وفاة الأمير النائم بعد رحلة غيبوبته الطويلة وتأثير نزيف المخ

أعلن أفراد العائلة المالكة في السعودية، وتحديدًا الأمير خالد بن طلال، عن وفاة نجله، الأمير الوليد بن خالد، الملقب بـ”الأمير النائم”، بعد غيبوبة استمرت منذ عام 2005 بسبب حادث سير في لندن. تعرض الوليد لإصابة خطيرة في الرأس عند اصطدام سيارته، ودخل في غيبوبة عميقة لم يستجب خلالها للعلاج حتى وفاته.
تفاصيل الحادث وبداية الغيبوبة
وقع الحادث عندما كان الأمير الوليد يقود سيارته بسرعة عالية مع أصدقائه، فانحرفت السيارة واصطدمت بقوة، ما أدى إلى إصابته بصدمة قوية في الرأس. أظهرت الفحوصات أن الدماغ تعرض لنزيف داخلي شديد، مما أوقف وعيه وسبب غيبوبته المستمرة. على الرغم من تشخيص الأطباء بأن الوليد في حالة “موت دماغي”، اختارت أسرته الأمل والإيمان بالحفاظ على حياته، فرفضت فصل الأجهزة الطبية واستقدمت أطباءاً متخصصين من أمريكا وإسبانيا لمحاولة السيطرة على النزيف، إلا أن حالته بقيت على حالها.
النزيف الدماغي وعلاقته بالغيبوبة
وفقًا لتقارير طبية، يحدث النزيف داخل الجمجمة عندما تتضرر الأوعية الدموية، مما يتسبب في تراكم الدم داخل الدماغ. هذا التراكم يضغط على أنسجة المخ، ويؤثر سلبًا على وظائف حيوية مثل التنفس والوعي ودرجة الحرارة، وهو سبب رئيسي في حدوث الغيبوبة، خاصة إذا لم يُعالج بسرعة وفعالية.
أعراض نزيف الدماغ
يعاني من نزيف الدماغ عادة من صداع مفاجئ وقوي، يصاحبه دوار، غثيان، وضعف في جانب واحد من الجسم، واضطراب في النطق، وتشوش في الوعي، وقد يتطور الأمر سريعًا إلى فقدان الوعي أو غيبوبة.
طرق العلاج
يعتمد علاج نزيف الدماغ على شدته وموقعه، بحيث يجرى في الحالات الطارئة تناول أدوية لتقليل التورم وضبط ضغط الدم، وفي حالات النزيف الحاد يُجرى تدخل جراحي لإزالة الدم المتراكم أو تخفيف الضغط على الدماغ. يتبع ذلك فترة تعافٍ ومتابعة طبية وتأهيل مستمر.
أنواع إصابات الدماغ بعد الحوادث
تقسم إصابات الرأس إلى نوعين رئيسيين: النوع المغلق، حيث يبقى عظم الجمجمة سليمًا، لكن يحدث تلف داخلي في الأنسجة؛ والنوع المفتوح، حيث يخترق الجسم جسمًا صلبًا أو يتسبب في تمزق الجلد والجمجمة، مع إمكانية حدوث نزيف داخلي وتورم، وكل ذلك قد يؤدي إلى غيبوبة.
تشخيص الغيبوبة
يقيس الأطباء شدة الغيبوبة باستخدام مقياس غلاسكو، الذي يراقب استجابة المريض من خلال حركات العين والكلام والحركة. ويجرون فحوصات تصوير مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للكشف عن تغيرات في أنسجة الدماغ.
علامات التحسن واستعادة الوعي
يعتبر بدء استجابة المريض للأوامر، أو فتح عينيه، أو إصدار أصوات خفيفة، مؤشرات إيجابية على تلاشي الغيبوبة. تمتمة الكلمات أو الضغط على يد أحد المقربين تُعد علامات على عودة النشاط العصبي تدريجيًا.
هل يمكن التعافي؟
تختلف احتمالات التعافي من غيبوبة حسب شدة الإصابة، وسرعة تدخّل العلاج، ومكان الضرر في الدماغ. فبعض المرضى يعودون إلى حياتهم الطبيعية تدريجيًا، بينما يستمر آخرون في الغيبوبة لسنوات أو يفارقون الحياة، كما حدث مع الأمير الوليد بن خالد.