اخبار الإمارات

هل يمكن أن يصاب الأطفال بالنوع الثاني من مرض السكر وكيف يؤثر نمط الحياة على ذلك؟

يتزايد انتشار مرض السكري بين الأطفال في الوقت الحالي، مما يجعل الكشف المبكر عنه ضروريًا لتلقي العلاج المناسب وتجنب المضاعفات. وعلى الرغم من أن مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني يختلفان في سببهما وأعراضهما وطرق علاجهما، إلا أن كلاهما يعطل تنظيم سكر الدم لدى الأطفال. ففي حين أن النوع الأول يحدث بشكل مفاجئ غالبًا في سن الطفولة أو المراهقة ويحدث نتيجة هجوم الجهاز المناعي على خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، فإن النوع الثاني، الذي كان نادرًا بين الصغار، أصبح أكثر انتشارًا نتيجة لأسلوب الحياة غير الصحي، خاصة السمنة وقلة النشاط البدني. وبالتالي، فمعرفة العلامات التحذيرية لكل نوع يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر والحد من المضاعفات وتحسين إدارة الحالة بشكل فعال.

مرض السكري من النوع الأول عند الأطفال

يعتبر مرض السكري من النوع الأول حالة مناعة ذاتية يسقط فيها الجهاز المناعي خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما يمنع الجسم من إنتاج الأنسولين الضروري للسماح للجلوكوز بالدخول إلى الخلايا واستخدامه كمصدر طاقة. تظهر أعراض هذا النوع بشكل مفاجئ غالبًا، وتشمل العطش الشديد وكثرة التبول، وفقدان الوزن المفاجئ رغم زيادة الشهية، والإرهاق والتقلبات المزاجية، وألام المعدة والغثيان والقيء، كما قد تظهر رائحة فم كريهة مع تنفس سريع يدل على الحماض الكيتوني السكري. وقد يلاحظ بعض الأطفال التغير في الرؤية أو التهابات الخميرة عند الفتيات. وتكون الفئات العمرية بين 4 و6 سنوات و10 إلى 14 سنة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي أو عوامل جينية أخرى.

مرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال

يحدث مرض السكري من النوع الثاني عندما يعجز الجسم عن استخدام الأنسولين بشكل فعال، أو لا ينتجه بكميات كافية، وهو اضطراب أيضي كان يُعتبر نادرًا بين الأطفال، ولكنه أصبح أكثر انتشارًا، خاصة بين من يعانون من زيادة الوزن أو قلة النشاط، وأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض. تظهر أعراض هذا النوع بشكل تدريجي، وغالبًا ما يكون ملاحظتها أقل وضوحًا، وتشمل التبول المفرط، والعطش الزائد، والإرهاق، وضعف الرؤية، وخز في اليدين والقدمين، وظهور بقع داكنة على الجلد، بالإضافة إلى العدوى المتكررة والبطء في التئام الجروح. ويُشخص عادة عبر اختبارات مثل قياس سكر الدم أو فحص هيموغلوبين A1C.

طرق علاج مرض السكري عند الأطفال

يشمل علاج النوع الأول الاعتماد على الأنسولين بشكل دائم، سواء بالحقن أو بواسطة مضخة الأنسولين، مع ضرورة مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن. كما يُنصح بمتابعة فحوصات الكيتونات في البول. أما بالنسبة للنوع الثاني، فإن العلاج يركز على تغيير نمط الحياة عبر اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، وفقدان الوزن عند الحاجة. في بعض الحالات، يتم اللجوء للأدوية الفموية أو العلاج بالأنسولين، مع أهمية مراقبة مستويات السكر بشكل منتظم للحفاظ على استقرار الحالة.

المضاعفات وكيفية دعم الأطفال المصابين بالسكري

تجاهل إدارة مرض السكري بشكل صحيح قد يؤدي إلى تلف الكلى والأعصاب والعينين، بالإضافة إلى مشاكل القلب واللثة والقدمين. ويزيد النوع الأول من خطر انخفاض مفاجئ في سكر الدم أو تطور الحماض الكيتوني السكري، بينما يسبب النوع الثاني ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، كما يزيد من مخاطر مشاكل صحية نفسية. يمكن دعم الأطفال من خلال اعتماد عادات صحية، وتوفير رعاية نفسية، واتباع روتين يومي منتظم، مع استشارة الطبيب بخصوص الفحوصات اللازمة. ومن المهم أن يظل الطفل تحت مراقبة مستمرة، خاصة أن حتى الالتهابات أو الحمى البسيطة قد تؤثر على مستويات السكر في الدم وتزيد من خطر المضاعفات.

على الرغم من اختلاف أسباب وعلاجات كل نوع، إلا أن الالتزام برعاية طويلة الأمد ودعم الأسرة والمجتمع يساهم في تمكين الأطفال المصابين من عيش حياة صحية ونشطة. فبالكشف المبكر والتدخلات الصحيحة، يمكن للأطفال التعامل مع المرض بشكل فعال وبقاؤهم بصحة جيدة بعيدًا عن مخاطر المضاعفات الخطيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى