اكتشاف تقنية تقلل خطر الإصابة بالسكر وأمراض القلب

12:49 ص
الأحد 07 سبتمبر 2025
وكالات
كشفت دراسة حديثة أن مزيج البكتيريا في الأمعاء يلعب دورا محوريا في خطر الإصابة بالسمنة، وأشارت النتائج إلى أن عمليات زرع ميكروبات البراز (FMT) يمكن أن تساهم في تحسين الصحة الأيضية لفترة طويلة تمتد لسنوات.
وتعرف الصحة الأيضية بأنها كفاءة الجسم في تحويل الغذاء إلى طاقة، ويتم قياسها من خلال ما يعرف بـ”متلازمة الأيض”، التي تضم مجموعة من عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر والدهون والكوليسترول، وزيادة محيط الخصر.
الدراسة، التي قادها فريق من جامعة أوكلاند في نيوزيلندا ونشرت في مجلة Nature Communications، تابعت تجربة بدأت قبل خمس سنوات شملت 87 شابا يعانون من السمنة حيث حصل بعضهم على كبسولات تحتوي على بكتيريا معوية مختلطة، بينما تلقى آخرون دواء وهميا.
ورغم أن العلاج لم يحدث فارقا في فقدان الوزن أو مؤشر كتلة الجسم، فإنه أدى إلى تقليل خطر الإصابة بمتلازمة الأيض بشكل ملحوظ.
وأوضح الدكتور واين كاتفيلد، أستاذ طب الغدد الصماء بجامعة أوكلاند، أن “علاجا واحدا فقط أدى إلى انخفاض واضح في متلازمة الأيض استمر لأكثر من أربع سنوات، مما يقلل احتمالات الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب على المدى الطويل”.
وبعد متابعة 55 مشاركا من المجموعة الأصلية، تبين أن من تلقوا العلاج لا يزالون يتمتعون بمؤشرات أيضية أفضل، بما في ذلك انخفاض نسبة الدهون في الجسم، فضلا عن بقاء بعض البكتيريا المزروعة نشطة داخل أمعائهم حتى بعد مرور أربع سنوات.
ويعتقد الباحثون أن النتائج تفتح الباب أمام تطوير جيل جديد من البروبيوتيك الموجه، القادر على تعديل الميكروبيوم المعوي بشكل مستدام للوقاية من أمراض مزمنة.
وقال البروفيسور جوستين أوسوليفان من جامعة أوكلاند: “تخيل أن تكون قادرا على برمجة ميكروبيومك لتقليل خطر الإصابة بالأمراض قبل حدوثها”.
ورغم أن الفكرة قد تبدو غريبة للبعض، خصوصا تناول كبسولات مستخلصة من براز معالج، فإن الدراسات السابقة أشارت إلى إمكانية استخدام زراعة البكتيريا في علاج السرطان واضطرابات الدماغ وحتى تباطؤ الشيخوخة.
ويؤكد الباحثون أن هناك حاجة لإجراء تجارب أوسع لتحديد التركيبات المثلى من البكتيريا القادرة على تعزيز الصحة الأيضية، في خطوة قد تغير مستقبل علاج السمنة والأمراض المرتبطة بها.