03:01 م
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
في الأطراف الخارجية لنظامنا الشمسي، على بعد 5.7 مليار كيلومتر من الشمس، يقع الكوكب القزم بلوتو. وهو عالم جليدي من الجبال والأنهار الجليدية والحفر حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة -232 درجة مئوية.
يدور حول بلوتو 5 أقمار – ستيكس، نيكس، كيربيروس، هيدرا وشارون. ومن بين هذه الأقمار، شارون هو الأكبر. وعلى عكس معظم الأنظمة الكوكبية الأخرى، يوجد في “نظام ثنائي” مع جسمه الأم، ما يعني أنهما يدوران حول نقطة في الفضاء بينهما.
لا يزال كثير من الغموض يحيط ببلوتو وأقماره. ولكن في بحث جديد نُشر في مجلة Nature Communications، أعلن فريق بقيادة عالمة الفلك سيلفيا بروتوبابا من معهد أبحاث الجنوب الغربي في الولايات المتحدة أنهم وجدوا ثاني أكسيد الكربون وبيروكسيد الهيدروجين على سطح شارون.
تقدم النتائج، المستندة إلى بيانات من تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا، أدلة حيوية حول كيفية تشكل نظامنا المفضل غير الكوكبي/الكواكب.
ما هو شارون؟
اكتشف العلماء شارون لأول مرة في عام 1978 عندما كانوا يدرسون مدار بلوتو.
يمكن القول إن شارون هو توأم بلوتو الأصغر. يبلغ عرضه أكثر من 1200 كيلومتر – حوالي نصف حجم بلوتو، ما يجعله أكبر قمر معروف نسبة إلى جسمه الأم في نظامنا الشمسي.
بلوتو نفسه صغير بالفعل عند مقارنته بقمرنا، حيث يبلغ حجم بلوتو حوالي ثلثي حجم قمر الأرض وسدس كتلته. تبلغ كتلة شارون حوالي ثمن كتلة بلوتو.
لشارون وبلوتو مدار غير عادي. بينما يدور شارون حول بلوتو، يدور بلوتو أيضًا حول نقطة مركزية. ويتصرفان تقريبًا مثل كوكب قزم مزدوج. وهذا على عكس القمر والأرض، حيث يدور القمر حولنا، ولا نغير موقعنا حقًا.
وهذا أحد الأسباب التي تجعل بلوتو لم يعد يُعتبر كوكبًا، بل يُصنف الآن على أنه كوكب قزم. إن مداره مع شارون يعني أن بلوتو لم يقم بتطهير مداره، أو أصبح الزعيم الجاذبي. وهذا هو المعيار الذي فشل فيه بلوتو في قائمة الكواكب.
تكوين شارون
في عام 2015، أصبحت مركبة الفضاء نيو هورايزونز التابعة لوكالة ناسا أول مركبة فضائية تستكشف بلوتو وأقماره عن قرب بعد رحلة استمرت 9 سنوات من الأرض. وقد أظهرت أن شارون يتكون من مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية.
إنه قمر بارد جدًا، غني بالجليد المائي. لكنه يحتوي أيضًا على الأمونيا ومجموعة متنوعة من المركبات القائمة على الكربون. ويُعتقد أيضًا أن شارون يحتوي على براكين جليدية – مناطق ينفجر فيها الجليد بدلاً من الصهارة مثل البراكين على الأرض.
يختلف تكوين شارون عن تكوين بلوتو وتكوين الأجسام الأخرى خارج نبتون، والتي يهيمن عليها النيتروجين وجليد الميثان، وفقا لموقع مجلة ساينس ألرت.
يمكن أن يوفر الاكتشاف الجديد لثاني أكسيد الكربون وبيروكسيد الهيدروجين على شارون نظرة ثاقبة قيمة حول كيفية تفاعل العمليات المختلفة على هذه الأجسام عبر نبتون.
يُعد ثاني أكسيد الكربون دائمًا جزيئًا رئيسيًا لفهمه – فهو يخبرنا كثيرًا عن تاريخ الجسم.
في حالة شارون، يُعتقد أن ثاني أكسيد الكربون يأتي من أسفل السطح الجليدي وتعرض لضربات من خلال الكويكبات والأجسام الأخرى تسببت في تكوين حفر تكشف عن السطح الجوفي.
يعتبر تكوين شارون لغزًا علميًا. إحدى النظريات الرائدة هي أنه تشكل بطريقة مماثلة لقمرنا. وفقًا لهذه النظرية، قبل حوالي 4.5 مليار سنة، اصطدم جسم كبير في حزام كايبر – المنطقة التي يعيش فيها بلوتو وشارون – ببلوتو وانفصل جزء منه وتشكل شارون.
من الممكن أيضًا أن يكون بلوتو وشارون جسمين اصطدما، ثم انحشرا في مدار حول بعضهما البعض.
يساعد فهم تكوين شارون في تعزيز فهمنا لكيفية تشكله. وبهذا المعنى، يمثل اكتشاف ثاني أكسيد الكربون وبيروكسيد الهيدروجين خطوة مهمة إلى الأمام. ومن المهم أن هذا قد يعطينا أيضًا أدلة ليس فقط حول شارون، بل وأيضًا عن أجسام أخرى بالقرب من بلوتو.
اقرأ أيضا:
بينها جسيم الرب وأعمدة الخلق.. 13 صورة لأعظم الاكتشافات الفضائية في ربع قرن
أفضل 32 صورة فائزة بجوائز الأبيض والأسود 2024
بالصور.. 20 حيوانا نادرا لن يراها العالم قريبا
ملائكة وشياطين.. 32 صورة لمخلوقات الظلام الغريبة في أعماق المحيط
منها خطوات الأشباح.. 9 صور لمناطق عجيبة على سطح المريخ