
خلفية وتشكيل “الدعم السريع”:
تشكلت “الدعم السريع”، المعروفة بالعامية باسم “الجنجويد”، رسميا في “السودان” في عام 2013. ومع ذلك، يمكن إرجاع أصولهم إلى ميليشيات الجنجويد السابقة التي لعبت دورا هاما في الصراع في دارفور في أوائل عام 2000. تم تعبئة هذه الميليشيات في البداية من قبل الحكومة “السودانية” لقمع حركات التمرد في دارفور.
زيادة وتأثير حميدتي:
وعلى رأس “الدعم السريع“ محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”. حميدتي ليس فقط قائد “الدعم السريع” ولكنه يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس السيادة “السوداني”. أدواره المزدوجة تجعله شخصية قوية ومؤثرة في السياسة “السودانية”. يجادل بعض المراقبين بأن طموحاته تتجاوز مناصبه الحالية.
المخاوف الدولية وانتهاكات حقوق الإنسان:
واجهت “الدعم السريع” تدقيقا وإدانة دوليين شديدين بسبب مزاعم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وتشمل هذه الادعاءات حالات اغتصاب وتعذيب وقتل خارج نطاق القضاء وتشريد مدنيين، لا سيما في دارفور وغيرها من مناطق النزاع داخل “السودان”. وقد دعا المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيقات شاملة في هذه المزاعم، التي كان لها تأثير دائم على سمعة “الدعم السريع”.
تورط “الدعم السريع” في النزاعات الإقليمية:
خارج حدود “السودان”، تورطت “الدعم السريع” في الصراع في منطقة تيغراي في إثيوبيا. أثارت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب والفظائع التي ارتكبها مقاتلو “الدعم السريع” في إثيوبيا مخاوف بشأن تورطهم في النزاعات الإقليمية وقدرتهم على تفاقم عدم الاستقرار في القرن الأفريقي.
العلاقة المعقدة مع “الجيش السوداني”:
العلاقة بين “الدعم السريع” و”الجيش السوداني” متعددة الأوجه وتتميز بالتوتر والصراعات على السلطة. وفي حين تعمل “الدعم السريع” كقوة شبه عسكرية، إلا أن لها علاقات وثيقة مع “الجيش السوداني” والحكومة الانتقالية، مما أدى في بعض الأحيان إلى الاحتكاك والتنافس على النفوذ.
دور “الدعم السريع” في الإطاحة بالرئيس البشير:
لعبت “الدعم السريع” دورا محوريا في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان 2019. شكل هذا الحدث نقطة تحول مهمة في السياسة “السودانية”، مما أدى إلى إنشاء حكومة انتقالية مؤلفة من قادة مدنيين وعسكريين، مع لعب “الدعم السريع” دورا بارزا.
قمع وترهيب المعارضة:
على الرغم من مشاركتها في عملية الانتقال السياسي، واجهت “الدعم السريع” مزاعم باستخدام العنف والترهيب لقمع أصوات المعارضة وخنق المعارضة. وقد أثارت هذه التكتيكات مخاوف بشأن استدامة الإصلاحات الديمقراطية في “السودان” وحماية الحريات المدنية.
المساهمات الإيجابية في العملية الانتقالية:
في حين واجهت “الدعم السريع” انتقادات بسبب أفعالها، يجادل بعض المراقبين بأنها لعبت دورا بناء في تسهيل المفاوضات والحوار بين القادة العسكريين والمدنيين. وكان لمشاركتها في هذه المحادثات الفضل في المساعدة في الحفاظ على التوازن الهش في الفترة الانتقالية في “السودان”.
استنتاج:
في الختام، يُعتبر الدعم السريع، المعروف أيضًا بالجنجويد، إحدى القوى شبه العسكرية في السودان، وهي قوة تثير الجدل وتلعب دورًا معقدًا في الساحة السياسية في البلاد. يتوقف تقدير عدد الخسائر التي منيت بها هذه القوة خلال السنوات الماضية على تقديرات متفاوتة، ولكن مهما كانت هذه الأرقام فإن الأثر واضح على الساحة السياسية في السودان.
تتعلق العلاقة بين الدعم السريع والجيش السوداني بعدة عوامل معقدة، حيث شهدت تلك العلاقة توترات وصراعات سياسية. زعيم الدعم السريع، حميدتي، يتمتع بنفوذ كبير في البلاد وكان نائب رئيس المجلس السيادي للسودان. هذا النفوذ يثير تساؤلات حول طموحاته وما إذا كان يسعى إلى أن يصبح الحاكم الفعلي للسودان.
بالإضافة إلى ذلك، تُثار مزاعم حول ارتكاب قوات الدعم السريع لانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب والقتل خارج إطار القضاء في مناطق مثل دارفور ومناطق أخرى في السودان.
تأخذ هذه العوامل جميعها مكانًا حاسمًا في السياق السياسي الحالي في السودان، حيث يسعى البلاد إلى الانتقال الديمقراطي والاستقرار. لذا، فإن متابعة التطورات المتعلقة بالدعم السريع وفهم دورها المستمر يظل أمرًا ضروريًا لتحديد مستقبل السودان السياسي وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة بشكل عام.