تكنولوجيا

اكتشاف مثير.. نباتات تتواصل مع بعضها سرا للتحذير من الخطر


12:50 م


الإثنين 23 أكتوبر 2023

ما زال عالم النباتات يكشف المزيد من أسراره، التي تثبت أننا ما زلنا نجهل الكثير عن هذه الحياة الغامضة.

أحدث الاكتشافات جاء في دراسة جديدة نشرتها مجلة “Nature Communications”، أثبت خلالها الباحثون أن بعض أنواع الأشجار والنباتات تتواصل مع بعضها البعض لنشر تحذير من أخطار قادمة.

المثير أن النباتات المصابة بآفات تصدر عنها مركبات كيميائية معينة، لإبلاغ الأنسجة الداخلية للنباتات السليم، وبالتالي تنشط الدفاعات داخل خلاياها.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن المؤلف الرئيسي للدراسة، ماساتسوجو تويوتا، قوله إن “هذه الدراسة تعد الأولى التي يتمكن فيها الباحثون من وضع تصور للتواصل بين النباتات للتحذير من تهديد من الحشرات والآفات أو الأخطار البيئية مثل الجفاف”.

وفي ثمانينيات القرن الماضي، بدأ اثنان من علماء البيئة دراسة طموحة ووضعا مئات اليرقات والديدان على أغصان أشجار الصفصاف لمراقبة رد فعل الأشجار، فكانت المفاجأة أن تلك الأشجار أنتجت مواد كيميائية تجعل أوراقها غير شهية وغير قابلة للهضم، بهدف إبعاد الحشرات.

المفاجأة الأكبر أن الأشجار السليمة على بعد 30 أو 40 مترًا، جهزت نفس الدفاعات الكيميائية استعدادا لأي غزو محتمل من الحشرات.

وحسب الدراسة الجديدة فإن النباتات تصدر أيضا أصواتا عند العطش أو تحت ظروف الإجهاد الأخرى دون أن يتمكن البشر من سماعها.

وتكررت نفس النتائج عندما أجريت التجارب على أشجار القيقب والحور.

ويؤكد معظم الدراسات أن الأشجار ترسل إشارات كيميائية لبعضها البعض عبر الهواء”، وهو ما يُعرف باسم “التنصت النباتي”.

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، لاحظ العلماء حدوث ذلك النوع من التواصل من خلية إلى أخرى في أكثر من 30 نوعًا من النباتات، بما في ذلك فول الليما والتبغ والطماطم والمريمية والنباتات المزهرة في عائلة الخردل.

وقال أندريه كيسلر، عالم بيئة النبات الأمريكي: الأكيد أن النباتات لا تمتلك آذانا وعيونا، لكن الأبحاث أظهرت أنها تتواصل مع محيطها عن طريق “إطلاق مواد كيميائية تعرف باسم المركبات العضوية المتطايرة، والتي يمكن للبشر شمها.

لكن كما يستطيع الناس التحدث بالكثير من الكلمات، فإنه يمكن للنباتات إنتاج مجموعة من هذه المركبات لأغراض مختلفة، حيث يستخدم بعضها لجذب الملقحات، أو كوسيلة للدفاع ضد الحشرات الضارة.

والمادة الأساسية في تواصل النباتات هي “أيونات الكالسيوم” عند تنشيطها داخل خلايا النباتات.

وقال باحثون إن إشارات الكالسيوم تتولى إرسال رسائل لخلايا النبات لإغلاق أوراقها أو القضاء على حشرة، على سبيل المثال.

ووجدوا أن إشارات الكالسيوم زادت تزيد في “الخلايا الحارسة” التي تشكل مسام أوراق النبات، وهو اكتشاف مهم، لأنه يظهر أن المركبات يتم امتصاصها في الأنسجة الداخلية للنبات.

وبعد زيادة إشارات الكالسيوم، وجد الفريق أن النباتات زادت من إنتاج أنواع معينة من المركبات للحماية، فعلى سبيل المثال، قد يبدأ النبات في إنتاج بروتينات معينة لمنع الحشرات من مضغها، مما يسبب الإسهال للحشرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى