اكتشاف وشوم على جسد مومياء ماتت منذ نحو 2000 عام “صور”

12:42 م
الخميس 28 أغسطس 2025
كتب- محمود الهواري:
كشفت دراسة حديثة عن مومياء امرأة عاشت وماتت منذ نحو 2000 عام في جبال ألتاي بسيبيريا تفاصيل الوشوم القديمة على يديها وساعديها وطريقة تطبيقها، ما يمنح نظرة جديدة على فن الوشم في الثقافة البازيريكية.
ونشرت مجلة ” Antiquity ” نتائج البحث التي قادها جينو كاسباري من معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان الجيولوجي وجامعة برن في ألمانيا، موضحة أن هذه الزخارف تعتبر من أكثر الوشوم تفصيلا التي رصدت من ثقافة بازيريك، رعاة العصر الحديدي في جبال ألتاي.
وقال كاسباري: “لقد أثارت وشوم ثقافة بازيريك فضول علماء الآثار منذ فترة طويلة بسبب تصميماتها التصويرية المعقدة”.
ركزت الدراسات السابقة على الأبعاد الأسلوبية والرمزية للوشوم، مع الاعتماد بشكل كبير على إعادة بناء مرسومة يدويًا، ما قلل من وضوح المعلومات حول التقنيات والأدوات المستخدمة.
ومع ندرة أدوات الوشم المحفوظة، غالبا ما يمثل الجلد المحنط الدليل الوحيد، لكن صلابة الجلد ولونه الداكن بسبب التحنيط يجعل رؤية التصاميم أمرا صعبا.
للتغلب على هذه الصعوبات، استخدم فريق البحث تقنيات تصوير حديثة بالأشعة تحت الحمراء والأشعة تحت الحمراء القريبة، إضافة إلى الفلورسنت المحفز بالليزر، للكشف عن أماكن ترسب الحبر على الجلد المحنط.
وطبق الفريق هذه التقنيات على مومياء المرأة التي توفيت عن عمر يناهز الخمسين عاما، ثم أعادوا بناء التصاميم وتحليل كيفية رسمها.
وضم الفريق عالم الآثار آرون ديتر-وولف وفنان الوشم داني رايداي، الذي استخدم تقنيات تاريخية لإنشاء قاموس حي لعلامات الوشم يُقارن بها البقايا المحنطة.
وكشفت النتائج عن استخدام أدوات متعددة ودرجات مهارة متفاوتة بين يدي وذراعي المرأة، حيث ظهرت على يديها رسومات بسيطة نسبيا، في حين تميز ساعدها الأيمن بأكثر الوشوم تفصيلا، بما يشمل حيوانات في صراع مع نمور.
وأوضح ديتر-وولف لموقع ” ScienceAlert” كانت خبرة داني هي التي سمحت لنا بتقييم الاختلافات بين وشم الساعد ووصف الأدوات المحتملة”.
وتقدم الدراسة أول دليل إيجابي على أن وشوم بازيريك كانت تُصنع بالوخز اليدوي باستخدام أدوات متعددة، مؤكدة على مهارة الحرفيين الذين أنجزوا هذه الرسوم بدقة، ما يعكس أن الوشم كان جزءًا هامًا من الثقافة البازيريكية، وليس مجرد زخرفة رمزية.
كما كشفت النتائج أن وضع الوشوم كان مدروسا بعناية، مع تثبيت كل وشم في المكان المخصص له على الجسم.
ويؤكد البحث أن الوشم كان حرفة متخصصة تتطلب مهارة تقنية وحسا جماليا وتدريبا مهنيا، ما يتيح للباحثين الاقتراب أكثر من فهم الأشخاص الذين صنعوا هذه الأعمال الفنية وكيفية تعلمهم وإتقانهم للفن، بحسب كاسباري: “بدت الصور حية وأقرب إلى رؤية الأشخاص وراء الفن”.