اخبار الإمارات

لبنان.. بلد يحكمه «الفراغ»

ت + ت الحجم الطبيعي

في خضمّ الأزمة العصيّة على الحلول، إذ لا الخارج يمتلك الرغبة أو القدرة على فرض الحلول، ولا الداخل قادر على نسج قواسم مشتركة يمكن أن يُبنى عليها لتجاوز ما هو أخطر، لا يزال التحلّل يضرب القطاعات الكبرى في لبنان، من مصارف وتعليم وصحة وإدارات رسمية، وهو تمدّد ليطاول جوانب أهلية، كالأحداث الأمنية المتنقلة بين المناطق، وليتبدّى أكثر على أعتاب اقتراب البلد من لحظة الفراغ في منصب حاكميّة مصرف لبنان بحلول 31 من يوليو الجاري، وانتهاء ولاية رياض سلامة، وسط سجالات فُتِحت حول إمكانية التمديد له، أو تعيين البديل، أو تسلّم مهامه من قبل نائبه الأول وسيم منصوري، علماً أن الأخير وأقرانه الثلاثة الباقين أعلنوا رفضهم لهذا الواقع وطالبوا الحكومة بضرورة تعيين البديل، مهددين باستقالة جماعية.

وما يسري على «الحاكميّة» ينطبق على قيادة الجيش لاحقاً، في ظلّ المحاولات المستمرة لتعطيل عملية تعيين أعضاء المجلس العسكري، ومن بينهم رئيس للأركان، الذي يُفترض به أن يتولّى مهام قائد الجيش جوزف عون لدى مغادرته البلاد، أو بعد تقاعده، طالما أن المؤشرات تفيد بأن الفراغ الرئاسي مستمرّ إلى السنة الجديدة، الأمر الذي ينذر بالمزيد من التحلّل في آخر المؤسّسات التي لا تزال متماسكة، فيء حين برزت الخلافات المتجدّدة في قوى الأمن الداخلي، على خلفيّة التشكيلات الأخيرة التي أُقرّت.

تحدّيان أساسيّان

وفيما الأيدي السياسية في لبنان فارغة من أيّ حلول، وفي انتظار عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، بين 17 و23 من الجاري، فإن ثمّة إجماعاً على توصيف الواقع بعبارة واحدة، مفادها أن «الفراغ باقٍ، ويتمدّد»، في ما يخصّ كلّ ما له علاقة بالدولة، الأمر الذي جعلها «مترنّحة في كلّ مفاصلها»، وفق تعبير مصدر سياسي بارز، وذلك بدءاً من رئاسة الجمهورية، مروراً بالسلطات على اختلافها، والتي باتت في أعلى درجات الشلل، ووصولاً إلى المؤسسات الماليّة والعسكريّة والأمنيّة التي تعاني وضعاً حرجاً.

وإذا كان انتخاب رئيس جديد للجمهورية يشكّل التحدّي الأول للطبقة السياسية التي لم تتوافق على إنضاج حلّ يُنهي الفراغ القائم في سدّة الرئاسة الأولى، فإنّ تحدّييْن أساسيّيْن يفرضان نفسيهما على خطّ العلاج السريع: الأول، متصل بالمجلس العسكري، وضرورة إتمام عقده، نظراً لشغور موقعي رئيس الأركان ومدير عام الإدارة والمفتش العام. أمّا التحدّي الثاني، فيتمثل بحاكميّة مصرف لبنان، التي يبدو أنّها دخلت في أزمة شديدة التعقيد مع اقتراب نهاية ولاية سلامة، فإمّا تعيين حاكم جديد، أو ترك البلد في مهبّ فراغ أخطر من فراغ الرئاسة الأولى.

تهريب

أحبطت قوى الأمن الداخلي اللبناني محاولة تهريب نحو 80 شخصاً من جنسيات مختلفة، عبر منطقة المنية وبحنين، في شمال لبنان.

وأوقفت دوريات شعبة المعلومات، ثلاث شاحات كانت تنقل أشخاصاً بطريقهم للمغادرة عبر البحر، ولاحقت شاحنة رابعة تنقل مهاجرين على طريق العبدة في عكار، قبل وصولهم إلى نقطة الانطلاق. وتجاوز عدد الموقوفين الـ 400 شخص، العديد منهم سوريون.


تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى