بعد فرنسا.. ألمانيا بصدد الانسحاب من مالي

ت + ت الحجم الطبيعي
على خطا فرنسا التي سبقتها بالانسحاب، بدأت القوات الألمانية الانسحاب من مالي في ظل استهداف برلين إنهاء بعثتها بحلول مايو المقبل بعد أن عرقلتها نزاعات مع المجلس العسكري الحاكم في باماكو ودخول القوات الروسية إلى مالي.
وصادقت الحكومة الألمانية أمس، على سحب قواتها المشاركة في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي بحلول مايو 2024 بسبب التوتر مع المجلس العسكري الحاكم هناك. وأكدت حكومة أولاف شولتس خلال اجتماع لمجلس الوزراء، في بيان أن الجنود الألمان سيغادرون مالي تدريجياً في الأشهر الـ 12 المقبلة.
قرار الانسحاب من مالي هذا كانت أعلنته برلين في نهاية 2022. وتعتبر برلين أن الشروط لم تعد متوافرة لمواصلة المشاركة في البعثة التي تساهم فيها ألمانيا منذ 2013.
ونشرت برلين نحو ألف جندي في مالي، ومعظمهم بالقرب من بلدة جاو شمال البلاد، حيث تتمثل مهمتهم الرئيسية في جمع معلومات استطلاع لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما).
المراحل الأولى
وقال القائد الألماني في مالي الكولونيل هايكو بونزاك لصحيفة تاجيشبيجل في مقابلة منشورة أمس، إن الجيش بدأ في شحن مواد يبلغ حجمها نحو 1300 حاوية محملة بالعتاد.
وأضاف أن المراحل الأولى من الانسحاب ستشهد تقليص عدد المواد المستخدمة تدريجياً، بينما ستواصل القوات إنجاز مهمتها بشتى الطرق. ومهدت الحكومة الألمانية أمس، أيضاً الطريق لتمديد أخير لمدة عام للمهمة المستمرة منذ عقد حتى مايو 2024، وهو قرار لا يزال مرهوناً بموافقة البرلمان الألماني.
وتأسست (مينوسما) في 2013 لدعم القوات الأجنبية والمحلية في مواجهة المسلحين المتشددين، لكن في الأشهر الماضية تكررت المناوشات بين السلطات المالية والبعثة. وتتألف البعثة الدولية من 12 ألف عسكري منتشرين في البلاد. وأكبر ثلاث دول إسهاماً فيها هي تشاد وبنغلادش ومصر.
بعد فرنسا
وتدهورت العلاقات الأوروبية مع مالي منذ أمسك الجيش بالسلطة في 2020، ومنذ دعت حكومة مالي مقاتلين من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، ودفع ذلك فرنسا إلى سحب قواتها في 2022 بعد بقائها عشر سنوات تقريباً في مالي.
تعيش مالي التي شهدت انقلابين عسكريين في 2022، في دوامة عنف منذ 2015 ظهر في البلاد والنيجر قبل سنوات وتوسع إلى خارج حدودهما. وقطعت السلطة الحاكمة في باماكو التحالف مع فرنسا وشركائها الأوروبيين، وقررت الانفتاح على روسيا عسكرياً وسياسياً.
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان أمس «شئنا أم أبينا، ما يحصل في منطقة الساحل يؤثر علينا».
تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز