اخبار الإمارات

3 أعوام من الإنجازات العلمية لمسبار الأمل

ت + ت الحجم الطبيعي

ولدت فكرة استكشاف الكوكب الأحمر، وإرسال مهمة فضائية باسم الإمارات أثناء الخلوة الوزارية عام 2014، والتي وجه فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدراسة الفكرة وتبنيها على الفور، فيما تم إطلاق أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ في يوليو 2020، لتصبح الإمارات واحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.

ومرت 3 سنوات على انطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» في 20 يوليو 2020، وسط تحقيق العديد من الإنجازات العلمية المهمة، والتي انعكست إيجابياً على المجتمع العلمي العالمي، وأضافت الكثير للمعارف التي تستهدف سبر أغوار الكوكب الأحمر، حيث تم توفير إجابات مهمة عن كثير من الأسئلة الخاصة بغلافه الجوي، والقمر «ديموس» أصغر قمري المريخ.

مساهمة علمية

وتشمل أهم إنجازات أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية، كشف مسبار الأمل عن مجموعة كبيرة من البيانات بلغت 2.9 تيرابايت حول الغلاف الجوي لكوكب المريخ تم توفيرها عبر مركز البيانات العلمية الخاصة به، وذلك منذ وصوله إلى مداره، فيما قدم المشروع مساهمات كبيرة للمجتمع العلمي الدولي، حيث تم نشر 18 ورقة علمية وبحثية في مجلات عالمية ومرموقة.

ونجح مسبار الأمل في تحقيق إنجازات تاريخية، خصوصاً مع تمديد مهمته بعد مرور عامين على بدء المهمة العلمية، حيث التقط ملاحظات غير مسبوقة لقمر المريخ الأصغر «ديموس»، وذلك باستخدام الأجهزة العلمية الثلاثة للمسبار خلال مروره لأقرب نقطة من القمر على مسافة تقارب 100 كيلومتر فقط، والتي تعد الأقرب لمركبة فضائية منذ مهمة «فايكنغ» عام 1977.

تحقيق مستهدفات

وحققت المهمة خلال السنوات الثلاث الماضية كامل مستهدفاتها، وهو ما يظهر من خلال المردود العلمي الذي تم رصده، خصوصاً مع حجم البيانات الكبير التي تم توفيرها حتى الآن وبلغت 2.9 تيرابايت، حيث استفاد المجتمع العلمي من هذه البيانات المهمة.

وجاء تمديد مهمة مسبار الأمل بعد مرور عامين على بدء المهمة، لتعكس كفاءة كبيرة للأجهزة الخاصة به، والذي أتاح فرصة فريدة لوضع مستهدفات جديدة للمهمة، وهي التموضع في مدار جديد يسمح برصد غير مسبوق للقمر «ديموس»، أصغر قمري المريخ، مع سلسلة من التحليقات القريبة من مداره بنحو 150 كيلومتراً، حيث أسهم التغيير الطفيف لمداره، في رصد القمر إلى جانب استمرار مهمته في جمع البيانات حول الغلاف الجوي للمريخ.

قمر ديموس

وأتاحت هذه الخطوة العلمية للكشف عن أسرار القمر، تكوين فكرة واضحة عنه فيما يخص غلافه الجوي، أو بحسب ما ستلتقطه صور المسبار.

ويعتبر المسبار أول مهمة علمية تتمكن من توفير تغطية يومية دقيقة للأحوال الجوية من السطح إلى طرف الغلاف الجوي لكوكب المريخ، ويدور في مداره العلمي المخطط له والذي يتراوح ما بين 20000 و43000 كيلومتر، مع ميل باتجاه المريخ بمقدار 25 درجة، مما يمنحه قدرة فريدة على إكمال دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، والتقاط عينة كاملة من بياناته كل تسعة أيام.

8 دفعات

وبدأت أول رحلة تحليق نحو «ديموس» أواخر يناير الماضي مع اقتراب المسبار إلى أقل مسافة من القمر، بما يدعم حصول كاميرا الاستكشاف الرقمية «EXI»، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء «EMIRS»، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (EMUS)، على التقاط صور وملاحظات وبيانات عالية الدقة عن القمر.

وكشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ خلال الأيام الماضية عن الدفعة الثامنة من سلسلة البيانات العلمية عن الغلاف الجوي للمريخ، والتي توفر تطورات مهمة تعزز فهمنا لطقس الكوكب الأحمر، وتضاف أحدث مجموعة من البيانات إلى الرؤى الحاسمة لمجموعات البيانات التي أصدرت سابقاً حول الانتقال بين مواسم المريخ، من خلال تغطية نهاية موسم العواصف الترابية على الكوكب مع دخول عام جديد خلال الاعتدال الربيعي في نصف الكرة الشمالي.

دقة عالية

ويحمل المسبار ثلاثة أجهزة هي: كاميرا الاستكشاف «EXI»، وهي كاميرا رقمية تلتقط صوراً للمريخ بدقة عالية وتقوم بقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي باستخدام حزم الأشعة فوق البنفسجية، فضلاً عن المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، ويستخدم لقياس التوزع العام للغبار وسحب الجليد وبخار الماء في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي المريخي.

أجهزة علمية

وتم تحسين هذا الجهاز لالتقاط العوامل الديناميكية المتكاملة في الطبقة السفلى الوسطى من الغلاف الجوي فوق نصف الكرة المريخية، بالإضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية EMUS الذي يقيس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتنوع الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

ولكونه مشروعاً وطنياً إماراتياً، جرى تخطيطه وتصميمه على أرض الدولة، وتم تصنيع نحو 200 قطعة ميكانيكية من المسبار محلياً، كما أنه لم يتم استيراد أي من التقنيات الرئيسية، التي يقوم عليها المشروع، بل تم تصميمها وتصنيعها وتجميعها محلياً على أيدي خبرات وإمكانات إماراتية.

كفاءات وطنية

وجرى تطوير المعرفة التقنية اللازمة للمشروع محلياً، من خلال تدريب فريق من الشباب الإماراتيين عبر الشراكات الاستراتيجية مع جهات أكاديمية علمية، عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء.

ويعد المشروع مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية، واستهدف إحداث نقلة نوعية في الدولة في مجالات الهندسة والبحث العلمي والابتكار، كما أنه حمل رسالة أمل لكل شعوب المنطقة، بما يسهم في إحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم كافة واستئناف مساهمتها في إثراء الحضارة العالمية، وتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية، بهدف إيجاد حلول للتحديات العالمية من أجل خير الإنسانية، فضلاً عن عكسه لطموح الإمارات، وسعي قيادتها الرشيدة المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها.


تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى