نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس”، الاثنين، مقطع فيديو ردا على إعلان الجيش الإسرائيلي اكتشاف نفق للمقاومة في قطاع غزة.

ويظهر في الفيديو، الذي تضمن رسالة من القسام للجيش الإسرائيلي جاء فيها: “وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت”، مقاطع من اكتشاف الجيش للنفق وتجول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فيه.

وقالت “القسام” في رسالة نشرتها عبر قناتها على “تلغرام”، ترجمت إلى ثلاث لغات، وهي العربية والعبرية والإنكليزية: “وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت”.

وأرفقت “القسام” منشورها بعبارة “بعد قليل”، في إشارة إلى بيان لاحق قد يتضمن الكشف عن عملية محددة.

وتتابعت في مقطع الفيديو بعد ذلك مشاهد من عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام في المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.

وتضمنت المشاهد عمليات تفجير ضد قوات إسرائيلية واختطاف جنود إسرائيليين واستهداف آليات عسكرية بقذائف مضادة للدروع، في إشارة إلى أن المهمة التي كان هذا النفق مخصص لها “قد أنجزت”.

والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي، اكتشاف نفق شمالي قطاع غزة، بطول 4 كيلومترات، وبأبواب صلبة تم تصميمها لمنع دخول القوات الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب اطلعت عليه الأناضول، إنه قام “بعمليات استكشافية في النفق، وكشف أكثر من 4 كيلومترات من مساره، والذي يصل أقصى عمق له إلى حوالي 50 مترا”.

وأضاف: “تقع أقرب فتحة للنفق على بعد حوالي 400 متر من معبر إيرز (بيت حانون) شمال قطاع غزة”.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه “يتفرع مسار النفق إلى عدة فروع وخطوط جانبية، تشكل بحد ذاتها شبكة واسعة ومتشعبة من الأنفاق”.

وعن محتويات النفق، قال الجيش: “يحتوي المسار على البنى التحتية للصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والهواتف، بالإضافة إلى الأبواب الصلبة التي تم تصميمها لمنع دخول قوات الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف: “يسمح النفق بحركة المركبات داخله، وقد عُثر فيه على العديد من الوسائل القتالية التابعة لمنظمة حماس”.

وتعتبر شبكة الأنفاق في قطاع غزة، إحدى الوسائل المعقدة التي تعيق تقدم القوات الإسرائيلية المتوغلة، حيث لوحت إسرائيل بإغراقها بمياه البحر.

وكانت “القسام”، قد أعلنت يوم أمس الأحد، قيامها بتدمير دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا” بقذائف “الياسين 105″، جنوب شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

ونشرت “القسام” مشاهد للحظة استهداف الدبابة الإسرائيلية، تظهر تصاعد أعمدة الدخان منها بشكل كثيف بعد الاستهداف.

وأصدر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، بيانا أعلن فيه مقتل 4 من أفراده خلال معارك في قطاع غزة.

وبحسب موقع الجيش الإسرائيلي، فإن 4 عسكريين إضافيين قُتلوا خلال معارك في قطاع غزة، ليرتفع إجمالي عدد القتلى العسكريين، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 458 عسكريًا إسرائيليًا.

يذكر أن القناة الـ 12 الإسرائيلية، كانت قد أعلنت أن “الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، وافقت على إجراء مفاوضات بين رئيس جهاز “الموساد” (الاستخبارات الخارجية)، ديفيد بارنيا، مع قطر ومصر، لإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة”.

ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية، قولها بأن “بارنيا قدم للقيادة السياسية الإسرائيلية الخطوط العريضة لصفقة محتملة للإفراج عن المزيد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وحصل على الضوء الأخضر لمناقشة تفاصيلها مع وسطاء من مصر وقطر، مع الأخذ في الاعتبار الطلبات الإسرائيلية”.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، بدء عملية “طوفان الأقصى”، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وتخللت المعارك هدنة دامت لمدة 7 أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل للأسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 18 ألف شهيد، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 50 ألف مصاب.