اخبار الإمارات

الوصفة المثالية للنجاح

ت + ت الحجم الطبيعي

النجاح، كان بمثابة حاجة حياتية، وظل ماثلاً في تفاصيل متنوعة من حياتنا، ومرافقاً لنا في كافة المراحل والمحطات، كل شيء كان مقروناً بهذه الكلمة، ومدى تحققها في كل مهمة وكل عمل وكل محطة، وفي اللحظة نفسها فإن متطلبات التميز والنجاح لا تتوقف، فبعد أن أنهينا جميع المراحل الدراسية، بدأنا الصراع من أجل الحصول على الفرصة الوظيفية، وأدركنا عندها أننا نحتاج للمزيد من التعلم، نحتاج لدورات وحضور ورش تدريبية وزيادة في معرفتنا، وتقوية لغتنا، وغيرها من المهارات في العلوم الإدارية لتزيد معها حظوظنا وكسب تحدي الوظيفة والنجاح في الحصول على ذلك المقعد الشاغر في تلك الجهة، وبعد كل هذه التحديات وتجاوزها والنجاح فيها، ندخل نحو اختبار الوظيفة، ونمر برتابة كبيرة على درجات متنوعة من القلق والترقب والوساوس والأفكار المتموجة، وعندما يعلن عن نجاحنا وقبولنا نقيم الاحتفالات، وتغمرنا السعادة، ننسى خلالها أننا مقبلون على مرحلة أخرى من المتطلبات والتحديات والعقبات التي تحتاج للتعامل معها وتجاوزها، ببساطة تحتاج للنجاح أيضاً.

عندها ندرك أن هذه الحياة برمتها عبارة عن تحديات ومراحل، وتتطلب منا التفوق والتميز، دون أي تهاون أو تراخٍ أو تردد، معها ندرك أننا مطالبون دوماً بالمزيد من العمل والذكاء والمعرفة لنتجنب ويلات الخسائر وآلام الهزيمة، كأننا عندها ندرك ما قاله الكاتب والشاعر الإنجليزي جوزيف أديسون: «إذا أردت أن تنجح في حياتك، فاجعل المثابرة صديقك الحميم، والتجربة مستشارك الحكيم، والحذر أخاك الأكبر، والرجاء عبقريتك الحارسة».

إذن نحن مطالبون بالمثابرة بشكل دائم، بل وجعلها مقربة جداً كما هو قرب الصديق لقلوبنا، بمعنى لا فكاك من استمرار المثابرة، والتي تعني المواظبة والمداومة، وأيضاً تعني الحرص التام والشديد، وفي اللحظة نفسها يجب علينا ألا ننسى أي تجربة تمر بنا، وألا ننسى ما نخرج به من عبر واستفادة منها، ولنقربها من عقولنا لدرجة كأنها المستشار الذي يتحدث معنا وينصحنا بما هو خير لنا، أما الحذر فليكن بمثابة الأخ الكبير، في قوته ليمنعنا عن الخطأ وفي رحمته وحبه الأخوي، ولا تنسى الأمل والرغبة والتي أشار لها بكلمة الرجاء، ووصفها بمثابة العبقرية التي تسهر على حمايتك، ودون الأمل والرغبة، لن نحقق شيئاً، وستكون الصورة لدينا ضبابية ومبهمة.

فإذا قدر لأي واحد منا فهم هذه الجوانب والمتطلبات الحياتية، فإن النجاح سيكون حليفه ومرافقاً له، لأنه أدى وظيفته وحاجاته، ولا تتوقع في أي يوم أن تحقق تميزاً، دون بذل ودون تعب، والذي على معظمنا فهمه، أن النجاح جزء من مسيرتنا الحياتية، لا توجد درجة وسطى، إما أن ننجح ونتميز ونتقدم ونتفوق، وإما أن نفشل ونتراجع ونصبح على الهامش نقتات مما ينتجه الآخرون، ومما يلقون به علينا كواجب إنساني وأخلاقي ولا أكثر.

ولتحقيق هذا النجاح، وباستمرار، يعني تعب متواصل، يعني إرهاق وضجر، ولكن هذه هي الضريبة والثمن الذي بواسطته يتم فرز المجتهدين المتميزين عن أولئك المترددين المنزوين، وعلى الرغم من هذا فإنه يجب عدم التوقع الدائم لتحقيق النجاح، بل توقع الفشل في بعض المحطات، توقع الهزيمة، توقع أن لا تحقق الفوز، وفي اللحظة عينها يجب أن ندرك أن الفشل ليس شراً محضاً وشاملاً، كما قد يعتقد البعض، بل هو في بعض المراحل خير لنا، ولكن المهم أن لا يكسرنا ويحبطنا، بل أن نتعلم منه الدروس ونأخذ العبر، وكما قال المدرب ولاعب كرة القدم السابق جون تشارلز سالا: «لا يصل الناس إلى حديقة النجاح، دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى