يوم زايد للعمل الإنساني.. إرث خالد ومسيرة عطاء لا تنضب

في الذكرى الـ21 لـ«يوم زايد للعمل الإنساني»، تتجدد مشاعر الفخر والامتنان لإرث القائد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى نهج العطاء والعمل الإنساني.
وفي 19 من رمضان كل عام، تحتفي الإمارات بـ«يوم زايد للعمل الإنساني»، الذي يعدّ إرثاً خالداً ومسيرة عطاء لا تنضب، مؤكدة التزامها الراسخ بالعمل الخيري عبر مبادرات نوعية ومساعدات تمتد إلى مختلف الشعوب حول العالم، ما يعزز مكانتها رمزاً عالمياً للإنسانية.
ولم يكن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مجرد قائد، بل كان رمزاً للعطاء والسخاء، جعل من الإمارات منارة للعمل الإنساني، وبفضل رؤيته أصبحت الدولة نموذجاً يحتذى في التنمية.. واليوم يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هذه المسيرة، ناشراً الخير وماداً يد العون للعالم.
وشكلت مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي نهل من مجالس القائد المؤسس، امتداداً لإرث زايد، وأسهمت في ترسيخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للعمل الخيري والإنساني.
لقد كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائداً استثنائياً جمع بين الحكمة والإنسانية، فبصيرته الثاقبة قادت نهضة الإمارات، ورسمت لها ملامح مستقبل مشرق يزدهر بالعطاء والتنمية.
نموذج عالمي
وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رمزاً للعطاء الإنساني، إذ امتدت أياديه البيضاء إلى مختلف بقاع الأرض، فحوّل الإمارات إلى نموذج عالمي للعمل الخيري والإغاثي، وبفضل إرثه أصبحت الدولة اليوم في طليعة المانحين للمساعدات الخارجية.
ولا تكاد تخلو دولة من بصمة زايد، فقد بلغ حجم المساعدات الإماراتية بتوجيهاته، حتى أواخر عام 2000، أكثر من 98 مليار درهم، شملت منحاً وقروضاً تنموية لمختلف الدول.
وفي الخليج العربي، كان المغفور له الشيخ زايد، من مؤسسي مجلس التعاون الخليجي عام 1981، ووجّه بتقديم قروض تنموية للبحرين بقيمة 160 مليون درهم، كما دعم اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء ومشروعات إغاثية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
إعادة إعمار
وفي مصر أسهم في إعادة إعمار مدن قناة السويس بعد حرب 1973، ودعم بناء مدن سكنية، واستصلاح الأراضي الزراعية، وتطوير المراكز الطبية، إضافة إلى تبرعه بـ20 مليون دولار لإحياء مكتبة الإسكندرية.
وفي المغرب تحمل العديد من المؤسسات العلاجية والسكنية اسمه، ووجّه بتقديم قرض بقيمة 40 مليون درهم لدعم التنمية الدينية والاجتماعية.
وفي فلسطين دعم إعمار مخيم جنين بـ100 مليون درهم، ومدينة الشيخ زايد في غزة بـ220 مليون درهم، إلى جانب تمويل المستشفيات والمراكز الخدمية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
زايد.. رجل الإنسانية عالمياً
وفي السودان، تبرّع بإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر، ووجّه بتقديم 5.16 ملايين درهم لتنمية دارفور. وفي لبنان، موّل عمليات نزع الألغام وإعادة الإعمار بعد الحرب، وفي سورية، قدّمت الإمارات تمويلاً بقيمة 911 مليون درهم لمشروعات صناعية وتنموية. وفي باكستان، أنشأ مراكز إسلامية ومستشفيات، وتبرّع بـ500 ألف دولار لدعم المشروعات الاقتصادية.
وامتدت أعمال زايد الخيرية خارج العالم العربي، فقدمت الإمارات مساعدات لضحايا إعصار أندرو في فلوريدا عام 1992، ودعمت شعب البوسنة والهرسك خلال الحرب بتبرعات تجاوزت 10 ملايين دولار، كما موّلت مطبعة إسلامية في الصين، وأرسلت مساعدات إغاثية إلى اليونان وأنجوشيا والقرن الإفريقي وغواتيمالا.
تكريم عالمي
وحظي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتقدير دولي نظير جهوده الإنسانية، إذ نال الوثيقة الذهبية من جنيف عام 1985، واختير رجل العام في باريس 1988، كما منحته جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية عام 1993، فكان طيّب الله ثراه، مدرسة في العطاء والإنسانية أرست قيم الخير، وجعلت الإمارات نموذجاً عالمياً للعمل الإنساني.
امتداد لإرث زايد
وتتصدّر دولة الإمارات المشهد العالمي والعربي والخليجي في الإنفاق على العمل الخيري والإنساني، مستندة إلى رؤية قيادتها الرشيدة التي تعزز ثقافة المسؤولية المجتمعية، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، مدفوعة بازدهارها الاقتصادي. ويأتي ذلك امتداداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل العطاء نهجاً ثابتاً للدولة، وذلك ما تجسده «ذكرى زايد للعمل الإنساني» التي تُحييها الإمارات سنوياً في الـ19 من رمضان تخليداً لمسيرته الملهمة.
عام المجتمع.. تعزيز لقيم العطاء
وتتجلى هذه الريادة في إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2025 «عام المجتمع» تحت شعار «يداً بيد»، في مبادرة وطنية تعكس التزام القيادة ببناء مجتمع متماسك ومزدهر، امتداداً لإرث زايد ونهج المؤسسين في دعم الإنسان وتعزيز التكافل.
الإمارات.. أرض العطاء
وتحظى الإمارات بسمعة عالمية كدولة رائدة في العمل الإنساني، حيث يحرص مواطنوها والمقيمون فيها على دعم الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية، ما ينعكس إيجاباً على الفئات الأقل دخلاً، ويسهم في تعزيز التنمية المستدامة.
وتشير التوقعات إلى أن عام 2025 يشهد قفزة في الإنفاق الخيري والإنساني في الدولة، مدفوعاً بنمو اقتصادي يُقدّر بما بين 4% و6%. وأظهرت البيانات أن استثمارات الوقف الخيري شهدت نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ما يعكس التزام الإمارات بتطوير قطاع الوقف وتعظيم أثره المجتمعي.
زايد.. رمز العطاء الإنساني
وتُجسد «ذكرى زايد للعمل الإنساني» محطة سنوية لاستلهام قيم الخير والبذل، حيث أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، نموذجاً استثنائياً في العطاء الإنساني، انعكس في المبادرات الخيرية المستدامة داخل الدولة وخارجها.
واليوم تسير الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على خطاه، حيث بلغ عدد الجمعيات الخيرية المرخصة في الإمارات 40 جمعية حتى سبتمبر 2022، تعمل على تلقي التبرعات وتوزيعها داخل الدولة وخارجها، فيما نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال النصف الأول من 2024 مشروعات إنسانية وتنموية بقيمة 424 مليون درهم، استفاد منها 15 مليون شخص.
حملات وقفية نوعية
في عام 2024، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حملات وقفية نوعية، أبرزها «وقف الأم» بقيمة مليار درهم، وجمعت إسهاماته أكثر من 1.4 مليار درهم، و«وقف المليار وجبة» لتأمين شبكة أمان غذائي عالمية، وفي شهر رمضان الجاري 2025، أطلق سموه «وقف الأب» بمليار درهم لدعم العلاج والرعاية الصحية للفقراء.
وفي عام 2017، بلغت الأصول الوقفية المدارة من قبل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مليارَي درهم، فيما ارتفعت إلى 10.3 مليارات درهم في دبي حتى عام 2023، ما يعكس نجاح الإمارات في تعزيز ثقافة الوقف واستثماره لدعم القطاعات المجتمعية والإنسانية.
. 20 مليون دولار تبرع بها الشيخ زايد لإحياء مكتبة الإسكندرية في مصر، وأسهم في إعادة إعمار مدن قناة السويس بعد حرب 1973.
للمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط