اكتشاف أول سمكة قرش برتقالية زاهية في البحر الكاريبي “صور”

08:55 م
الجمعة 05 سبتمبر 2025
وكالات
كشف باحثون عن أول حالة مؤكدة لسمكة قرش ممرضة برتقالية زاهية ذات عيون بيضاء، تم اصطيادها وإطلاقها في البحر الكاريبي، بعد أن أثارت الفضول العلمي.
وتتميز سمكة القرش (Ginglymostoma cirratum) هذه بظاهرة غامضة تعرف باسم الزانثيزم أو الزانثوكرويزم، وهي حالة تزيد من تصبغ الجلد باللون الأصفر، إلى جانب أعراض المهق التي تجعل القرش أكثر غرابة وندرة.
تم اكتشاف القرش بالصدفة قبالة الساحل الشرقي لكوستاريكا في عام 2024 من قبل صيادي أسماك رياضيين. وقال جارفين واتسون، مالك فندق باريسمينا دوموس في قرية باريسمينا، الذي صاد القرش بطول 2 متر وعمق 37 مترًا تحت سطح البحر:
“لم نصدق ما رأيناه أمام أعيننا… كان ذلك القرش البرتقالي يتلألأ تحت أشعة الشمس بطريقة غير عادية. لم نكن نعلم أنه سيكون اكتشافًا معترفًا به عالميًا من قبل علماء الأحياء.”
بعد التصوير، أُزيل الخطاف من فم القرش وأُعيد إلى البحر، حيث وثّق الباحثون الظاهرة في دراسة نشرت في الأول من أغسطس في مجلة التنوع البيولوجي البحري.
وتُعرف الزانثيزم بأنها ظاهرة موجودة لدى العديد من الحيوانات، بما في ذلك الضفادع والطيور والأسماك، حيث يظهر اللون الأصفر أو البرتقالي بشكل أقوى لدى الأفراد الزانثيزميين.
عادة ما يكون لون أسماك قرش الممرضة أصفر إلى بني رمادي، وقد وردت تقارير متفرقة عن ألوان غير معتادة، بما في ذلك المهق، لكن هذه هي الحالة الأولى الموثقة علميًا لقرش ممرضة زانثيزمي.
قال ماريوكسيس ماسياس كوياري، المؤلف الرئيسي للدراسة ومرشح الدكتوراه في علم المحيطات البيولوجية بالجامعة الفيدرالية في ريو غراندي، في رسالة لموقع لايف ساينس: “لقد فوجئنا جدا وسعدنا عندما رأينا الزانثيزم في الصور.”
وأظهر الباحثون، من خلال دراسة الصور، أن القرش يفتقر إلى القزحية السوداء المعتادة في عيون أسماك القرش، مما يشير إلى احتمال إصابته بالمهق والزانثيزم معا، وهي حالة سبق توثيقها عام 2018 في نوع من أسماك الراي في البحر الأيرلندي.
تظل أسباب التصبغ غير الطبيعي لدى أسماك القرش محل دراسة. عادةً ما ترتبط هذه الحالات بالجينات، لكن عوامل مثل الإجهاد البيئي، ارتفاع درجات الحرارة، والاختلالات الهرمونية قد تلعب دورًا أيضًا. وأوضح كوياري:
“الزانثيزم غالبا ما يكون وراثيا، لكن هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم الظروف التي تؤثر على تصبغ هذا القرش النادر.”
وأشار الباحث إلى أن بقاء القرش بهذا اللون المغاير يثير الاهتمام، إذ إن الألوان الزاهية عادة ما تشكل عائقا أمام الحيوان في البيئة الطبيعية. ومع ذلك، بلغ القرش مرحلة البلوغ دون أن يؤثر لون جلده على بقائه.
وأوضح كوياري: “هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على هذه الحالة الجينية، مثل البيئة، لكن كل شيء يبقى مجرد تكهنات حتى يتم اختبار المتغيرات المحتملة”.