اخبار الإمارات

6 فئات أكثر عرضة لمخاطر ارتفاع حرارة الصيف

حذّر أطباء متخصصون من موجة أمراض الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مؤكدين أن الطقس الحار لا يؤثر في راحة الإنسان فحسب، بل يهدد صحته العامة بمشكلات قد تصل إلى مضاعفات خطرة في حال تجاهل الوقاية، والتعامل الخاطئ معها، وتشمل «ارتفاع خطر ضربات الشمس، وأزمات التنفس والربو، والعدوى والالتهابات الجلدية، والتسمم الغذائي».

وقال الأطباء لـ«» إن الفئات الأكثر تأثراً بالمخاطر مع بدء ارتفاع الحرارة، ست فئات: كبار السن، والأطفال، والمصابون بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، والعمال الميدانيون تحت أشعة الشمس، والرياضيون أثناء ممارسة الرياضة في أوقات الظهيرة، والأفراد الذين يمارسون «التشمّس» بغرض تغيير أو تسمير لون البشرة (التان)، مؤكدين أن بعض الحالات قد تفقد الوعي من دون ملاحظة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطرة قد تنتهي بالوفاة إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل، كما حددوا خمسة أعراض تحذيرية تستدعي التوجه الفوري إلى الطوارئ، وتشمل «ارتفاع الحرارة، وضعف التعرق، وفقدان الوعي أو الشعور بالإغماء أو التشوش الذهني، وتسارع نبضات القلب، وظهور التشنجات العصبية».

وأكّدوا أهمية الالتزام بإجراءات وقائية، مثل شرب كميات كافية من الماء، والاعتدال في استخدام المكيفات، وتجنب التعرّض المباشر لأشعة الشمس وقت الذروة، وارتداء الملابس المناسبة، واختيار الأغذية الآمنة، إلى جانب الحرص على النظافة الشخصية والعامة، وتجنب التغيّرات المفاجئة في درجات الحرارة.

مشكلات صحية خطرة

وتفصيلاً، حذّر استشاري طب المجتمع والصحة العامة، الدكتور سيف درويش، من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة مع دخول فصل الصيف، موضحاً أن الجسم يحتاج إلى الحفاظ على درجة حرارة ثابتة عند 37 درجة مئوية لأداء وظائفه الحيوية، وهي مهمة تنظمها منطقة «تحت المهاد» في الدماغ، حيث يعتمد الجسم على آليات دقيقة لتنظيم حرارته، منها التعرق وتوسّع الأوعية الدموية، حيث يعمل التعرق على تبريد الجسم عند تبخر العرق، فيما يساعد احمرار الوجه والجسم نتيجة توسع الأوعية الدموية في تصريف الحرارة الزائدة عبر الجلد.

وأشار إلى أن التعرّض الشديد للحرارة قد يؤدي إلى تعطّل هذه الآليات، وبالتالي عدم قدرة الجسم على تنظيم حرارته، ما يؤدي إلى مشكلات صحية خطرة.

وأوضح أن أبرز الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، تشمل «ضربات الشمس» التي تُعدّ المرحلة الأخطر، وتحدث عندما تتجاوز حرارة الجسم 40 درجة مئوية مع توقف التعرق وظهور أعراض، مثل: الإغماء، والهلوسة، وتسارع ضربات القلب، إضافة إلى حدوث مضاعفات أخرى مثل «الإجهاد الحراري» الناتج عن فقدان السوائل والأملاح، و«التشنجات الحرارية» التي تظهر في صورة تقلصات عضلية، بجانب «الطفح الجلدي الحراري»، و«الأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي» كالإسهال والتسمم الغذائي، خصوصاً عند فساد الأطعمة بسبب الحرارة العالية.

وحدد مجموعة من الأعراض التحذيرية التي تستدعي التوجه الفوري إلى الطوارئ، وتشمل ارتفاع الحرارة، وضعف التعرق، وفقدان الوعي أو الشعور بالإغماء، والتشوش الذهني، وتسارع التنفس أو نبضات القلب، وظهور التشنجات العصبية، مؤكداً أن هناك بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالات، وهم كبار السن، والأطفال الصغار، والمصابون بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، والعمال الميدانيون تحت أشعة الشمس، والرياضيون أثناء ممارسة الرياضة في أوقات الظهيرة.

وأشار إلى أن بعض الفئات قد تتعرّض لمضاعفات خطرة ربما تصل إلى الوفاة، لاسيما أولئك الذين يتعرّضون لأشعة الشمس بشكل مباشر لفترات طويلة، مثل من يمارسون «التشمّس» بغرض تغيير أو تسمير لون البشرة «التان»، موضحاً أن هذه الفئة قد لا تشعر بخطورة التعرض الطويل بسبب النوم أو حالة الاسترخاء التي يدخلونها أثناء التشمّس، ما يؤدي إلى فقدان الوعي من دون إدراك، وقد تنتهي الحالة بوفاة حقيقية إذا لم يتم التدخل بسرعة.

وأكّد أهمية شرب كميات كافية من الماء، وتجنّب الخروج تحت الشمس وقت الظهيرة، وارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون، واستخدام واقي الشمس، والحد من النشاط البدني خلال الأوقات الحارة، إضافة إلى ضرورة تهوية الأماكن المغلقة، والحرص على الحفاظ على برودتها، للوقاية من التأثيرات والأضرار مع ارتفاع الحرارة ودخول فصل الصيف.

استخدام المكيفات

وحذّر استشاري طب الرئة، الدكتور عماد الدين إبراهيم، من تأثير درجات الحرارة المرتفعة ونسب الرطوبة العالية على صحة الجهاز التنفسي، مؤكداً أن هذه الظروف تؤدي إلى جفاف الشعب الهوائية، وصعوبة تحريك الإفرازات التنفسية، ما يتسبب في تراكمها وتحولها إلى إفرازات لزجة، تسبب ضيق التنفس ونقص الأكسجين في الجسم.

وأوضح أن الرطوبة العالية، مع ارتفاع درجات الحرارة، تهيئ بيئة مناسبة لانتشار الفطريات، وتزيد من الإصابة بالتهابات الأنف والجيوب الأنفية والجهاز التنفسي العلوي والرئتين، خصوصاً لدى مرضى الحساسية.

وأشار إلى أن معدل الإصابة بأمراض حساسية الصدر تزداد في هذه الفترة، خصوصاً مع ضعف حركة الهواء التي تسمح بتركيز أكبر للمهيجات، مثل الأتربة وحبوب اللقاح والغبار، ما يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو لدى الأشخاص المصابين بالحساسية، كما حذّر من التغيّر المفاجئ بين الأجواء الحارة والباردة، مثل الانتقال من مكان مُكيّف إلى الخارج أو العكس، أو شرب سوائل باردة أثناء التعرق، حيث إن ذلك يُعدّ محفزاً قوياً لنوبات الربو، ويتسبب في تقلص الشعب الهوائية وجفاف الإفرازات، ما يعيق دخول الهواء، ويؤدي إلى نوبات ضيق تنفسي تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.

وشدد على أهمية الاعتدال في استخدام المكيفات، موضحاً أن خفض درجات التبريد إلى مستويات متدنية يسبب خللاً في توازن حرارة الجسم، ويؤثر سلباً في الجهاز التنفسي، مشيراً إلى أن ضبط درجة حرارة المكيف على 24 درجة مئوية يُعدّ مناسباً، كما دعا إلى تنظيف فلاتر أجهزة التكييف بشكل دوري، خصوصاً بعد فترات توقف الاستخدام، والحرص على وجود أجهزة تنقية الهواء، لاسيما في المنازل التي تضم مرضى بالحساسية الصدرية.

وحذّر من تجاهل أعراض الإجهاد التنفسي، كالأزيز أو الشعور بضيق حاد في التنفس أو ألم في الصدر، مؤكداً أن هذه العلامات تتطلب تدخلاً طبياً فورياً، موضحاً أن المرضى المصابين بالانسداد الرئوي المزمن، خصوصاً المدخنين، هم من الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، نظراً إلى طبيعة المرض، الذي يتسم بزيادة الإفرازات المخاطية داخل الشعب الهوائية وتضخم الغدد المفرزة، وهو ما يزداد سوءاً في الأجواء الحارة والرطبة.

وفي جانب الوقاية، شدد على أهمية شرب كميات كافية من الماء، وتفادي شرب المشروبات الباردة بعد التعرض للحرارة، وعدم الجلوس مباشرة أمام المكيفات، خصوصاً في السيارات، إضافة إلى تجنب الخروج المفاجئ من بيئة باردة إلى حارة من دون تغطية الفم والأنف بقماش مبلل، كما أوصى بتجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس والمشي في أوقات الذروة، والحفاظ على تهوية جيدة في الأماكن المغلقة، والابتعاد عن المهيجات، مثل التدخين والعطور القوية، مع أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.

الأمراض الجلدية

وأكّد استشاري الأمراض الجلدية، الدكتور أنور الحمادي، أن عيادات الجلدية تشهد تزايداً ملحوظاً في عدد المراجعين مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، حيث تسهم هذه الظروف في تفاقم بعض الأمراض الجلدية الشائعة، وعلى رأسها الالتهابات الفطرية مثل النخالية المبرقشة، والتي تظهر عادة على هيئة بقع فاتحة أو داكنة في مناطق الرقبة والصدر والظهر، كما حذّر من تفاقم بعض الحالات الجلدية خلال الصيف، مثل الوردية، والتي تتأثر سلباً بالانتقال المفاجئ بين الأجواء الحارة والباردة.

وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يُعدّ بيئة مثالية لانتشار الفطريات، ما يجعل من الضروري ارتداء الملابس القطنية وتهوية الجسم جيداً، مع تأكيد أهمية تجفيف الجسم بعد الاستحمام، لتقليل فرص تكاثر الفطريات.

وأضاف أن التعرق المفرط في الصيف هو أمر طبيعي، ويعمل على تبريد الجسم وإخراج السموم، لكنه قد يؤدي إلى تهيج الجلد ومشكلات جلدية أخرى، لاسيما عند عدم تعويض السوائل المفقودة، داعياً من يعانون فرط التعرق المرضي إلى استشارة طبيب متخصص لتحديد العلاج المناسب.

وشدد على أهمية الوقاية من الطفح الجلدي والالتهابات الفطرية عبر خطوات بسيطة، مثل عدم المشي في المسابح من دون الأحذية المخصصة، وتجفيف ما بين الأصابع، وتجنب مشاركة المناشف، خصوصاً في صالات الرياضة، مع الحفاظ على نظافتها وتعقيمها بانتظام.

وأشار إلى أن زيارة طبيب الجلدية تصبح ضرورية في حال استمرار أي مشكلة جلدية وعدم تحسنها بالعلاجات العادية، كما أوصى باستخدام واقي الشمس المناسب لنوع البشرة، على أن يكون عامل الحماية ما بين 30% و50% مع أهمية إعادة وضع الواقي كل ساعتين عند التعرض للشمس.

ودعا إلى ضرورة الاهتمام بنظافة وتعقيم المسابح مع حلول فصل الصيف، كونها قد تتحول إلى مصدر لنقل العدوى الفيروسية والبكتيرية والفطرية، خصوصاً للأطفال، منبهاً إلى ضرورة الالتزام بتعقيمها باستخدام النسب الصحيحة من الكلور، مع إجراء الصيانة الدورية وفلترة المياه بشكل منتظم.

التسمم الغذائي

من جانبها، حذّرت أخصائية التغذية السريرية، رهف محمد الطويرقي، من تزايد خطر التسمم الغذائي خلال فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن الأجواء الحارة تُسهّل نمو البكتيريا الضارة في الطعام، خاصة إذا تُرك في درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة.

وأوضحت أن الوقاية من التسمم تبدأ باتباع ممارسات غذائية سليمة، أهمها الحفاظ على الطعام مبرداً، وطهي اللحوم جيداً، وغسل الفواكه والخضراوات قبل استهلاكها، مع ضرورة تجنّب التلوث المتبادل أثناء التحضير في المطبخ.

وأكّدت أهمية مراقبة علامات الجفاف الشديد، والتي تشمل العطش المستمر، وجفاف الفم، وقلة التبول أو تغيّر لونه، والشعور بالتعب أو الدوخة، لافتة إلى أن بعض هذه الأعراض قد يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً، داعية إلى تعويض السوائل والمعادن التي يفقدها الجسم في الطقس الحار، عبر شرب كميات كافية من الماء، وتناول مشروبات غنية بالإلكتروليتات كعصير جوز الهند، إلى جانب الأطعمة مثل الموز والسبانخ.

كما شددت على أهمية اختيار الأطعمة المرطبة، مثل البطيخ والخيار، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية أو الثقيلة التي قد تُفاقم الجفاف، داعية إلى أهمية البقاء في أماكن ظليلة خلال ذروة درجات الحرارة، وارتداء ملابس خفيفة، والتركيز على ترطيب الجسم قبل أي نشاط خارجي وبعده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى