حضور قوي لمبادرات “قمة البحرين” في اجتماع الدورة الـ54 لمجلس وزراء الإعلام العرب
خاص (بنا)
المنامة في 31 مايو/ بنا /جاءت توصيات اجتماع الدورة الرابعة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب التي استضافتها مملكة البحرين رئيسة الدورة الحالية للقمة العربية في الفترة من 2729 مايو الجاري، برعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم رئيس الدورة الحالية للقمة العربية حفظه الله ورعاه، ملبيةً لقرارات قمة البحرين الثالثة والثلاثين الشاملة، ومواكبةً لحجم التحديات والقضايا الإعلامية العربية التي بلورتها المقترحات المطروحة من الدول الأعضاء، والتي تم إحالتها للمجلس الوزاري من اجتماع الدورة الـ19 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب الهادفة إلى تطوير المحتوى الإعلامي العربي المشترك.
وبالنظر إلى كونه الاجتماع الوزاري العربي الأول على أرض المملكة بعد انعقاد القمة العربية وتسلم المملكة زمام رئاسة العمل العربي المشترك، حضر “إعلان البحرين” الصادر في ختام “قمة البحرين” وبقوة على أبرز التوصيات التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب بإجماع أعضائه، بتأييد مقترح مملكة البحرين المعني بإبراز المبادرات التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم أيده الله والتي حظيت بإجماع وتوافق عربي تام من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية.
وشمل المقترح تبني خطة عمل إعلامية لإبراز المبادرات التي أطلقها جلالة الملك المعظم في قمة البحرين من خلال التعاون العربي مع مختلف وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، إلى جانب رفع تقارير دورية حول هذا الخصوص، خاصة وأن هذا التحرك يأتي تزامنًا مع فعاليات مملكة البحرين احتفاءً باختيار المنامة عاصمة للإعلام العربي لعام 2024.
ويمثل اعتماد وزراء الإعلام العرب بالإجماع للمقترح الذي تقدمت به مملكة البحرين تقديرًا وتكريمًا للجهود التي تبذلها البحرين “بلد السلام” في تعزيز التعاون العربي عمومًا وفي مساراته الإعلامية على وجه الخصوص، باعتبارها واحدة من أهم مسارات العمل العربي المشترك الناجعة والمؤثرة على مدار عقود.
كما جاء توافق أصحاب المعالي والسعادة وزراء الإعلام العرب في ختام مجلسهم الوزاري حول ضرورة وأهمية مواصلة الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية، ليترجم وحدة الموقف العربي تجاه الالتزام بعدالة القضية الفلسطينية ومركزيتها، وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في العيش بحرية وكرامة على أرضه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وفقًا لحل الدولتين والقوانين الدولية ذات الصلة.
كما جاء التوافق الإعلامي العربي ليجدد التأكيد على استثنائية المبادرات البحرينية الطموحة التي أطلقتها مملكة البحرين وتبنتها بالإجماع “قمة البحرين”، بالدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام تستضيفه مملكة البحرين لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته الوطنية، خاصة في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي للسكان المدنيين في القطاع وضرورة الدفع بإدخال مزيد من المساعدات الإغاثية الإنسانية العاجلة.
وفيما يتعلق بالتوصيات ذات الصلة بمتابعة المجلس الوزاري لتنفيذ خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، واعتماد استراتيجية موحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية وتعزيز دور الإعلام العربي في التصدي للإرهاب، أكدت مخرجات مجلس وزراء الإعلام العرب على الدور الكبير والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الإعلام العربي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة العربية وتضاعف تأثيرها بما يكفل للإعلام الاضطلاع بمهامه ورسالته في رفع الوعي وتضافر الجهود والآليات للوقوف في وجه كافة أشكال التضليل الإعلامي وتزييف الحقائق، والتصدي لخطابات التحريض والكراهية والعنف والانقسام والإرهاب، عبر الآلية التي تحقق التوازن بين المهنية والمصداقية والمسؤولية الوطنية العربية بما يخدم قضايانا ومجتمعاتنا العربية في سعيها نحو التنمية والرخاء والسلام.
وفي هذا الخصوص أقر مجلس وزراء الإعلام العرب تفعيل مشروعي المرصد، والمنصة المدمجة في المغرب، واستحداث المعهد العربي لصحافة السلام في ليبيا، كأحد آليات تنفيذ الاستراتيجية العربية الموحدة للتحرك الإعلامي في الخارج.
كما اعتمد المجلس الوزاري ميثاق الشرف الإعلامي العربي بعد إثرائه بأحكام جديدة بشأن إدماج البُعد الانتخابي في متابعة الاستحقاقات الانتخابية على المستوى الإعلامي واحترام قواعد التعددية والشفافية والحياد، واعتماد النظام الداخلي للجنة العربية للإعلام الإلكتروني والاستخدام الآمن للأطفال للمنصات الألعاب الإلكترونية والمنصات الرقمية التفاعلية، وإقرار الخريطة العربية للتنمية المستدامة 2030، وتوظيف التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي ومدى تأثيره على العنصر البشري.
إن نجاح مملكة البحرين في ترؤس واحتضان أعمال الدورة الرابعة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب خلفًا للمملكة المغربية الشقيقة، وكذلك استضافة الاجتماعات التحضيرية للمجلس الوزاري المتمثلة في اجتماع الدورة الـ101 للجنة الدائمة للإعلام العربي واجتماع المكتب التنفيذي الإعلامي الـ19، لهو استكمال لنهج مملكة البحرين الهادف إلى جمع وتوحيد الجهود والمواقف والقرارات العربية تنفيذًا للرؤى الحكيمة لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية، وللجهود والتوصيات الصادرة عن مجلس وزراء الإعلام العرب في سبيل تطوير العمل الإعلامي العربي المشترك، وتعزيز التواصل والتنسيق الذي يحقق للإعلام العربي تكامله المنشود، وتحقيق التأثير الإيجابي في النهوض بالمجتمعات العربية والدفاع عن قضاياها ومكتسباتها ومنجزاتها التنموية والحضارية، والحفاظ على الهوية العربية الأصيلة أمام حملات التشويه والتضليل والتغريب.
من: هند كرم