الامبراطور الكذاب.. قصة صعود وهبوط سام ألتمان عراب الذكاء الاصطناعي

محمد جمال آخر تحديث: نوفمبر 18, 2023

02:15 م

السبت 18 نوفمبر 2023

أعلنت شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI)، رحيل الشريك المؤسس لها، سام ألتمان، الذي قاد ثورة الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق برنامج “تشات جي بي تي”.

وبرر مجلس إدارة الشركة قراره بأن ألتمان لم يكن “صريحا دوما في تواصله”.

وقالت الشركة في بيان إن “مجلس الإدارة لم يعد يثق بقدرته على مواصلة قيادة أوبن إيه آي”.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مديرة قسم التكنولوجيا لدى الشركة، ميرا موراتي، ستستلم بشكل فوري منصب رئيس تنفيذي مؤقت.

كان سام ألتمان (38 سنة) صعد إلى القمة بسرعة الصاروخ بعد أن شارك في تأسيس “أوبن إيه آي” قبل 8 سنوات وكان يعتبر رائدا ومحركا لثورة الذكاء الاصطناعي، وفق تعبير “وول ستريت جورنال”.

وانتقلت “أوبن إيه آي”، بسرعة قياسية، من شركة صغيرة غير ربحية إلى عملاق في عالم التكنولوجيا بقيمة سوقية بلغت مليارات الدولارات، بفضل إنشاء ذراع ربحية ساهمت بجمع المال من داعمين كبار، مثل مايكروسوفت.

وأثار برنامج المحادثة الروبوتية “تشات جي بي تي”، الذي قدمته “أوبن إيه آي”، ضجة عالمية واسعة العام الماضي، بفضل قدرته على الكتابة والتواصل كالبشر.

وقالت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إن ألتمان نشأ في ولاية ميسوري الأميركية، حيث حصل عندما كان في الثامنة من عمره على أول جهاز كمبيوتر خاص به.

ولم يكتف الطفل حينها بتعلم كيفية استخدام الكمبيوتر، بل أتقن الكثير من علوم البرمجة.

والتحق بمدرسة جون بوروز في مدينة سانت لويس. وبعد الانتهاء من الثانوية التحق بجامعة ستانفورد الشهيرة، لكنه ترك الدراسة بعد عامين، متبعًا خطى بيل جيتس ومارك زوكربيرج، اللذين لم يكملا الدراسة في جامعة هارفارد.

وكان أول مشروع لألتمان بعد مغادرة الجامعة هو تطبيق للهواتف الذكية يسمى “Loopt”، الذي يتيح للمستخدمين مشاركة موقعهم في الوقت الفعلي، بشكل انتقائي، مع أشخاص آخرين.

ونجح ألتمان في جمع حوالي 30 مليون دولار، بمساعدة من شركة تدعم الأعمال الناشئة تدعى “Y Combinator”، والتي أصبح ألتمان رئيسا لها عام 2014، بعد أن باع تطبيقه مقابل 44 مليون دولار في سنة 2012.

وأسس صندوق رأس المال الاستثماري الخاص به، المسمى Hydrazine Capital، حيث اجتذب استثمارات كافية لإدراجه في قائمة “فوربس” لرجال الأعمال تحت سن الثلاثين عاما.

صعود الشركة

وسيطر ألأتمان على شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) لمدة 8 سنوات، بعد إطلاقها بالتعاون مع الملياردير الأميركي، إيلون ماسك عام 2015، حيث مول الرجلان الشركة إلى جانب شركات مثل أمازون ومايكروسوفت، برأسمال وصل إلى مليار دولار.

وجرى تشغيل الشركة الناشئة كمؤسسة غير ربحية بهدف تطوير الذكاء الاصطناعي، “مع التأكد من أنه لن يكون هناك آثار سلبية على البشرية”.

لكن تلك الشركة لم تعد مؤسسة غير ربحية، إذ نمت بقيمة تقديرية تصل إلى 29 مليار دولار، بفضل النجاح الملحوظ الذي حققته أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية” ChatGPT للنصوص و”DALL-E” للصور.

وحصد تطبيق ChatGPT عشرات الملايين من المستخدمين في غضون أسابيع من إطلاقه أواخر عام 2022، وأذهل التطبيق الخبراء، لقدرته على اجتياز أصعب الاختبارات في العالم، واجتياز مسابقات التوظيف، وتأليف أي شيء بدءًا من الخطب السياسية وحتى الواجبات المنزلية للأطفال، وكتابة أكواد برامج حاسوبية، وغير ذلك.

وفجأة، أصبح مفهوم “نموذج اللغة الكبير” مصطلحًا سائدًا، ما دفع مايكروسوفت إلى استثمار أموال إضافية في شركته، ودمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في محرك البحث “بينج” وتطبيقات “أوفس”.

ودخلت شركة غوغل في السباق، من خلال برنامج الدردشة الخاص بها Bard، قبل أن تدخل الميدان شركات التكنولوجيا في الصين.

ثم أعلن ماسك – الذي ترك شركة “OpenAI” في عام 2018 – إنه يريد إطلاق منصة ذكاء اصطناعي خاصة به.

وأثارت الإمكانيات المذهلة التي قدمتها برامج وأدوات الذكاء الاصطناعي، الكثير من المخاوف من نشر معلومات مضللة أو الاستغناء عن الوظائف، ما جعل حكومات الدول الكبرى تسعى جاهدة إلى صياغة طريقة فعالة لتنظيم هذه التكنولوجيا، التي يبدو أنها ستغير العالم إلى الأبد.

واعترف ألتمان أمام مجلس الشيوخ الأمريكي: “إن أسوأ مخاوفي هي أن نتسبب في ضرر كبير للعالم”.

والتقى ألتمان بنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.