«منصات عكاظ» تحصد أكثر من 17 مليون مشاهدة في الحج أخبار السعودية

بكل المشاعر في قلب المشاعر، على مدى 7 أيام متواصلة تولى فريق «عكاظ» الحج خطوةً بخطوة، في مهمةٍ لا تعرف السكون.
رحلة لو أردنا أن نلخصها بلغة الأرقام اليومية الفعلية ستكتشف حجم الجهد المبذول لكتيبة من الصحفيين المحترفين عاشوا عن قرب أدق تفاصيل الحج، ففي منطقةٍ تمتد مساحتها أكثر من 33 كيلومتراً، كان على الصحفي أن يقطع يومياً مسافة 15 كيلومتراً، وهو ما كان يحدث على مدار الساعة ليلاً ونهاراً، تنقّل الأبطال بين منى وعرفات ومزدلفة ومكة، بحثاً عن القصة واللقطة. على امتداد 7 أيام فقط، قطع «مديني عسيري» و«بلال أعظم» نحو 105 كيلومترات، أي ما يعادل المسافة بين الرياض والقصيم بكامل معداتهما المهنية الثقيلة على ظهريهما ومثلهما بقية الزملاء والزميلات.
إنه جهدٌ قد لا يبدو محسوساً لمن يشاهد ويستمتع بالجهود. فالماء كان رفيقهم في حرارة تتجاوز 40 درجة، ومع ساعات عمل تصل إلى 20 ساعة يومياً ينحصر فيها النوم بحدود 4 ساعات يومياً، وكان الاستهلاك اليومي للشخص الواحد لا يقل عن 3 إلى 4 لترات من الماء، ما يعني أكثر من 21 إلى 28 لتراً للفرد الواحد طَوال أيام المهمة.
وتشير تقديرات فريق الإعداد إلى أن الزميل الواحد تناول ما بين 4 إلى 6 أكواب من القهوة يومياً بإجمالي أكثر من 28 إلى 42 كوباً خلال المهمة، إلى جانب 4 إلى 5 أكواب شاي في اليوم.
أما النوم فهو قصة لا بد أن تروى، فمعدله وسط الزحام، بين تحرّكات المشاعر وغُرف المونتاج، لم يتجاوز 4 إلى 5 ساعات يومياً في أفضل الأحوال، والحصيلة البصرية والمهنية مغرية فعلاً: أكثر من 60 مادة مرئية، و300 صورة، وعشرات التقارير التي رُصدت لحظة بلحظة.. كلها وُلدت من هذه التفاصيل الصغيرة: أقدامٌ تمشي، عيونٌ تترقّب، قهوة تُعدّ على عَجَل، وزجاجات ماء تُستهلك بلا توقف.
وحصدت القصص والتقارير المقروءة والمرئية التي نشرت عبر موقع ومنصات «عكاظ» أكثر من 17 مليون مشاهدة، وتنوعت بين إبراز الجهود الأمنية والتنظيمية المتكاملة، والقصص الإنسانية واللقاءات المتنوعة مع ضيوف الرحمن من كافة دول العالم. وراء هذه الحكاية، فريق تحرّك بخفة وكأنهم خريطة حيّة داخل المشاعر. رئيس الفريق عبدالعزيز الربيعي، بدا طوال الأيام كغرفة تحكّم متنقلة لا تحتاج إلى ذكاء اصطناعي؛ لأن ذكاءه البشري كان كافياً. حاضرٌ في كل مكان، يوقّت كل حركة، ويشحن الفريق بروح عالية.
قصص لا تروى في صدر العناوين
في الميدان، كان إبراهيم العلوي بخبرته المتراكمة علامة فارقة، فمن قال إن «أهل مكة أدرى بشعابها»، لم يلتقِ بإبراهيم في الحج، فهو ابن جدة، وهو أدرى من أهل مكة بشعابها وبكل منعطف وزاوية في المشاعر. إلى جانبه، عبدالهادي الصويان القادم من المدينة، في أول موسم له، لم ينتظر طويلاً ليُبهر الجميع، كان يصرّ على النزول إلى الميدان ليُشبع نهمه الصحفي، ويعود بقصص ومقاطع تسبق الجميع.
وكذلك خالد الحارثي كان مفاجأة الفريق؛ أول تجربة له في المشاعر، لكنه نافس نفسه والكل بروح مرحة وهمة لا تهدأ. ثريا الشهري ونبيلة أبو الجدايل قدّمتا درساً في التقاط أدق التفاصيل بعيون الكاميرا، وجوه الحجاج، لحظات السكينة، تعبيرات المشاعر.. كلها كانت في مرمى عدستيهما بلمسة تليق بالعالمية. أما مديني عسيري، وبلال أعظم، وعبدالغني بشير، فهم قصة أخرى، كانوا جنود القصص الصحفية المصورة، عدساتهم لا تغفو، ورصدهم لا يتوقف، حوّلوا اللحظات العابرة إلى مشاهد لا تُنسى. هكذا كان الفريق.. يتحرك كظلّ المشاعر، يقطف القصص من بين الزحام، ويعيدها للقارئ لقطة بلقطة، وهكذا نُسجت الحكاية في كواليس تغطية الحج، قصص لا تُروى في صدر العناوين، لكنها تُبقي الفريق في قلب المشهد.
أخبار ذات صلة