«COP28».. علامة فارقة ومضيئة في مواجهة تغيّر المناخ

ت + ت الحجم الطبيعي
أدت موجات الحرارة غير المسبوقة التي ضربت مناطق مختلفة حول العالم خلال يوليو وأغسطس الماضيين، إلى اضطرابات متنوعة وكبيرة في كثير من دول العالم، نتيجة اندلاع حرائق الغابات وشح المياه والغذاء وأعاصير راح ضحيتها الآلاف، ما عزّز وتيرة تزايد الطموحات العالمية بالحلول الفاعلة التي سيتخذها قادة العالم بشأن مواجهة التغير المناخي خلال مشاركتهم في مؤتمر الأطراف «COP28»، الذي تستضيفه مدينة «إكسبو دبي» خلال الفترة بين 30 نوفمبر الجاري، و12 ديسمبر المقبل.
وتمثل هذه النسخة من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، نقطة فارقة في تاريخ مواجهة التغير المناخي، وذلك بعد اتفاق باريس «COP21»، الذي عقد في فرنسا عام 2015، كأول اتفاق عالمي ملزم قانونياً بالعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بأقل من درجتين مئويتين، ومواصلة الجهود لحصر ارتفاع درجة الحرارة في حد لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية.
حلول تكيف
وتوصلت الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP»، خلال اجتماعها في باريس في العام 2015 «COP21»، إلى اتفاق تم وصفه بـ«التاريخي»، يستهدف تعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ عن طريق الحفاظ على ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية خلال هذا القرن دون درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ومواصلة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أبعد من ذلك إلى 1.5 درجة مئوية.
وتمثلت أبرز بنود اتفاق باريس، في مواجهة مشكلة انبعاثات الغازات الدفيئة، وإيجاد حلول للتكيف معها، والتخفيف من حدة ضررها على البيئة، ومطالبة الدول الصناعية بتيسير نقل التكنولوجيا والتكيف مع الاقتصاد الخالي من الكربون. ونصّ الاتفاق على إجراء عمليتي مراجعة، كل واحدة على مدى خمس سنوات حتى 2025.
ودخل اتفاق باريس حيز التنفيذ في العام 2016، بعد توقيع 195 دولة منضمة لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي على الاتفاقية في ديسمبر 2015، وصادقت عليها 191 من أصل 197 دولة.
وتبدأ في «COP28» أول عملية تقييم عالمية لمدى التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، وهي آلية قياس ترصد تقدم الدول على صعيد وفائها بالتزاماتها المناخية، ما من شأنه تشجيع البلدان على اتخاذ إجراءات مناخية طموحة تحافظ على ارتفاع درجة الحرارة دون 1.5 درجة مئوية.
تصحيح مسار
وقالت الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، عبر موقعها الإلكتروني: «يجب أن يكون مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، النقطة التي نبدأ منها تصحيح المسار».
وأشارت تقديرات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S) إلى أن شهر أغسطس الماضي، كان أكثر دفئاً بنحو 1.5 درجة مئوية من متوسط درجة الحرارة في فترة ما قبل العصر الصناعي ما بين 1850 1900.
ووصف أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أزمة المناخ بأنها فتحت أبواب الجحيم. وأضاف في افتتاح «قمة المناخ»، التي عقدت على هامش الدورة الـ78 من الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بمدينة نيويورك: «ما زال بإمكاننا الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية لتبقى عند 1.5 درجة مئوية، ولا يزال تعزيز الاستجابة العالمية لخطر التغير المناخي صعباً للغاية، خاصة في الدول الفقيرة لحاجتها إلى التمويل».