اخبار الإمارات

592 طالباً وطالبة مبتعثون خارج الدولة

أكد وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور محمد إبراهيم المعلا، أن برنامج الابتعاث الأكاديمي أقدم برنامج ابتعاث في دولة الإمارات.

وقال إن الهدف في السابق كان توفير فرص تعليم للمواطنين، في ظل نقص مؤسسات التعليم العالي داخل الدولة، ومع تطور هذا القطاع كان لابد من إحداث تغيير في البرنامج، من خلال التركيز على المتفوقين والجودة، كاشفاً أن نسبة الطلبة المبتعثين تُمثّل 10% من إجمالي الطلبة المتقدمين له، حيث يتقدّم سنوياً نحو 3000 طالب، ويجري اختيار نخبة النخبة.

ويصل إجمالي عدد الطلبة المبتعثين خارج الدولة، بمن فيهم المبتعثون الجدد والطلبة المستمرون، إلى 592 طالباً وطالبة، يدرسون في أكثر من 115 مؤسسة تعليم عالٍ، موزعة على 22 دولة، وجميعها مصنفة ضمن أفضل المؤسسات التعليمية عالمياً، فيما تخرج 187 طالبا في برنامج الابتعاث خلال العام الأكاديمي 20242025.

وقال المعلا لـ«»، على هامش ملتقى الطلبة المبتعثين الجدد 2025، إن برنامج الابتعاث قرار وطني يركز على أولويات الدولة، من خلال اختيار نخبة طلبة الإمارات وابتعاثهم لأفضل الجامعات العالمية، حتى يسهم الطلبة بعد عودتهم من خلال تجاربهم وخبراتهم العلمية والعملية في بناء مستقبل الدولة.

وتابع أن «بدايات برنامج الابتعاث كانت مع بداية الاتحاد، وكان هناك محدودية في التخصصات المتوافرة داخل الدولة، بهدف توفير فرص لمواطني الدولة للتخصص خارج الدولة، في ظل نقص مؤسسات التعليم العالي، ومع تطور هذا القطاع، تطور البرنامج ليركز على أفضل الطلبة المتفوقين، لإرسالهم إلى أفضل الجامعات العالمية في تخصصات مختلفة».

ووجّه كلمة للطلبة المبتعثين خلال الملتقى، قال فيها: «مع مرور الوقت اعتمدنا أفضل الجامعات والتخصصات في العالم، بما يتماشى مع احتياجات دولة الإمارات، وهذا الأمر يعطيكم مسؤولية، فأنتم اليوم تبدأون مرحلة جديدة، وهذه مسؤولية أمام الأهل والوطن بالابتعاث إلى خارج الدولة، أنتم سفراء لدولة الإمارات من جميع النواحي، ويجب أن تعتزوا بهويتكم كمواطنين إماراتيين وتتمسكوا بالقيم والأخلاق، وهذا شيء مهم جداً».

وواصل: «أثبتم من خلال اختياركم للبرنامج أنكم متفوقون أكاديمياً، لكن يجب تعزيز ذلك بالقيم الأخلاقية، فمن الناحية الأكاديمية أنتم صفوة خريجي التعليم في الدولة، ولكنكم متجهون نحو مرحلة جديدة وستلاحظون اختلافاً كبيراً بين طريقة التدريس في المدارس والجامعات، خصوصاً الجامعات المتميزة عالمياً، وبالتالي عليكم تحمّل مسؤولية أكبر، فاليوم الاعتماد يكون عليك كطالب، لأن المحاضر يعطيك توجيهات فقط، وأنت تدرس، ولابد أن تكون جاهزاً للاختبارات، فهذا يختلف اختلافاً كلياً عن المدارس».

ودعاهم إلى التركيز على الجانب المهني: «عليكم الاطلاع على الجانب المهني إلى جانب الدراسة الأكاديمية، فضلاً عن الجانب الشخصي، فالدراسة في الصف الـ12 تعتمد بشكل كبير على الأسرة، لكن اليوم تبدأ مرحلة جديدة بالاعتماد على النفس بشكل أكبر، فأنت مسؤول عن نفسك بشكل كلي، على الرغم من دعم السفارات والقنصليات خارج الدولة».

وأكد أن «الهدف ليس الحصول على شهادة، فقط، بل الاطلاع على ثقافات وتجارب خارج الدولة، فجامعات بصبغة عالمية بالتأكيد لديها ممارسات ممتازة، عليكم الاطلاع عليها وإفادة الدولة بها»، لافتاً إلى أن «هذه المرحلة هي التي يتكون فيها العديد من العلاقات والمسؤوليات للإفادة في الجوانب الحياتية والعلمية، وعليه لابد أن نركز على بناء علاقات مع الأشخاص الذين يحملون القيم والهوية نفسهما».

واعتبر أن الهدف الأسمى من الابتعاث هو الوطن، «فالدولة وصلت اليوم إلى مراحل متقدمة، لكن مطلوب مستقبل أكبر وأفضل من خلال التخصصات المتقدمة والمتطورة التي بين أيديكم»، مؤكداً أن الدولة ستقدّم لهم كل دعم مطلوب لمساعدتهم في الانضمام إلى سوق العمل، حيث وقّعت الوزارة اتفاقيات تعاون مع «ديوا» و«طيران الإمارات» لتوفير فرص عمل للطلبة، سواء بعد التخرج أو التدريب العملي أثناء الدراسة.

بدوره، قال الوكيل المساعد لقطاع عمليات التعليم العالي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور فيصل محمد العلي: «حرصنا على تقديم الإرشاد المهني والأكاديمي للطلبة والإجابة عن أهم استفساراتهم خلال فترة الابتعاث».

وأضاف: «نقدّم مجموعة من الخدمات للطلبة تبدأ الباقة الأولى من مرحلة اختيارهم وتقديم الدعم الأكاديمي والإرشادي وإعدادهم للسفر، من خلال الورش التخصصية التي أقيمت على مدار ثلاثة أيام، والباقة الثانية تُقدّم للطلاب بعد ابتعاثهم، وتشمل تخصيص مرشد أكاديمي للطلبة، إضافة إلى وجود الملحقيات الثقافية في سفاراتنا لتقديم الدعم الكامل لهم، وتوفير خط ساخن لمساعدتهم خلال فترة الدراسة».

وتابع: «يهمنا توفير وظيفة للطالب بعد تخرجه من خلال اتفاقات وقعناها، أخيراً، مع مجموعة من الشركات المهمة، التي تضمن وظائف للطلبة عند تخرجهم، وكذلك تقديم الدعم المهني لهم خلال مرحلة دراستهم».

طلبة مبتعثون: أسسنا مجتمعاً إماراتياً في الخارج

أكد طلبة مبتعثون لـ«» أن دولة الإمارات أتاحت لهم الفرصة لاكتساب مزيد من الخبرة والتجارب عبر إرسالهم للدراسة في الخارج، موضحين أنهم، إلى جانب دراستهم الجامعية، حرصوا على تأسيس مجتمعات إماراتية في الخارج، ونشر ثقافة الدولة لدى الدول التي يدرسون فيها ووسط زملائهم.

وقال طالب الهندسة النووية في جامعة بيردو بالولايات المتحدة، عبدالرحمن عبدالعزيز فولاذ: «بدأت دراستي للبكالوريوس في مجال الهندسة النووية، وكنت محظوظاً بفرص كثيرة أثّرت في شخصيتي، وكان لي شرف المشاركة في أكبر حفل لليوم الوطني للدولة في أميركا»، مشيراً إلى أن دراسته في الخارج أتاحت له فرصة زيارة مفاعل نووي للمرة الأولى في حياته.

وقالت طالبة ماجستير دراسات الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية، مريم الشحي: «الابتعاث عرّفني على تجارب كثيرة وأغرمت بمدينة نيويورك، وبعد عامين تقدّمت لأكبر جامعات أميركا وهي جامعة كولومبيا للتخصص في دراسات الشرق الأوسط والأدب».

وذكرت أنها كانت الوحيدة في تخصصها في جامعة كولومبيا، وحرصت على نشر الثقافة الإماراتية، واللغة العربية، وفي رسالة الماجستير كتبت رسالتها عن ألفية ابن مالك، وهو نص شعري يعلم الطلبة أساسيات اللغة العربية. وقالت: « تعلّمنا في الابتعاث تمثيل دولتنا بأحسن صورة من حيث التميز العلمي ونشر ثقافة التسامح والتعايش التي تتميز بها دولة الإمارات التي أصبحت نموذجاً يحتذى في نشر قيم التعايش والتسامح والمحبة على مستوى العالم».

وأكدت طالبة بكالوريوس فنون الأزياء في فرنسا، فاطمة خالد العامري: «كان أبي وأمي مبتعَثَين في فرنسا، وخلال طفولتي اكتشفت حبي للتلوين والخياطة».

وتابعت أن «الدراسة في الخارج محفوفة بتحديات وتجارب إيجابية وسلبية، تعلمت منها أشياء كثيرة، مثل كيفية الاعتماد على نفسي وأن أكون على قدر المسؤولية، وتعلمت كيفية تصميم الملابس، وعملت مصممة أزياء مع ماركات عالمية، ولكن أكثر شيء تعلمته هو أهمية الحفاظ على هويتي والتمسك بجذوري والافتخار بها، خصوصاً أنني كنت أول خليجية في الجامعة في هذا التخصص».

وأكدت طالبة بكالوريوس تشريح وعلم وظائف الأعضاء في جامعة موناش في أستراليا، كلثم الزعابي، أنه بمجرد استلامها رسالة قبولها في برنامج الابتعاث شعرت بفرح شديد وتحقيق حلم من أحلامها، مؤكدة أنها إلى جانب دراستها الأكاديمية تحرص على بناء مجتمع إماراتي في أستراليا، وقالت: «في عام المجتمع أسسنا مجتمعات إماراتية في كل ولايات أستراليا وأسهمنا في التبرع بالدم في سيدني، وأسسنا فريقاً إماراتياً متطوعاً لبث روح الإمارات المحِّبة للسلام والتعايش السلمي».

وأضافت: «أكاديمياً، أعمل مدربة في جامعة موناش لمساعدة الطلبة على التفوق في تخصصاتهم الأكاديمية، واليوم نمثّل دولتنا كسفراء لها ونسعى إلى العودة إليها وخدمتها وبناء مستقبلها بأفضل شكل ممكن».

وقالت خريجة برنامج البكالوريوس في أستراليا، الطالبة عائشة السويدي: «كنت مبتعثة سابقة في أميركا، ثم توجهت إلى أستراليا، وفي البداية واجهت صعوبات بسبب رغبتي في تغيير تخصصي الجامعي إلى تخصص علوم بيولوجية تطبيقية، لكن إخوتي في الخارج وقفوا إلى جانبي وساندوني»، وتضيف: «الدراسة في الخارج تجربة غيرتني وطورتني، وانطلاقاً من رغبتي في نشر قيم دولتنا، أسست نادياً للطلبة الإماراتيين في جامعتنا».

وأكدت أن «إحدى اللحظات الاستثنائية في حياتي، اختياري لأكون من بين الطلبة الذين يلتقون سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية».

• 3000 طالب يتقدمون إلى برنامج الابتعاث الأكاديمي سنوياً، يُقبل 10% منهم باعتبارهم «نخبة النخبة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى