تكنولوجيا

اكتشاف حقل حراري مائي في أعماق المحيط الهادئ يتفوق على “المدينة المفقو



12:02 ص


الإثنين 01 سبتمبر 2025

وكالات

تمكنت مركبة مأهولة بالبشر (HOV) من إلقاء الضوء على “مدينة” ضخمة تحت أعماق المحيط الهادئ، حيث يكشف النظام المتعرج من الحفر العميقة وجدران الدولوميت عن منظره الشبيه بالمدينة المفقودة في المحيط الأطلسي.

ومن خلال ستارة من “الثلوج” البحرية المتساقطة، تتلألأ الجدران الكربونية والصخور المسننة المحيطة بعشرين فتحة حرارية مائية، وكأنها سراب في أعماق البحار.

ووفق دراسة نشرت في مجلة “Science Advances”، يبلغ الحقل الحراري المائي المكتشف حديثا، والمعروف باسم حقل “كونلون”، مساحة 11.1 كيلومتر مربع، أي أكبر من نظيره في المحيط الأطلسي بأكثر من مائة مرة.

ويقع الموقع شمال شرق بابوا غينيا الجديدة، ويعد مثالا نادرا لفهم كيفية نشوء الحياة على الأرض، تماما كما حدث مع المدينة المفقودة التي اكتشفت عام 2000 قرب سلسلة جبال منتصف المحيط الأطلسي.

تتدفق السوائل الغنية بالهيدروجين في كونلون عند درجات حرارة تقل عن 40 درجة مئوية، أي أكثر برودة بكثير من “المدخنين السود” في الفتحات الحرارية الأخرى.

ويعتقد العلماء أن هذه السوائل تمثل نموذجا يشبه “الحساء الساخن” الذي وُجد على الأرض قبل مليارات السنين، ما يجعل الموقع بيئة مثالية لدراسة نشوء الحياة من مواد غير عضوية.

ويقول عالم الكيمياء البحرية ويدونج صن من الأكاديمية الصينية للعلوم: “ما يثير الاهتمام بشكل خاص هو الإمكانات البيئية؛ لقد لاحظنا وجود حياة متنوعة تشمل الروبيان، والكركند القرفصاء، وشقائق النعمان، والديدان الأنبوبية، التي قد تعتمد على التخليق الكيميائي المعتمد على الهيدروجين”.

ويشير الباحثون إلى أن كونلون قد يساهم بحوالي 8% من تدفق الهيدروجين غير الحيوي في المحيطات العالمية، وهو رقم ضخم لنظام واحد فقط، وفقا لسون وزملائه بقيادة الجيولوجيين البحريين ليانفو لي وهونجيون تشانغ من مختبر لاوشان.

ويختلف حقل كونلون عن المدينة المفقودة في أنه يمتاز بأنابيب وفوهات يمكن أن تمتد لمئات الأمتار في القطر ويصل عمقها إلى أكثر من 100 متر، في حين أن المنخفضات الضحلة عادة ما تكون أعمق من 30 مترا.

ويضيف الفريق: “بالمقارنة بأبراج الكربونات في المدينة المفقودة، توفر أنابيب كونلون إطارا زمنيا تطوريا أكثر استدامة، مما يتيح بيئة ملائمة لتطور الحياة المبكرة”.

وتشكلت أنابيب كونلون عندما اخترقت مياه البحر وشاح الأرض، وهو تفاعل بين السوائل والصخور يُطلق الحرارة والهيدروجين. ويعتقد الباحثون أن المرحلة الأولى من التكوين أدت إلى انفجار كبير تكوّنت على إثره فوهة بركانية، ثم أدت الشقوق في الصخور إلى مزيد من تفاعلات المياه المالحة وإنتاج الهيدروجين.

ومع مرور الوقت، أغلقت الرواسب الكربونية القنوات تدريجيا، ثم تراكم الهيدروجين مرة أخرى مسببا المزيد من الانفجارات الطفيفة.

اكتشاف مدينة ضخمة تحت المحيط الهادئ (1)

ومن المتوقع أن تنقرض هذه الفتحات عندما تصبح مياه البحر غير قادرة على التفاعل مع المواد الغنية بالهيدروجين في الأعماق.

وحتى الآن، اكتشفت معظم الفتحات الغنية بالهيدروجين قرب الصفائح التكتونية المتباعدة، بينما يقع كونلون على بعد 80 كيلومترا غرب خندق داخل صفيحة كارولينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى