً أن العديد من العاملين لا ينتهي دوامهم بانتهاء ساعات عملهم، بل يستمرون في أدائه من منازلهم. ولفتوا إلى وجود ثمانية أعراض يصاب الموظف بواحد منها أو أكثر.

كما حددوا 13 سبباً للإصابة بالاكتئاب الوظيفي أو الإنهاك الوظيفي، تشمل نقص استخدام المهارات أو عدم امتلاك المهارات الكافية للعمل، وأعباء العمل المفرطة أو وتيرته، ونقص الموظفين، والعمل لساعات طويلة أو في أوقات غير معتادة أو غير مرنة، وعدم التحكم في تصميم الوظيفة أو عبء العمل، وظروف العمل المادية غير الآمنة أو المتردية، ووجود ثقافة تكرس السلوكيات السلبية في المؤسسة، والدعم المحدود من الزملاء أو تسلط المديرين، والعنف أو المضايقة أو التنمر والتمييز والإقصاء، وعدم وضوح الدور الوظيفي، والترقية الناقصة أو المفرطة، وانعدام الأمان الوظيفي، وعدم كفاية الأجور، وانعدام التطور الوظيفي، إضافة إلى التضارب بين متطلبات المنزل والعمل.

وذكر استشاري الطب النفسي في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، الدكتور محمود نجم، أن هناك اضطراباً نفسياً يصيب العاملين في أي قطاع، ويؤدي إلى عدم قدرة الإنسان على العطاء بسبب الضغوط الناتجة عن العمل، كالضغط من ظروف بيئة العمل، أو الخوف من فقد الوظيفة، أو الشعور بعدم التقدير، مشيراً إلى أن الإنهاك الوظيفي يُؤدي إلى الشعور بعدم الفائدة والعجز والفراغ، ولا يمكن تشخيص الإنهاك الوظيفي بالفحص الطبي.

وأضاف: «يعتقد أن الحالات المرضية الأخرى، مثل الاكتئاب، هي السبب وراء الإصابة بالإنهاك، وهو ما قد يُسبب زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب الذي يستدعي العلاج النفسي».

وقال: «يمكن أن يؤثر الإنهاك الوظيفي في الصحة البدنية والعقلية، لذلك يجب أن يقيّم الشخص نفسه ليتمكن من الخروج من هذه الحالة، ويمكن لعدم اتخاذ إجراء تجاه الشعور بالإنهاك الوظيفي أن يزيد الأمر سوءاً، وقد يشعر الشخص الذي يعيش ضغوط العمل بأنه مستنزف، وغير قادر على التأقلم، وقد يصاب بعدم القدرة على النوم، وبالحزن أو الغضب أو العصبية أو اللامبالاة، إلى جانب فرصة الإصابة ببعض الأمراض العضوية، كأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري من النوع الثاني».

وأضاف: «تمتد التأثيرات السلبية لضغوط العمل إلى الصحة العقلية في صور متعددة، منها صعوبة التفكير بوضوح، وضعف القدرة على التركيز، ما قد يؤدّي إلى زيادة ارتكاب الأخطاء في العمل والحياة الشخصية. كما يمكن أن يتسبب ضغط العمل في الشعور المُستمر بالتشاؤم، والإحباط، وقلَّة الحماس لأداء المهام، وانخفاض القدرة على التحمّل، وكثرة التقلب المزاجي، والرغبة في العزلة بشكل دائم».

وحذّر من اضطرار الموظف لأن يجد نفسه أمام خيار واحد وهو أن يستجيب لطلبات العمل، حتى إن كان ذلك خارج ساعات العمل، ما يسهم في تفاقم الحالة وزيادة الضغط والعبء النفسي الذي يؤدي للاكتئاب أو زيادة معدلات القلق والتوتر، مؤكداً حاجة الموظف بين الحين والآخر إلى الحصول على بعض الوقت للراحة وإعادة شحن طاقته، وتجنب التأثيرات السلبية لضغوط العمل.

وأكد الأخصائي النفسي، محمد جبريل، أن المخاطر موجودة في جميع قطاعات العمل، إلا أن بعض العاملين يتعرضون لها أكثر من غيرهم، بسبب نوع عملهم أو مكان وأسلوب عملهم، مشيراً إلى أنه بحسب الإحصاءات يعتبر الإجهاد أكثر مشكلات الصحة العقلية شيوعاً، يليه الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب والفصام، وفقاً لمؤشر «كينكو».

وقال جبريل: «يقع عبء الوقاية من اعتلالات الصحة النفسية وإدارة المخاطر النفسية في مكان العمل، على عاتق أرباب العمل وغيرهم من أصحاب المصلحة، المسؤولين عن صحة العاملين وسلامتهم. ويتطلب ذلك حماية وتعزيز الصحة النفسية، وتكيف بيئات العمل مع قدرات واحتياجات واختيارات العامل الذي يعاني اعتلالاً نفسياً. وقد تشمل منح العاملين ساعات عمل مرنة، أو وقتاً إضافياً لإكمال المهام، أو تعديل المهام للحد من الإجهاد، أو إجازة للمواعيد الصحية، أو اجتماعات داعمة منتظمة مع المشرفين».

وأضاف: «تشمل أعراض الاكتئاب الوظيفي، التشكيك في قيمة العمل الذي يؤديه، والتحامل على النفس للذهاب إلى العمل، وفقدان الانتماء إلى المكان أو الزملاء، ونفاد الصبر في التعامل معهم ومع العملاء، وافتقاد الطاقة اللازمة للعمل بإتقان، وصعوبة التركيز وعدم الشعور بالرضا عما ينجز، والشعور بخيبة أمل تجاه الوظيفة، والشك في المهارة والقدرة، وزيادة التدخين أو تناول العقاقير للتغلب على إحباط العمل، وتغير مواعيد النوم والشعور الدائم بالصداع أو اضطرابات المعدة أو الأمعاء أو أي شكاوى جسدية أخرى دون سبب واضح».

وتابع أن سبل تحسين الصحة النفسية في أماكن العمل، تتضمن دمج الصحة النفسية في السياسات المنظمة للعمل، ووضع ميزانيات مخصصة للإجراءات الرامية إلى تحسين الصحة النفسية في مكان العمل، وإتاحة خدمات الصحة النفسية وتوظيف المختصين للمؤسسات التي تعوزها الموارد، ودمج الصحة النفسية في العمل في النظم القائمة بشأن السلامة والصحة المهنية، ودمج الصحة النفسية في مسؤوليات هيئات التفتيش والامتثال، إضافة إلى مشاركة العاملين الذين عاشوا تجربة الإصابة باعتلالات الصحة النفسية في عملية اتخاذ القرار الخاصة بتحسين بيئات العمل.

وأفاد استشاري الطب الباطني في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، الدكتور فتحي الجيوراني، بأن الاكتئاب المرتبط بضغوط العمل ذو تأثير سلبي كبير في الصحّة الجسدية والعقلية؛ ولا يزول بمجرد انتهاء يوم العمل، بل قد يستمر أو يتفاقم، خصوصاً إذا لم يعرف الشخص كيف يتعامل معه.

وأضاف أنه قد يتسبب في العديد من المشكلات الصحّية، مثل: الصُّداع، واضطرابات الجهاز الهضمي، والتنفس السريع، أو التنفس بصعوبة.

كما أنّ الإجهاد المزمن قد يتسبَّب على المدى الطويل في زيادة مخاطر الإصابة بالقلق والاكتئاب، والأرق المُزمِن، وارتفاع ضغط الدم، وضعف الجهاز المناعي، وآلام الظهر والعضلات، وزيادة احتمالات الإصابة بالسُّمنة، وأمراض القلب.

وقال: «قد يلجأ بعض الأشخاص إلى سلوكيات سلبية عند مواجهة ضغوط العمل، منها تناول الوجبات السريعة بكثرة، أو التدخين، أو الانعزال عن المجتمع، فتؤدي هذه الاستجابات السلبية بدورها إلى مشكلات صحية جسدية ونفسية مع مرور الوقت»، مشيراً إلى ضرورة أن ينتبه الفرد إلى استجاباته لضغوط العمل، فيختار الإيجابية والصحية منها، ويمارس الرياضة بانتظام، ويحصل على ما يكفيه من النوم، وتخصيص وقت لممارسة الهوايات، وتطوير العلاقات الاجتماعية الإيجابية.


تأثر الإنتاج

أكد الأطباء أن الصحة النفسية والجسدية تكملان بعضهما بعضاً، فلا صحة جسدية دون صحة نفسية.

وتابعوا أن الصحة النفسية والقدرة على التعامل مع الضغوط والأحداث اليومية أمر مهم لاكتشاف الإنسان قدراته وتسويق نفسه بأفضل صورة ممكنة، مشيرين إلى أن الاضطراب النفسي يؤثر تأثيراً كبيراً في قدرة الإنسان على العمل والإنتاج، محذرين من أن عدم الاهتمام بالصحة النفسية في بيئات العمل يمكن أن يضر بالإنتاجية والعلاقات الاجتماعية والمهنية.

فقدان الانتماء للمكان والشك في القدرة على الإنجاز أبرز الأعراض.

.8 أعراض لـ «الاكتئاب الوظيفي» في بيئة العمل.. و13 سبباً للإصابة

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى