8 أدوية تتأثر بالصيف.. و7 مؤشرات تدلّ على «التلف»

حذّر طبيب وصيدليان من خطورة سوء تخزين الأدوية أو تعريضها لدرجات حرارة مرتفعة خلال فصل الصيف، مؤكدين أن سوء التخزين لا يؤدي إلى فقدان فاعلية الدواء فقط، بل يتسبب في تحوّله إلى مركبات كيميائية ضارة، ويسهم في إفراز مواد جانبية سامة، تفضي إلى مضاعفات صحية خطرة، خصوصاً لدى المصابين بالأمراض المزمنة.
وحددوا ثمانية أنواع دوائية بالغة الحساسية للحرارة، أبرزها الأنسولين، والمضادات الحيوية السائلة.
كما حددوا سبعة مؤشرات تدل على تلف الدواء، أبرزها تغيّر اللون، وتغير الطعم أو الرائحة.
وأضافوا أن العيادات تشهد في الصيف حالات متكررة لمرضى تعرضت أدويتهم للتلف نتيجة التخزين في أماكن غير مناسبة.
وتفصيلاً، حذّر طبيب عام، الدكتور وحيد أحمد فياض، من مخاطر سوء تخزين الأدوية خلال فصل الصيف، مؤكداً أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى تلف بعض الأدوية وفقدان فاعليتها، ما ينعكس سلباً على صحة المرضى، خصوصاً من يعانون أمراضاً مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
وأوضح أن العيادات تستقبل بين الحين والآخر حالات لمرضى لم يستجيبوا للعلاج، كما هو متوقع، نتيجة تخزين الأدوية في أماكن غير مناسبة، أو في بيئة شديدة الحرارة.
وأشار إلى أن بعض الحالات تعرضت للتسمم نتيجة استخدام أدوية فقدت خواصها بسبب التعرض الطويل للحرارة أو انتهاء صلاحيتها، داعياً المرضى إلى مراجعة حالة الأدوية دورياً، خصوصاً مع بداية فصل الصيف.
ونبه إلى أن أكثر أنواع الأدوية التي تثير القلق في الصيف أدوية السكري، خاصة الأنسولين (يتوجب حفظه في الثلاجة)، والمضادات الحيوية السائلة مثل الأموكسيسيلين، إضافة إلى أدوية القلب والضغط، والقطرات والمراهم العينية (قد تفقد تعقيمها أو تتغير خواصها الفيزيائية في درجات الحرارة المرتفعة).
وشدد على أهمية التعامل مع الأدوية أثناء السفر والرحلات الصيفية بحذر. ودعا إلى التخلص الآمن من أي دواء يطرأ عليه تغير في اللون أو القوام أو الرائحة، حتى إن لم تنتهِ صلاحيته، وعدم استخدامه إلا بعد استشارة الطبيب أو الصيدلاني.
وبدورها، أكدت الصيدلانية عطاف محمد أيمن البني، أن فقدان فاعلية الدواء لا يعني بالضرورة توقفه الكامل عن العمل، لكنه يشير إلى تراجع في تركيزه وتأثيره العلاجي، وهو ما قد يُضعف قدرته على معالجة الحالة المرضية، خاصة لدى المرضى المصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري أو القلب، ما يجعل الاستخدام دون فاعلية كافية أمراً بالغ الخطورة.
وحذرت من أن مخاطر بعض الأدوية لا تقتصر على ضعف الفاعلية، بل قد تتحول بفعل الحرارة المرتفعة أو سوء التخزين إلى مركبات كيميائية ضارة، تنتج عنها مواد جانبية قد تكون سامة أو مهيجة للجسم، مشيرة إلى أن المضاد الحيوي «التيتراسايكلين»، مثلاً، قد يُنتج مركبات سامة تؤثر في الكلى، في حين أن بعض المحاليل الوريدية أو السوائل القابلة للحقن قد تفقد تعقيمها أو تتغير تركيبتها الكيميائية، ما يعرّض المريض لمضاعفات صحية جسيمة.
وأوضحت أن الأنسولين يفقد فاعليته بسرعة إذا خرج عن نطاق التبريد (2–8 درجات مئوية)، لافتة إلى أهمية حفظ الأدوية في باب الثلاجة، أو بالقرب من الفريزر.
وشددت على أن المركبة تُعد من أخطر الأماكن لتخزين الأدوية خلال الصيف، إذ ترتفع درجة حرارتها الداخلية في بعض المناطق إلى أكثر من 60 درجة مئوية، ما يؤدي إلى تلف المادة الفعالة، وتغيّر لون الدواء أو رائحته، أو حتى تفاعله بشكل غير محسوب، محددة سبعة مؤشرات قد تدل على تلف الدواء، تشمل «تغيّر اللون، وظهور رائحة غريبة، وانفصال مكونات الدواء السائل، وتغير في الطعم، وتفتت الأقراص بسهولة غير معتادة».
ونصحت المرضى والمستهلكين بالتحقق من شروط حفظ الدواء عند تسلمه من الصيدلية، من خلال قراءة التعليمات على العلبة أو النشرة الداخلية، وسؤال الصيدلاني مباشرة عن طريقة التخزين المناسبة، خاصة في حالات الأدوية الحساسة، والاحتفاظ بها في عبوتها الأصلية التي توفر الحماية من الضوء والحرارة، مؤكدة أن الوعي بكيفية حفظ الأدوية لا يقل أهمية عن معرفة طريقة استخدامها.
وذكر الصيدلاني، شيراز أحمد، أن عملية التحلل الكيميائي (التدهور)، تبدأ عند تعرّض المواد الفعالة في الأدوية لدرجات حرارة عالية لفترات طويلة، حيث تتكسر الروابط داخل الجزيئات الفعالة، ما يؤدي إلى ضعف أو فقدان التأثير العلاجي.
وأضاف أن الحرارة تُسرّع من تفاعلات الأكسدة أو التحلل المائي، خاصة في الأدوية السائلة أو الحساسة، ما يؤثر سلباً في جودتها الدوائية.
وحذّر من أن بعض الأدوية تتحول إلى مركبات سامة عند تلفها بفعل الحرارة أو سوء التخزين، مثل مضاد التتراسايكلين، والمضادات الحيوية السائلة ومحاليل الحقن الوريدية.
وأوضح أن هناك فرقاً بين تدهور فاعلية الدواء وتغير خصائصه الكيميائية، فالأول يُشير إلى ضعف في التأثير العلاجي فقط، أما الثاني فيتضمن تحول الدواء إلى مادة غير آمنة.
وبيّن أن السوائل الدوائية تُعد من أكثر الأشكال حساسية للحرارة، لاحتوائها على الماء أو الكحول، ما يجعلها عرضة للتحلل أو التلوث البكتيري. كما أن المحاليل والكريمات والمراهم والبخاخات والأقراص والكبسولات المغلفة تتأثر بالحرارة، فتتلف أو تفقد خواصها الدوائية.
5 إجراءات لحفظ الأدوية
حدد الدكتور وحيد أحمد فياض خمسة إجراءات لحفظ الأدوية، تشمل:
استخدام حقائب مبردة، أو صندوق تبريد محمول لحفظ الأدوية الحساسة للحرارة.
التحقق من توافر الثلاجة أو التخزين الآمن في مكان الإقامة.
تجنب ترك الأدوية داخل السيارة أو في أماكن معرضة لأشعة الشمس المباشرة حتى لفترات قصيرة.
الاحتفاظ بالأدوية داخل عبواتها الأصلية.
أخذ كمية كافية من الدواء، وطلب النصيحة بشأن ظروف الحفظ أثناء الرحلة.
• 5 إجراءات ضرورية للتنقل بالأدوية أثناء السفر ورحلات الصيف.