اخبار البحرين

عبر حضور وتمثيل رسمي..الصندوق العالمي للآثار يعزّز حضوره لدعم التراث في الدول العربية

المنامة في 05 مارس/ بنا / إن حضور الصندوق العالمي للآثار الذي ينهي عقده السادس هذا العام يتعزّز عبر تمثيل رسمي له في الدول العربيّة التي تقع ضمن اهتماماته منذ أكثر من عقدين ونيّف، إذ ساهم وما زال بحفظ التراث الماديّ وقام منذ منتصف التسعينيات بثمانية وستين مشروعاً في ثلاث عشرة دولة عربية حتى الآن. 

 فمع نهاية الشهر الفائت، نظّم الصندوق جولة استكشافيّة شملت عدداً من البلدان منها الكويت والبحرين والسعودية، قام بها وفد مؤلف من 45 شخصاً، بحضور الرئيسة التنفيذية للصندوق السيدة بنديكت دو مونلور ومعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عضو مجلس أمناء الصندوق والدكتور إيلي فلوطي ممثل الصندوق في المنطقة العربية وعدد من إدارة المنظمة والداعمين للصندوق من دول وقارات مختلفة، وأتت هذه الجولة، مع بداية حضور رسمي أكثر قوة للصندوق العالمي للآثار في المنطقة العربية في ظل اهتمام عربي رسمي وغير رسمي متزايد بقضايا التراث والآثار وحفظها ودمجها في الخطط التنموية الاقتصادية والسياحية والاجتماعية. كما وتأتي بتزامن مع احتفال الصندوق بذكرى تأسيسه الستين.

وبهذه المناسبة صرح الدكتور إيلي فلوطي “يمكننا القول الآن إن الصندوق العالمي للآثار له تمثيل رسمي في منطقتنا التي تزخر بمجموعة من مواقع التراث حول العالم، سنعمل مع كافة الجهات العربية الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات الدولية المعنية من أجل خير تراثنا العربي العريق، ويتابع حالياً الصندوق عمله في 14 موقعاً في مختلف الدول العربية، ونعمل كصندوق بالتعاون مع الحكومات والمجتمع المحلي على حد سواء لتنفيذ المشاريع، والتعاون في توفير التّمويل والخبرات”.

ومن بين أهم مبادرات صندوق التراث العالمي، قائمة مواقع مراقبة الآثار، وهي قائمة يحدّثها الصندوق كل عامين وتشمل 25 معلماً.

وتضمنت لائحة عام 2025، ثلاثة مواقع من المنطقة العربية هي التراث اليهودي في دبدو في المملكة المغربية، النسيج العمراني التاريخي لمدينة غزة وخزانات المياه في المدينة العتيقة في تونس.

أما جولة وفد الصندوق لمنطقة الخليج العربي فشهدت التوقف في عدّة محطات، ابتداءً من دولة الكويت حيث تمّت زيارة مركز الأمريكاني الثقافي بحضور سمو الشيخة حصة صباح السالم الصباح المشرفة العامّة على دار الآثار الإسلامية، كما زار الوفد الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي (الصندوق العربي) حيث توقّف الدكتور محمد الرميحي عند تاريخ الكويت وأهم محطاتها الاقتصادية والاجتماعية، وتمت زيارة مركز صوف لصناعة الغزل والمسجد الكبير للمهندس المعماري محمد صالح مكيّة.

وفي مملكة البحرين تم التوقف في مدينة المحرّق وموقع مسار اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو، كما زار الوفد متحف البحرين الوطني وعدد من بيوت مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، هذا وكان للوفد وقفات في موقع قلعة البحرين ومتحفه، وتلال مدافن دلمون المدرجين على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، بالإضافة لزيارة خاصة لمؤسسة راشد آل خليفة للفنون في الرفاع.

أما في المملكة العربية السعودية فتمت زيارة بينالي الفنون الإسلامي في مدينة جدّة، وتعرّف الوفد على مدينة جدّة القديمة كما زاروا بيت المعماري سامي عنقاوي الذي يعكس العمارة في الحجاز، بالإضافة لاكتشاف المدينة المنوّرة وأهم معالمها الدينية، واختتم الوفد الزيارة للعلا التي تزخر بالتراث الإنساني والمعالم الطبيعية والثقافية.   

هذا يعتبر الصندوق العالمي للآثار المنظمة غير الحكومية الأولى عالمياً في الحفاظ على التراث. ويقع مقرّه في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وله مكاتب في البيرو ولندن، وباريس، وإسبانيا، والبرتغال، والهند، والصين، وله مشروعات في 112 دولة، كما عمل على 700 موقع أثري. وكان قد أسّسه الكولونيل جيمس أ. جراي عام 1965، وبدأ عمله بالاهتمام بكنائس منحوتة في الصخر بإثيوبيا، وبعد الفيضانات القياسية التي ضربت مدينة البندقية عام 1966، حشد الكولونيل جراي جهوده لحماية كنوز التراث الإيطالي.

ويهدف الصندوق إلى إنقاذ المعالم الأكثر تهديداً، سواء بسبب الحروب أو تحوّلات المناخ. وهذا الأخير هو سبب أساسي يتهدّد التراث في غالبية دول العالم باستثناء المنطقة العربية، حيث إن الغالبية الساحقة ممن أرسلوا طلبات مساعدة للمنظمة، يشتكون مما خلّفته الحروب من دمار، في سوريا كما في ليبيا والعراق ودول أخرى.

م.خ, Z.I

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى